الهندسة والآليات > المركبات والآليات

ما هو الصندوق الأسود ؟

الصندوق الأسود "Black Box":

هو جهازٌ يُسجل معلومات الرحلة والاتصالات والمحادثات داخل مقصورة القيادة كافة، مما يجعله قادرًا على كشف الأحداث التي وقعت قبل التحطم، في حين أنَّ معظم الصناديق السوداء تستخدم الشرائط المغناطيسية لتخزين المعلومات، فذهب عددٌ من الخطوط الجوية ليستخدم الأقراص الصلبة ذاكرة، والفرق أنَّ الطريقة الجديدة تُعدُّ أكثر موثوقية إذ تستخدم شرائح ذاكرة مكدسة بدلًا من الشرائط المغناطيسية على شكل صفوف، والتي لا تحوي أي أجزاء متحركة كما كان الحال في الطريقة القديمة؛ مما يعني خفض احتمالات تلف الصندوق الأسود في أثناء التحطم، وعمومًا فإنَّ شريحة الذاكرة يمكنها تخزين ساعتين من البيانات الصوتية (تسجيلات القمرة) و25 ساعة من بيانات الرحلة المأخوذة من FDR "Flight Data Recorder" بالعربية (جهاز تسجيل بيانات الرحلة)، وتُؤخذ البيانات من حساسات الطائرة المختلفة وتُرسَل إلى وحدة استقبالٍ موجودة في مقدمة الطائرة، وهي بدورها تُعيد إرسال هذه البيانات إلى الصندوق الذي يتلقى التغذية الكهربائية من قِبل مولدين موصولين مع محرك الطائرة.

* ما هي كيفية التسجيل في قمرة القيادة؟

تحتوي قمرة القيادة على 4 ميكروفونات مثبتة؛ مهمتها تتبُّع المحادثات بين طاقم الطائرة وتسجيلها، ولا تقتصر مهمتها على هذا فقط؛ بل تشمل التقاط الضوضاء المحيطة متضمنةً أصوات الطرق والضرب و النقر أيضًا، تُسجَّل هذه الأصوات وتُرسَل إلى وحدة الـCVR " Cockpit Voice Recorder" (مسجل قمرة القيادة)، وتكون ال CVR المغناطيسية قادرة على الاحتفاظ بآخر 30 دقيقة من تسجيلات الرحلة، ومن المعلوم أنَّ آخر 30 دقيقة من عمر الرحلة تكون حاسمة في تحديد أسباب حوادث التحطم

* شرح "مسجل بيانات الرحلة":

صُمِّم ليسجل بيانات التشغيل من أنظمة الطائرة كافة، باستخدام حساساتٍ موصولة بأجزاء مختلفة من بدن الطائرة وصولا إلى جهاز ال FDR، تسجل ولأكثر من 25 ساعة بارمترات مختلفة منها (الوقت، والضغط الجوي، والسرعة، والاتجاه المغناطيسي، وموقع دواسة الدفة، والتوازن الأفقي، وتدفق الوقود)

السؤال كيف لأجهزة التسجيل السابقة أن تنجو من قوة التحطم المدمرة؟

وحدة التسجيل مصممةٌ لتحتمل درجات حرارة عالية جدًا وعدة أطنان من الضغط وقوة اصطدام عنيف، وذلك باستخدام تصميم مكون من 3 طبقات:

1- بيت من الألمونيوم

2- عازل حراري عالي المقاومة الحرارية

3- غلاف من الفولاذ (Stainless Steel)

اسم الصندوق الأسود؛ قد يكون مضللًا قليلًا لأنَّه يُطلى عادةً بلون برتقالي فاتح مع طبقةٍ عاكسة للضوء لسهولة العثور عليه عند التحطم، أما في حالة غرق الطائرة فإنَّ الصندوق الأسود يحوي (منارة) جهاز إرسال للموجات فوق الصوتية، ويبدأ العمل أوتوماتيكيًا فور ملامسة الصندوق للماء، وفي بعض الحالات يحترق الصندوق وعلى الرغم من ذلك يمكن تنظيف رقاقات الذاكرة واسترجاع المعلومات منها.

أخيرًا؛ بعد أن ينجح المحققون في تعقب الصندوق والعثور عليه يُؤخَذ إلى المختبر، إذ يمكن تحميل المعلومات منه ومراجعة الأحداث الأخيرة التي سبقت التحطم، وذلك لأخذ فكرةٍ عن مسبب الحادث، وفي بعض الأحيان قد تأخذ هذه العملية أسابيع عديدة، ولا يمكن تجاهل أهمية الصندوق الأسود أو الاستغناء عنه كونه أهم أداة في تحديد الخطأ الذي أدى لسقوط الطائرة، فهو يُوفر دلائل من المستحيل الحصول عليها دونه

- ومن المؤكد أنكم سمعتم مؤخرًا عن الطائرة الماليزية المفقودة Malaysian Flight 370؛ والتي اختفت فجأةً مع طاقمها المكون من 12 شخصًا وعدد من الركاب الذي يبلغ 227، ولم يُعثر على الصندوق الأسود أو بقايا الطائرة إلى الآن، مما زاد من حدة النقاش فيما إذا آن الأوان لاستبدال الصندوق الأسود بنظامٍ فضائي أكثر تطورًا

والسؤال الآن.. هل ما زلتم تودون السفر بالطائرة؟!

المصدر : هنا

مصدر الصورة : هنا

هنا