الكيمياء والصيدلة > تراخيص جديدة

فرط التحسس ومحقن الـ Epipen

فرطُ التحسس أو الصدمة التأقية؛ حالةٌ طبيةٌ طارئة ومهدّدةٌ للحياة، تحدث لدى 1 من كل 50 أمريكيًّ تقريبًا. ويمكن أن تتضمّن ردودَ فعل أجسامنا تجاه عضّات الحشرات ولدغاتِها، وبعض الأطعمة، والأدوية، ومفرزات الأشجار، والعديد من المواد الأخرى. وتتمثّلُ بظهور بعض الأعراض؛ مثل تضيّق القصبات الهوائيّة، وتورُّم الحنجرة، وانخفاض الضّغط، والشرى، والوذمة الوعائيّة، وتورّم الشفتين واللسان والوجه وانتفاخهم، وسيلان الأنف، وغيرها.

يستجيب الجسم طبيعيًا في هذه الحالة بإطلاق كميّاتٍ من الأدرينالين (الإبينفرين) الذي يُعدّ ترياقًا طبيعيًا لبعض المواد الكيميائية المسبّبة للحساسيّة، وهو ناقلٌ عصبي رئيسي يُطلَق طبيعيًا من مركز (لبِّ) الغدّة الكظرية، يعمل على تضييق الأوعية الدموية وتوسيع القصبات التنفسية؛ إذ يمكن لهذه التأثيرات معاكسةُ انخفاضِ ضغط الدم الشديد، وتضيّقِ القصبات التنفسية، والحكّةِ الجلدية، وغيرها من أعراض التحسس.

كذلك يمكن إنتاج الأدرينالين صناعيّاً، الذي يُعدّ العلاجَ الأوّل للحساسية المفرطة.

صيدلانيًّا؛ لا يمكن إعطاء مادّة الإبينفرين (الأدرينالين) فمويًّا لأنّه يتخرّب بأنزيمات المعدة، ثمّ إنّه يفقد فعاليته في حال إعطائه استنشاقاً؛ لذلك يُعطى عن طريق الحقن، ويُعتَمد لحقن مادّة الإبينفرين (الأدرينالين) تقنيةُ الحاقن الأوتوماتيكي المسمّاة EpiPen.

يَحقن الشخصُ المصاب بالحساسية نفسَه بالإبينفرين بواسطة هذا الحاقن الأوتوماتيكي (EpiPen)، علمًا أنّه مخصصٌ للاستعمال من قبل البالغين والأطفال ممّن يتجاوز وزنهم 7.5 كغ.

وقد حازت شركة Teva Pharmaceuticals USA الأمريكية مؤخراً موافقةَ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لتسويق منتجها الجديد؛ محقنِ الإبينفرين الأوتوماتيكي بجرعات 0.3 ملغ و 0.15 ملغ. وذلك بعد أن واجهت الولاياتُ المتحدة الأمريكية مؤخرًا نقصًا في أقلام الإبينفرين Mylan's EpiPen. ما دفع الـFDA إلى الموافقة على أوّل نسخةٍ عامّة من محاقن الإبينفرين الأوتوماتيكية Mylan's EpiPen and EpiPen Jr (epinephrine) autoinjector للعلاج الإسعافي في حالات ردود الفعل التحسسية؛ كفرط الحساسية عند البالغين والأطفال.

إنّ إعطاء الـFDA هذه الموافقةَ اليوم؛ تعني تأمين خياراتٍ بديلة ومنخفضة التكلفة لأولئك المرضى الذين يعانون ردودَ فعلٍ تحسسية شديدة ويحتاجون إلى الإبينفرين على نحو متكرر.

تُحقَنُ بواسطة قلم الإبينفرين (الأدرينالين) EpiPen جرعةٌ من الإبينفرين في الجلد أو في عضلات الفخذ لإيقاف فرط الحساسية مباشرةً، ويمكن إعطاءُ هذه الحقنة دون نزع الملابس في حالات الطوارئ أيضًا.

يُمتصُّ الإبينفرين بسرعة أكبر عند حقنه في العضلة المتوسّطة في الفخذ. ويجب الانتباه لعدم حقن الإبينفرين في الوريد أو في عضلات الأطراف لانخفاض فعاليته في هذه الحالة، أمّا في حال حقنه عن طريق الخطأ في اليدين أو القدمين؛ فقد يؤدّي ذلك إلى عسر تدفّق الدم في تلك المناطق مسبّبًا خدرًا يقتضي التوجّه إلى أقرب مستشفى حالًا.

عمومًا؛ يؤدي الإبينفرين إلى زيادةِ معدّل ضربات القلب، والارتعاش، والشحوب، ومشكلاتٍ في التنفس، والتعرُّق، والإقياء، والغثيان، والدوار، والصداع، وغيرها.

ولكنّ المخاطرَ المحتملة لعدم إعطاء الإبينفرين -التي قد تؤدّي إلى الموت- تفوق بكثير آثارَه الجانبيّة. إذ يزيد الإبينفرين المقاومةَ الوعائية المحيطيّة، وبذلك فهو يحسّن ضغطَ الدم، ويعاكس توسّعَ الأوعية المحيطي؛ وبهذا يخفف الوذمةَ الوعائيّة، ويحفّزُ بعضَ المستقبلات (مستقبلات β1) مُحدِثًا تأثيرًا إيجابيًّا في القلب والتقلّص العضلي، فضلًا عن أنّه يؤثّر في مستقبلاتٍ أخرى (مستقبلات β2) مما يؤدّي إلى توسُّع القصبات، ويزيد من إنتاج الأدينوزين أحادي الفوسفات الحلقي ADPc داخل الخلايا البدينة فيقللُ من إطلاق الوسائط الالتهابيّة ممَّا يُخفف الظواهرَ الالتهابيّة.

ويجب إبلاغ الطّبيب عن الأدوية المستخدمة كافّةً في حال وصف الأدرينالين؛ خصوصًا تلك التي قد تتداخل مع الإبينفرين مثلَ الديجوكسين (digoxin)، ومدرّات البول، والليفوثيروكسين (levothyroxine)، ومضادّات الاكتئاب (كالنورتريبتيلين وإيميبرامين)، وأدوية البرد والحساسيّة التي تحتوي على مضادات الهيستامين، والإرغوتامين، وأدوية نُظُم القلب، وغيرها.

ويجب إخبار الطبيب في حالة الحمل، مع العلم أنَّ الإبينفرين هو الخطُّ الأوّل لعلاج فرط التحسس لدى السيدات الحوامل في العديد من الدول؛ لكنَّ  تصنيفَ منظمة الغذاء والدواء العالمية FDA له هو (N)؛ أي إنَّ تصنيفه غيرُ محدّد حتى الآن، ومن ثمَّ يمكن استخدامه بعد استشارة الطبيب فقط إذا كانت الفائدة المحتملة تُبرّر المخاطرَ المتوقعة على الجنين.

وإضافةً إلى ذلك؛ ليس من المعروف حتى الآن ما إذا كان الإبينفرين يُفرَز مع حليب الثّدي أو يضرُّ الرضيع.

ويُستخدَم هذا الحاقن الأوتوماتيكي مرّةً واحدة فقط؛ إذ يحتوي الحاقن على جرعة واحدة ثابتة من الإبينفرين تعادل 0.3 ملغ في الحاقن المخصص للأطفال ذوي الأوزان التي تزيد على 20  كغ والبالغين، وتعادل 0.15 ملغ في الحاقن المخصص للأطفال ذوي الأوزان بين 10-20 كغ.

ويجب الانتباه لعدم نزع غطاء الأمان إلّا لحظةَ الاستعمال، ويجب الانتباه لعدم وضع اليد على حافّة الحاقن عند إزالة غطاء الأمان.

ويجب التوجُّه إلى أقرب مستشفى بعد الحقن مباشرةً لتلقي الرعاية المطلوبة، لأنَّ آثار الإبينفرين تزول بعد 10 إلى 20 دقيقة من الحقن، ما يستدعي مزيدًا من العلاج والمراقبة.

يُحفَظ الحاقن في درجة حرارة الغرفة بعيدًا عن الرطوبة والحرارة والضوء، ويجب ألّا يُبرَّدَ الدواء أو يُخزَّنَ داخلَ السيارة، ويجب الانتباه لحفظه بعيداً عن متناول الأطفال، وفي مكانٍ يسهل الوصولُ إليه، وليس في خزانة مقفلةٍ يَصعب الوصول إليها في حالات الطوارئ.

وأخيرًا؛ إنّ العمرَ الافتراضي للحاقن من سنة إلى سنتين، لذا يجب التحقُّق دومًا من تاريخ صلاحيَّته كي لا تتفاجأ بانتهائه عند الضرورة.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا

6. هنا

/p>