الموسيقا > متفرقات

ما هو تأثير الموسيقا على القيادة؟

هناك عدد لا يحصى من المعتقدات عن قوة تأثير الموسيقا على القيادة. إنَّ آخر ما يفكر فيه المرء هو: ما مدى أمان الاستماع إلى الموسيقا؟ لسوء الحظ، أصبحت حوادث السير المرتبطة بأجهزة الموسيقا معروفة في عصرنا الحالي. من أشكال التشتيت التي يمكن أن تؤدي إلى حوادث التحطم أو الاقتراب منها هو ضبط أدوات التحكم بالراديو، أو تبديل أشرطة الكاسيت والأقراص المدمجة، والتنقل بين ملفات الـ MP3.

قد يؤدي الاستماع إلى الموسيقا الصاخبة أثناء القيادة إلى العديد من المشاكل. تنخفِضُ أولاً قدرة التركيز للشخص، وفي معظم الحالات يصبح الاستماع إلى أغانيه المفضلة مشتتاً للانتباه. في هذه المرحلة يميل الناس إلى التركيز أكثر على الموسيقا من مسار القيادة؛ ممَّا يؤدي إلى عدد من الظروف المحفوفة بالمخاطر.

هناك الكثير من الأدلة التي تدعم الحجة القائلة بأن الموسيقا الصاخبة يمكن أن تسبب ضعفاً في الرؤية، فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجراها باحثون في معهد Ear Institute بجامعة University College London البريطانية أن تغيير البصر المرئي على بعد بضع درجات من مصدر الصوت قد يؤدي إلى أوقات تفاعل أبطأ وزيادة نشاط الدماغ اللازم للتركيز على مهمة مخبرية. هذا يشير إلى أن تقسيم الاهتمام بين السمع والرؤية قد يكون سيئًا، ولكن ماذا عن مهمة القيادة؟

وجدت مراجعة للدراسات التي أجريت عن تأثير الموسيقا والضجيج على القيادة والمهام الأخرى أنَّ الموسيقا في بعض الأحيان يمكن أن تقلل من إجهاد السائق وعدوانيته، بل وتسهل أداءه أيضاً. لكن مع ذلك، وجدت بعض الدراسات أيضا أنَّ الموسيقا يمكن أن تضعف أداء السائق. إذ من الممكن أن يكون لحجم الصوت والإيقاع ونوع الموسيقا تأثيرات مختلفة، ولكن لا يزال من غير الواضح أي جانب معين من الموسيقا له التأثير الأكبر.

وتناولت دراسة أخرى آثار الأنواع المختلفة من ظروف الموسيقا على أداء القيادة في 85 من السائقين الشبان المبتدئين. واستكشفت هذه الدراسة آثار الموسيقا المفضلة لكل سائق على سلوكه أثناء القيادة. أكمل السائقون ست رحلات في مركبة لتعليم القيادة مجهزة بالأدوات اللازمة. ووجدت الدراسة أن جميع المشاركين ارتكبوا ما لا يقل عن 3 مخالفات: احتاج 27 منها إلى تحذير أو أمر شفهي وتطلّب 17 منها تعديلاً على القيادة أو تدخّلاً للكابح لمنع وقوع حادث. في حين كانت هناك حالات مزاجية إيجابية مرتفعة وتمتع بالرحلات مع الموسيقا المفضلة للسائق، هذه الخلفية أنتجت أيضاً تقديرات خاطئة شديدة للسائق بالإضافة إلى انتهاكات أخرى كعدم الدقة والقيادة العدوانية. ومع ذلك، فإنَّ الرحلات مع موسيقا من نوع آخر مصممة على نحوٍ أساسي لتوليد مستويات معتدلة من التعقيد الإدراكي أدَّت إلى تحسين سلوك السائق وزيادة سلامته. لذلك من الممكن القول إنه كلما كانت الموسيقا أقل تعقيداً أو أكثر انخفاضاً، كانت أقل تشتيتا.

من المرجح أن تكون هذه الآثار الضارة للموسيقا مرتبطة بمدى انتباهنا البشري المحدود. فنحن نحتاج من أجل القيادة إلى الاستمرار في التركيز على مهمتنا، وقدرتنا على الإدراك الظرفي، واتخاذنا القرارات اليقظة. إنَّ دماغنا يستخدم الانتباه ضوءاً كشَّافاً نظراً لكونه مورداً محدودا. ويمكننا ذهنياً تسليط الضوء على أمر واحد أو مجموعة واحدة من الأشياء في وقت واحد (الانتباه المركَّز) ويمكننا تحريكها أو نقلها ذهاباً وإياباً لمحاولة مراقبة أشياء متعددة (الانتباه المقسَّم). ومع ذلك لا يمكننا التركيز على كل شيء في الوقت نفسه. عندما تتطلب إحدى حواسنا الكثير من الانتباه (في هذه الحالة حاسة السمع عندما تكون الموسيقا صاخبة أو معقدة)، فإنَّ أقساطاً أقل من الانتباه ستوزَّع لحواسنا الأخرى وأهمها الرؤية اللازمة للقيادة.

يحتوي الدماغ البشري على الكثير من المعلومات التي يجب الانتباه إليها أثناء القيادة، لذا من المهم للغاية الحد من مشتِّتَات الانتباه، خاصةً لدى للسائقين المبتدئين لأنَّ الهدف هو القيادة المتفاعلة التي يكون فيها التركيز على الطريق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تشغيل الموسيقا بدرجات صوت مرتفعة أثناء القيادة إلى فقدان السمع. إذ أنه إذا تجاوز صوت الموسيقا 90 ديسيبل فإن طبلة الأذن تبدأ بالتأثر. وقد يعاني المرء من مشاكل مؤقتة في السمع في معظم الحالات. ولكن على المدى الطويل يمكن أن يتسبَّبَ ذلك بفقدان السمع كاملا. لذلك يُوصَى بأن تكون الموسيقا التي تُشغَّل أثناء القيادة على صوت 80 ديسيبل في الحالة العادية.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا