علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

مرحلة تحقيق الذات؛المرحلة الأخيرة من هرم ماسلو.

طوّر العالم ماسلو هرمًا من أجل ترتيب الاحتياجات الأساسية والفرعية للوجود الإنسانيّ، وتشمل مراحله:

- الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية؛ مثل الطعام والمأوى والنوم.

- احتياجات السلامة؛ مثل الأمن والاستقرار والنظام.

- الاحتياجات الاجتماعية؛ مثل الحب والانتماء والصداقة.

- احتياجات التقدير؛ مثل قبول الآخرين والشعور بالإنجاز، والاستقلالية.

- الاحتياجات المعرفية؛ مثل الإلمام الفكري والمعرفة.

- الاحتياجات الجمالية؛ مثل الانسجام والتوازن والجمال.

- مرحلة تحقيق الذات .

تحدث مرحلة تحقيق الذات عندما يكون الشخص قادرًا على الاستفادة الكاملة من مواهبه في الوقت الذي لا يزال فيه يقظًا لقيوده، ويُستخدم المصطلح للإشارة إلى نضج كليّ يتميز بتحقيق الأهداف وقبول النفس والقدرة على تقييم اللذات برؤية إيجابية واقعية.

وبمجرد تلبية الحاجات الأساسية للبقاء مثل الماء والطعام والمأوى؛ تتبعها الرغبات التي تتعلق بالسلامة والعاطفة، ومن ثم احتياجات التقدير؛ مثل الثقة بالنفس واحترام الذات .

وإن عملية تحقيق الذات مختلفة بالنسبة إلى الجميع؛ إذ لا يحقق الأفراد كلهم جميع مستويات التسلسل الهرمي.  ويُعدُّ تحقيق الذات أمرًا نادرًا إلى حد ما، ووفقًا لماسلو؛ قد وصل 1٪ فقط من السكان البالغين إلى هذه المرحلة، وليس محتّمًا بقاء الأشخاص الذين وصلوا إليها أن يبقوا فيها؛  قد يسافر الناس بين عدة مستويات من التسلسل الهرمي في أثناء العمر؛ ذلك بناءً على ظروف الحياة والخيارات الفردية والصحة العقلية .

خصائص مرحلة تحقيق الذات :

إن الأشخاص الذين وصلوا إلى هذه المرحلة:

- يتقبلون أنفسهم والآخرين.

- يحافظون على علاقات عميقة وذات مغزى.

- لديهم حسّ عال بالفكاهة.

- يدركون الواقع بدقة؛ سواء أكان يتعلق بنفسهم أو بالآخرين.

- لديهم إحساس بالهدف وأداء مهمات منظمة متجهة نحو ذلك الهدف.

- يختبرون لحظات متكررة من السعادة العميقة.

- يظهرون التعاطف مع الآخرين .

- لديهم تقدير مستمر للحياة .

الدراسة :

أُجريت دراسة في مدرسة واحدة في وسط ولاية إنديانا على 56 مدرِّسًا و1234طالبًا من الصف الثالث وحتى السادس تهدف إلى:

- دراسة العلاقة بين تحقيق الذات لبعض المعلمين المختارين واهتمامهم بطلابهم كما يراه الطلاب.

- دراسة العلاقة بين سن وسنوات خبرة المعلمين في التدريس مع مستوياتهم في تحقيق الذات.

- تحديد ما إذا كان المعلمون -الذين تُجرى الدراسة عليهم- يختلفون عن مجموعات البالغين الأخرى على نحوٍ كبير في مستويات تحقيق الذات لديهم.

حصلنا في هذه الدراسة على بيانات عن عمر المدرسين وسنوات الخبرة في التدريس للمدرسين منهم، ونُفّذت عمليات تحليل البيانات بواسطة ثلاثة إجراءات إحصائية مرتبطة: الانحدار المتعدد  والارتباط القانوني وتحليل التباين متعدد المتغيرات.

وقد كان التركيز على عاملين رئيسين؛ الكفاءة الزمنية والتوجيه الداخلي .

ومن أصل ستة وخمسين مدرسًا دُرست حالتهم؛ استوفى 21 منهم المعايير المحددة للمعلمين المستقلين ذاتيًّا، بحصولهم على درجات أعلى من 18 في الكفاءة الزمنية ، وأعلى من 87 في التوجيه الداخلي، وقد سجل 35 معلمًا  درجاتٍ أقل من هذه، ولكن على الرغم من هذا؛ تلقّوا جميعًا -ماعدا واحد- درجاتٍ أعلى من 15 في اختبار "The Student Estimate of Teacher Concern" .

لم يُعثر على علاقة ذات دلالة إحصائية بين مستويات تحقيق الذات للمعلمين (في هذه الدراسة) وإدراك الطلاب قلقَهم.

وتشير هذه النتائج إلى أنه من غير الملائم استخدام مستويات تحقيق الذات للمدرسين من أجلة لتنبؤ بفكرة إدراك الطلاب مخاوف المعلم في تعليمه.

وقد نتج عن هذه الدراسة أنه قد كان قرابة 37% في مرحلة تحقيق الذات وكانت  نسبة الأشخاص الأصغر سنًّا مرتفعة أكثر من الأكبر سنًّا.

لم يُعثر على علاقة ذات دلالة إحصائية بين عمر المعلمين وسنوات خبرتهم التدريسية في هذه الدراسة ومستوياتها من تحقيق الذات، وتشير هذه النتائج إلى أنه لا ينبغي استخدام العمر وسنوات الخبرة في التدريس من أجل التنبؤ بمستويات التحفيز الذاتي للمعلمين في هذه الدراسة.

ووفقًا لهذه الدراسة؛  لم تحدث مهنة التدريس فرقًا كبيرًا في مستويات التطبيق الذاتي للمعلمين، ولا يوجد سبب لأن  نفترض أن هؤلاء المعلمين يختلفون عن أي أشخاص بالغين آخرين في تحقيقهم الذاتي.

وتُظهر هذه النتائج أن المدرسين في هذه الدراسة هم من البالغين النموذجيين، وأن طبيعة الإيثار لمهنتهم لا تؤثر على نحو ملحوظ في تحقيقهم الذاتي .

ووفقاً لهذه الدراسة؛ لا توجد معرفة ذاتية بين المدرسين أكثر من المجموعات الأخرى الراشدة.

وفي النهاية؛ إن إمكانية تحقيق الذات هي حرية اختيار أشياء ذات مغزى لفعلها، وكان استخدام الآخرين مفيدًا على نحوٍ خاص لأنه أعطى الشعور بأننا نكون بحاجة الآخرين، ووفرّ فرصًا غنية للعلاقات الوثيقة.

وقد كان العامل الآخر- الذي كان حاسمًا- في تحقيق موارد الرعاية الذاتية في المستقبل هو الثقة في إدارة التحديات المستقبلية.

المصدر:

هنا

هنا

هنا

هنا