الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

سياسة التأمين على الحياة ومنافعها المُضافة.

 لا يتصل الأشخاص بشركات التأمين إلا عند حدوث طارئٍ، ويحتاجون إلى الشركة لكي تدفع تكلفة هذا الطارئ؛ هذا يعني خسائر لشركة التأمين عمومًا، ويعني الضغط النفسي والمادي للعميل أيضًا. ومن أجل تخفيف كلتا المشكلتين؛ تُقدِّم شركات التأمين خدماتٍ إضافيةً على نحوٍ متزايد إلى جانب سياساتها التأمينية. فعلى سبيل المثال؛ تثبِّت شركة Aviva -وهي شركة تأمينٍ بريطانية- أجهزةَ استشعارٍ على أنابيب المياه الخاصة بالزبائن بغرضِ الكشف عن أية تسرباتٍ ضئيلة للغاية لتتمكن من إصلاحها قبل أن تتسبَّب بضرر أكبر. وفي المقابل فإنَّ قطع غيار هذه الأنابيب تُكلِّف الشركة مبلغًا أكبر بكثير من تكلفة تركيب أجهزة الاستشعار.

وعلى الرغم من أن هذه الخدمات الإضافية هي حلٌّ استباقي للمشكلة المُتوقَّع حدوثها؛ لكنها تهدف على نحوٍ أساسي إلى تعزيز ولاء العملاء.

لقد كانت شركات التأمين على الحياة هي الأبطأُ بين شركات التأمين لتنفيذ هذه الفكرة، والجيد هنا أن هذه الحقيقة في طريقها إلى التغيير. وغالبًا ما تُقدَّم خدماتٌ إضافيةٌ إلى الزبائن لتأمين العيش على نحوٍ أكثر صحة. فعلى سبيل المثال؛ تمنح أكسا AXA -وهي شركة تأمين فرنسية- عملاءها إمكانية إجراء فحوصاتٍ طبيةٍ دورية، أما يونيون لايف Union Life

-وهي شركةٌ صينية- فهي تضمنُ لحاملي وثائق التأمين مكانًا في منزل كبار السن أو ما يُعرف بدور العجزة، وتقدِّمُ لهم نصائحَ عن الأنشطة التي من الممكن تأديتها في حال التقاعد. وتُقدِّم شركة التأمين الكندية ديجاردان Desjardins المشورةَ عند التقاعد وعند التعافي من الأمراض أيضًا.

في 15 آب (أغسطس)؛ أعلنت شركة هافين لايف Haven Life -وهي فرعٌ لشركة التأمين MassMutual- أنها ستضمُّ مجموعةً من المزايا الإضافية لعملائها؛ ما ساهم في جعلها شركةً رائدةً في مجالها بسوقها المحلي.

تتناسب المزايا الجديدة في Haven Life مع الاتجاه العالمي؛ إذ تتركز فوائدها الإضافية على الصحة والتخطيط للوفاة، وتتضمن خدمةً رقميةً من أجل تجميع الوصايا (أي وصية المُتوفّى) وتخزين المستندات المهمة على نظامٍ إلكتروني. ويحصل حاملو بوليصة التأمين على خصوماتٍ على خدمات صحة الأسرة في بعض العيادات أيضًا، ويحصلون على اختبار للصحة الجينية أيضًا. يقول يارون بن تسفي Yaron Ben-Zvi رئيس الشركة: "هذه المزايا تهدف إلى زيادة ولاء العملاء بالدرجة الأولى".

وتتنافس الشركات على الخيارات الإضافية التي تُقدِّمها؛ إذ تقدِّمُ شركة Ladder -وهي شركة ناشئة للتأمين على الحياة- بعضَ المساعدة في التخطيط المالي للزبائن عن طريق أدوات تُتيحها بواسطة نظامها الإلكتروني، في حين تمنح شركة State Farm -وهي شركة تأمين أمريكية كبيرة- للعملاء خصمًا على أجهزة الاستشعار الداخلية التي تُراقب صحة المسنين. ولكن تبقى سياسات MassMutual التي تبيعها Haven Life هي الأولى في أمريكا والتي تُقدِّم خدمات أخرى جزءًا من الحزمة التأمينية.

بقي أن نقولَ أنَّ أمريكا ليست مكانًا ودودًا لشركات التأمين المُبتكرة أو المبدعة؛ إذ يجب على أية سياسةٍ أو ميزةٍ جديدةٍ مُضافةٍ أن تتوافق مع قانون الولاية التي ستُطبّق بها.

يقول السيد بن تسفي Ben-Zvi: "إنَّ قوانين بعض الولايات غير مرنة مطلقًا، ولا تسمح ببعضٍ من هذه المزايا الإضافية"، والنتيجة لذلك بحسب بن تسفي Ben-Zvi هي أن شركة هافن لايف Haven Life لن تتمكن من تقديم امتيازاتها في خمس ولايات (من ضمنها فلوريدا ونيويورك) على الرغم من أن الشركة كانت تأمل بجعل هذه الميزات متاحةً في جميع أنحاء البلاد.

وحتى لو قبلت قوانين الولايات هذه الميزات أساسًا؛ لكنها تستغرق وقتًا طويلًا حتى تُطبَّقَ وتُنتشَر.

المصدر:

هنا