الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين

مكافأةٌ للآباء الرياضيين؛ جينات صحية للأبناء

 

توصَّلت دراسةٌ جديدةٌ نشرتها رابطة السكري الأمريكية في دورية Diabetes إلى أنَّ الآباء الذين يتمتَّعون باللياقة البدنية سيكون تجنُّب السمنة وداء السكري أسهل على أبنائهم مستقبلًا، إضافةً إلى مشكلاتٍ صحيةٍ أخرى، وإذ يُقرُّ غالبية الآباء برغبتهم في إنجاب أبناء أصحاء ونشيطين فإنَّ زيادة احتمال حدوث ذلك يُعدُّ مُمكنًا إن تمتعوا بأجسامٍ أكثر لياقة قبل فترة حدوث الحمل. وقد لوحظ أنَّ فئران المختبر ذات النشاط الحركي المنخفض، والاستهلاك المرتفع من الدهون كانت أكثر ميلًا قبل حدوث الحمل إلى إنتاج أبناء بمعدلاتٍ أعلى من دهون الجسم، وعدم تحمل الغلوكوز، وامتصاصٍ غير طبيعي للغلوكوز في عضلات الهيكل العظمي، إذ تُمثل الحالتان الأخيرتان دلالة على الإصابة بالسكري، وعلى أي حال؛ فإنَّ الفئران الذين مارسوا التمارين الرياضية قبل مرحلة الحمل كانوا قادرين على عكس هذه التأثيرات في جيل الأبناء.

 

وتُشير الدكتورة Kristin Stanford -المشرف الرئيس على الدراسة- إلى أنَّ التمارين الرياضية المطبقة على فئران التجارب نتجت عنها تطوراتٌ ملحوظة على الصحة الاستقلابية للذكور والإناث البالغين، إضافةً إلى أنَّ ممارسة التمارين الرياضية ولو شهرًا واحدًا قبل حدوث الحمل يمكن أن تمتلك فوائد كبيرة على الصحة الاستقلابية للأطفال المولودين، والتي لوحظت أكثر في عمر 52 أسبوعًا للمواليد الجدد، ويُرجِع الباحثون هذا التأثير إلى تحسين ممارسة التمارين الرياضية لحركة النِّطاف، وتَسبَّب ذلك في حدوث تغيراتٍ جينيةٍ فيها أدَّت إلى خفض خطر توريث جينات البدانة والسكري إلى الأطفال.

 

وقد ركَّزت معظم الدراسات في السابق على دور صحة الأمهات قبل وفي أثناء مرحلة الحمل وبعده، والدور الذي تؤديه فيما يتعلق بصحة أطفالهن، إذ أظهرت بعض الدراسات وجود ارتباطٍ بين بدانة الأم في أثناء الحمل وخطر إصابة المولود بها في مرحلة الطفولة، في حين أغفلت الكثير من الأبحاث مدى تأثير الآباء في ميل الأبناء إلى الإصابة بأمراضٍ مثل السمنة والسكري على الرغم من المعرفة المُسبقة بأنَّ استهلاك الكحول، والتبغ، وتعاطي عقاقير أو مخدراتٍ أخرى تتسبَّب في انخفاض الخصوبة لدى الرجال.

يُشار إلى أنَّ إجراء تعديلاتٍ معيَّنة على الحمية الغذائية للأنثى قبل حدوث الحمل أمرٌ مهمٌ للغاية، أما فكرة ضرورة إخضاع حمية الرجل لتلك التغيرات فتُعدُّ فكرةً غريبة بعض الشيء لدى كثيرٍ من الناس، وتُؤكد المدربة وخبيرة اللياقة البدنية Maple Holistics تأثير بدانة الرجال في مستويات هرمون التيستوستيرون ومعدلات النِّطاف نتيجة تأثيرها في التعبيرات الجينية للنطاف، مما قد يمتلك تأثيراتٍ ممتدةً إلى الأبناء.

 

وأما في الفترة ما بعد ولادة الأبناء، تؤثر عوامل ثقافية، وبيئية، وجينية في خطر الإصابة بأمراض كالسكري أو البدانة لدى البشر، وقد بيَّنت نتائج هذا البحث القدرة على الحد من تأثير العوامل غير الجينية في فئران التجربة في المختبر، ويأمل خبراء الصحة أن تكون نتائج كهذه محفزةً للآباء على السعي نحو اللياقة عبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظامٍ من أجل صحة أبنائهم، إضافةً إلى تشجيع جيل الأبناء على ذلك بالمثل.

وأشارت أبحاثٌ عن السمنة إلى ارتفاع خطر إصابة الأطفال بالسمنة بنسبة 25% في حال كان أحد الأبوين مصابًا بها، وزيادة ارتفاع هذا الخطر إلى 75% إن كان كلا الأبوين بدينًا.

المصادر:

1.     هنا

2.     هنا

 

الدراسات المرجعية:

1.     Kristin I. Stanford، Morten Rasmussen، Lisa A. Baer، Adam C. Lehnig، Leslie A. Rowland، Joseph D. White، Kawai So، Ana Luisa De Sousa-Coehlo، Michael F. Hirshman، Mary-Elizabeth Patti، Oliver J. Rando، Laurie J. Goodyear. Paternal Exercise Improves Glucose Metabolism in Adult Offspring. Diabetes، 2018; هنا

2.     هنا