الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

الحبق من الحديقة إلى الطبق!

 

الحبق Basil، تلك النبتة العطرة الغنية بالنكهة؛ هي عشبةٌ خضراء ورقية يعود أصلها إلى آسيا وإفريقيا وتنتمي إلى العائلة الشفوية Lamiaceae التي ينتمي إليها النعناع، ويتبعها كثيرٌ من الأصناف المُكتشفة، ومشهورةٌ بأنَّها من توابل الطعام وتُستخدم أيضًا في شاي الأعشاب والمكملات غذائية التي قد تحتوي على العديد من الفوائد الصحية.

أكثر الأصناف المعروفة:

الاسم العلمي للحبق -الذي يُشترى عادةً للطبخ- هو Ocimum basilicum وتندرج تحت هذا النوع عدَّة أصنافٍ؛ منها:

- الحبق الحلو sweet basil: الأكثر زراعةً وهو الحبق الشائع؛ مشهورٌ بسبب استخدامه في الأطباق الإيطالية ويُباع مجففًا في المحلات ويتمتع بنكهةٍ عرق السوس والقرنفل.

- الحبق اليوناني Greek basil: يتمتع برائحةٍ قويَّةٍ ولكنَّ نكهته خفيفة، لذا يمكن أن يحل محل الحبق الحلو، ويكون بشكل شجيرة صغيرةِ الأوراق وينمو جيدًا في الأصص.

- الحبق التايلاندي Thai basil: يتمتَّع بنكهة اليانسون وعرق السوس، ويشاع استعماله في الأطباق التايلاندية وأطباق جنوب شرق آسيا عمومًا.

- حبق القرفة Cinnamon basil: يعود أصله إلى المكسيك، ويشبه القرفة من ناحية الطعم والرائحة، ويُقدَّم عادة مع البقوليات أو الخضار الحارة المقلية.

- حبق الخس Lettuce basil: ميزاته عديدة؛ فهو ذو أوراق ناعمةٍ وكبيرةٍ ومجعَّدة مع نكهةٍ شبيهة بعرق السوس، وهو ملائمٌ للسلطات أو يُخلط مع البندورة وزيت الزيتون.

- الحبق المستخدم عادةً كمكملات غذائية أو في شاي الأعشاب؛ يُسمى الحبق المقدس Holy basil -

والذي يُدعى أحيانًا tulsi، وهو لا يتبع النوع النباتيَّ المذكور أعلاه، بل يحمل الاسم العلمي O.tenuiflorum، ويُضاف إلى بعض الأطباق التايلندية بسبب نكهته المميزة.

العناصر الغذائية والمركبات النباتية:

تُسهم الكميات القليلة من الحبق التي تضاف إلى الوجبات في توفير كمياتٍ قليلةٍ من الفيتامينات والمعادن، إذ

إنَّ ملعقةً واحدة (قرابة ٢غ) من الحبق الحلو تحتوي على ما يأتي:

- السعرات الحرارية: 0.6 سعرة في الحبق الطازج، و5 سعرات في الحبق المجفف.

- فيتامين A: قرابة 3% من الكمية المنصوح بها يوميًا في الحبق الطازج، و4% في الحبق المجفف.

- فيتامين K: قرابة 13% من الكمية المنصوح بها يوميًا في الحبق الطازج، و43% في الحبق المجفف.

- الكالسيوم: قرابة 0.5% من الكمية المنصوح بها يوميًا في الحبق الطازج، و4% في الحبق المجفف.

- الحديد: قرابة 0.5% من الكمية المنصوح بها يوميًا في الحبق الطازج، و5% في الحبق المجفف.

- المنغنيز: قرابة 1.5% من الكمية المنصوح بها يوميًا في الحبق الطازج، و3% في الحبق المجفف.

ونظرًا لأن العناصر المذكورة تكون أكثر تركيزًا في الحبق المجفف، فإنَّ من واجبنا تقليل الكمية المستعملة منه في الوجبة بالمقارنة مع الحبق الطازج، وفي حين أنَّه لا يُعد مصدرًا غنيًا بالمغذِّيات -باستثناء الفيتامين K- نجد أن الحبق يمتلك مخزونًا من الخصائص المرغوبة؛ منها الفعالية المضادة للأكسدة والالتهاب وعديدٌ من الفوائد الصحية الأخرى، إضافةً إلى أنَّ هذه المكونات تُعطي الحبق عطره ورائحته المميزة ونكهته، ولهذا السبب؛ يُدعى الزيت المستخلص من الحبق والنباتات الأخرى بالزيت العطري.

الفوائد الصحية:

يُستخدم الحبق في العلاج الشعبي لبعض الحالات الصحية كلغثيان، كذلك استخدمه أجدادنا علاجًا للدغ الحشرات لقناعتهم بامتلاكه القدرة على علاجها، ويدرس العلماء اليوم الفوائد المحتملة للمستخلص العطري للحبق؛ أي زيت الحبق، الذي يؤمِّن كمياتٍ مركزةً من المركبات النباتية عوضًا عن دراستها من الورقة الكاملة.

ومن هذه الفوائد المحتملة:

- الحد من فقدان الذاكرة المرتبط بالتوتر أو الشيخوخة.

- الحد من الاكتئاب المرتبط بالإجهاد المُزمن.

- التقليل من أضرار السكتة الدماغية، والمساعدة على الشفاء منها سواء قُدِّم بعد السكتة أو قبلها.

- تحسين السكر الصيامي في الدم ومستوى الكوليسترول والشحوم الثلاثية.

- تخفيض ضغط الدم عند المصابين بارتفاع ضغط الدم.

- الحماية من أضرار الإسبرين على القناة الهضمية؛ خصوصًا عند وجود القرحة.

- منع نمو البكتيريا التي تُسبِّب تسوس الأسنان.

- زيادة اليقظة العقلية عند الاستنشاق.

- تحسين معايير سلامة الغذاء إذا ما أُدمِجَ بأغلفة المواد الغذائية من قبل الشركات المصنعة لمواد التغليف.

- توفير بديلٍ للمضادات الحيوية للأمراض المعدية، ومكافحة سلالات البكتيريا المقاومة لبعض المضادات الحيوية المتوافرة اليوم.

- طرد الحشرات مثل البعوض والقراد.

استخداماته في المطبخ :

يُضاف الحبق إلى أطباق البندورة والسلطات والكوسا والباذنجان وتوابل اللحم والحشوات والحساء والصلصات وغيرها ومثال ذلك:

صلصةُ البيستو Pesto: وهي صلصةٌ خضراء كريمية وواحدةٌ من أكثر الأطباق احتواءً على الحبق، إذ إنَّها مصنوعةٌ من الحبق المسحوق، والثوم، وجبنة البارميزان، وزيت الزيتون، والفول السوداني.

إذا كان لديك حبقٌ طازجٌ خذ منه الأوراق فقط ولا تأخذ السيقان، ويُفضل عمومًا إضافة الحبق الطازج في المرحلة الأخيرة من الطبخ لأنَّ الحرارة تُقلِّل النكهة وتضعف اللون الأخضر، وإذا اقتضت الوصفة حبقًا طازجًا وكان لديك حبقٌ جاف استخدم ثلث الكمية المطلوبة فقط، لأنَّ الحبق المجفف أكثر تركيزًا من الطازج.

 

الأمان والآثار الجانبية:

الحبق آمنٌ عمومًا عند استهلاكه بكمياتٍ قليلةٍ ولكن يجب أخذ بعض الاحتياطات للأسباب الآتية:

- أوراق الحبق غنيةٌ بفيتامين K الذي يساعد على تجلُّط الدم، وقد يتداخل  مع الأدوية المميعة للدم كالوارفارين Warfarin عند تناوله بكمياتٍ كبيرةٍ.

- يجب على الأشخاص الذين يأخذون أدويةً خافضةً للضغط مثل أدوية مرض السكري توخِّي الحذر، إذ إنَّه قد يخفض الضغط وسكر الدم.

- على السيدات الحوامل أو من يحاولن الحمل تجنُّب تناول الحبق المقدس، فقد اقترحت التجارب على الحيوانات أنَّ مكملاته قد تؤثر سلبًا على الحيوانات المنوية وتؤدي إلى تقلصاتٍ رحمية في أثناء الحمل.

 

المصدر : هنا