الطب > مقالات طبية

كم سنعيش؟؟

ازداد الحد الأقصى لعمر الإنسان ازديادًا كبيرًا في العقود الأخيرة، وتُعزى هذه الزيادة بالأساس إلى عوامل غير بيولوجية مثل تحسن مستوى التغذية والصرف الصحي والخدمات الطبية والتعليم، ولكن لا يزال أقصى عمر افتراضي نظري (يرمز له بـ ω) عند الإنسان موضع جدل؛ إذ يعتقد كثير من العلماء أن عمر الإنسان له حد أعلى موروث؛ على الرَّغم من اختلاف الدراسات في تقديره سواء كان 85 ، 100 أو 150 عاماً.

لقد كان أطول عمر مسجل لبقاء فرد على قيد الحياة عام 1990 هو قرابة 120 سنة، ويُقدَّر الحد الأقصى لعمر الإنسان عمومًا بقرابة 125 سنة؛ في حين أن الحد الأعلى للأعمار المسجلة آخذ في الازدياد في الوقت الحالي، ومن الجدير بالذكر؛ أنَّ طرائق التحليل التقليدية والنماذج الافتراضية لمخاطر الوفاة بالربط مع العمر لم تأتِ بعد بشرح منطقي لهذه الاختلافات.

ومن أهم القوانين التي درست ارتباط خطر الوفاة بالعمر: قانون Gompertz – Makeham الذي ينصُّ على أنَّ معدل الوفيات البشرية هو مجموع معاملين أحدهما مستقل عن العمر Makeham والآخر مرتبط بالعمر Gompertz؛ إذ يزداد هذا الأخير على نحوٍ أُسِّي مع التقدم في العمر

ولكن تقترح بعض الدراسات أن النمو المتسارع للوفيات مع التقدم في العمر يتبعه فترة تباطؤ تتناقص فيها معدلات الوفيات في الأعمار المتقدمة جدًّا، وهذا التباطؤ يسبب في النهاية ثبات معدل الوفيات في الأعمار المتقدمة والوصول إلى عتبة ثابتة تعرف بــ “late-life mortality plateaus”، ورُصِدت هذه الظاهرة عند أنواع بيولوجية أخرى وفي بعض الأنواع تُشكِّل عتبات الوفيات هذه جزءًا كبيرًا من حياتها.

وقد أُجرِيت دراسة بين عامي 2009 و2015 في محاولة لفهم هذه الفكرة والإجابة عن السؤال الأقدم والأحدث في دراسة الشيخوخة البشرية: هل هناك حدود (عتبة) لمنحنى الوفيات تبعًا للعمر؛ أي هل تصل منحنيات خطر الوفاة تبعًا للعمر عادة إلى عتبة ثابتة في نهاية المطاف؟ وقد لُوحِظ في الأنواع الحية الأخرى، أم تستمر الزيادة الأُسية لخطر الوفاة بازدياد العمر؟ ضمت هذه الدراسة تقييم منحنيات معدلات الوفيات تبعًا للعمر عند مجموعات من الإيطاليين أعمارهم من 105 فما فوق؛ إذ كان مجموع الحالات الموثقة3836، وكانت نتيجة هذه الدراسة ازدياد خطر الوفاة مع التقدم بالعمر حتى الوصول إلى عتبة ثابتة توقف عندها خطر الوفاة عن الازدياد وذلك عند سنِّ 105عام، واستمرَّ بالثبات بعدها؛ فتشكِّل هذه الدراسة خطوة مهمة لتوضيح الجدلية المرتبطة بمنحنيات الوفاة؛ لأنَّ النظريات عن الحدود البيولوجية لمجال حياة الإنسان والصيغة التطورية لطول العمر البشري تعتمد على بيانات الوفيات في الأعمار المتقدمة التي يصعب الحصول عليها بدقة؛ إذ إنَّه غالبًا ما يُجمَع كبار السن في فئة عمرية واحدة في الدراسات الإحصائية الحيوية، ثم إن المبالغة في تقدير العمر شائعة عند المتقدمين جدًّا في السن.

وتأتي أهمية هذا النوع من الدراسات المعنية بتقدير الحدود العليا لعمر الإنسان من كونها تُسهم في إغناء التوقعات عن مدى عمر الإنسان وشيخوخة السكان ومعايير التأمين الصحي والبرامج الطبية والاجتماعية المرتبطة بحجم شريحة السكان المسنين والحالة الصحية لهم.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا