علم النفس > الصحة النفسية

نحتاجكم معنا.. يوم المشاركة الأبوية الوطني

تأتي أهمية المشاركة الأبوية في عملية التربية والتعليم انطلاقًا من أنَّهم يُمثلون القدوة الأولى والمحيط المباشر لأطفالهم، ويكون مستقبل الأطفال الأكاديمي ونجاحهم الدراسي التطلع الأول لآبائهم أيضًا، ونظرًا إلى أهمية المشاركة الأبوية يُحتفَل بها يومًا وطنيًّا في كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا، ويصادف غالبًا الثلاثاء الثالث (13-17) من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام؛ لكنَّ ممارستها اليومية روتينٌ لا بدَّ منه؛ إذ سُنَّت قوانين ناظمة لها، ووُقِعت اتفاقيات بين الأُسر والمدارس والهيئات التدريسية، وتضافرت جهود الفعاليات المجتمعية الأخرى؛ لتحقيق الفائدة الأعظم من ذلك، وأجريت البحوث والإحصائيات لمعرفة العوامل التي قد تؤثر في نسب هذه المشاركة من عمرٍ وحالة مادية واجتماعية وغيرها.

وما تزال العدوى تنتقل بين دول العالم؛ وتختلف درجات هذه المشاركة بين الدول لكنَّها لم تُعدُّ يومًا وطنيًّا يُحتفل به لدى جميعها بعد، وما زال محصورًا في بعض الدول، وتكتفي المشاركة  في بلدنا حاليًّا بحضور مجلس الأولياء لمعرفة مستوى أطفالنا وليس لنقترح تغييرًا في مناهج قد نرى أنَّها لا تناسب أطفالنا!

لم يرِد لمصطلح المشاركة الأبوية أو الالتزام الأبوي تعريفٌ صريحٌ بعد في الأدبيات؛ وإنَّما يشمل جميع السلوكيات والتصرفات التي يمارسها الآباء بغرض تعليم أبنائهم وإلهامهم لتحقيق الإنجازات الأكاديمية والتواصل معهم فيما يخص مشكلاتهم الدراسية ومشاركتهم في نشاطاتهم المدرسية والتواصل مع معلميهم وحضور مجالس الأولياء والمؤتمرات السنوية التي تعقدها مدارسهم وما يفرضونه من قواعد على أطفالهم تخص تحصيلهم الدراسي.

وقد تدرجت هذه المشاركة على مر التاريخ؛ إذ كانت محصورة في أسر الطبقة الوسطى ومدارس الضواحي لتشمل أخيرًا كل الطبقات والمدارس، وبدأت في رياض الأطفال فكانت الأم شريكًا للمعلم في النشاطات الصفية انطلاقًا من أنَّها الأدرى بحاجات طفلها الجسدية؛ لتشمل فيما بعد المراحل كافة مع تغيير بسيط في كيفية هذه المشاركة، وتدرجت المراسيم التشريعية الناظمة لها من إحداث برامج لتدريب الآباء على سبل المشاركة إلى قوانين تحدد حقوق كلا الطرفين وواجباتهم (الهيئات التعليمية) و(الأسر) ولم يهمل التشريع مشاركة آباء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الآباء غير المتعلمين؛ فيجب أن يُعامَل الآباء بالتساوي؛ فمهمتهم لا تقل أهمية عن تلك الموكلة للمعلمين في إحداث التغيير في حياة أطفالهم.

وأخيرًا؛ القانون التشريعي (No Child Left Behind) الذي يوفر خيارات أوسع للآباء وأخرى جديدة لإحداث التغيير في مدارس أطفالهم عند حدوث أي نقصٍ في الآداء وأعطاهم حقوقًا أكثر؛ ففرض على المدارس تزويدهم بمعلومات مفصلة عن تقدم أبنائهم وتقدم المدرسة؛ إضافة إلى تفعيل برامج لمشاركة الآباء في تطوير سياسة التعليم والتخطيط للنشاطات المشتركة التي يشارك فيها الآباء، وكُلِّفت المدارس بإعطائهم وصفًا وشرحًا مفصلًا عن المنهاج وعقد اجتماعات فيما يخص ذلك وتوفير تمويل يغطي وسائل نقل الآباء لضمان حضورهم هذه الاجتماعات زيارتهم زيارات منزلية لتسهيل هذه اللقاءات وتنظيم نشاطاتهم التطوعية وإنشاء مركز للمعلومات والمصادر التي قد يحتاجها الآباء، وأخيرًا التوجيه لشراكة مع الممولين وصانعي القرار والمعلمين ومديري المدارس والأطفال أنفسهم.   

وتکون فوائد هذه المشاركة على حسب مستوياتها؛ فالأبوة تعني تأسيس بيئة منزلية داعمة لعملية التعليم عن طريق برامج دعم العائلات وفوائدها التزام الأطفال بالحضور والوعي بأهمية المدرسة وزيادة احترامهم لآبائهم، والتواصل وهو تأسيس عملية تواصل متبادلة بين الأسرة والمدرسة وحضور مجالس الأولياء والمؤتمرات السنوية؛ فيزيد وعي التلميذ لتقدُّمه الدراسي ويفهم سياسة المدرسة ويطور مهاراته في التواصل.

أمَّا الانخراط والتطوع؛ فهو مشاركة الآباء في عملية التعليم في المنزل والمدرسة وغيرها من الأماكن، ومساعدة المربين والمعلمين في تلك العملية؛ مما يطور مهارات تواصل الطفل مع البالغين ويساعد في تنمية الفكر التطوعي؛ إضافة إلى ذلك؛ يَزوَّد الآباء عند التعليم المنزلي بسبل مساعدة أطفالهم وتعليمهم في البيئة المنزلية؛ فيصبحون في نظر أبنائهم بدرجة لا تقل عن معلميهم؛ ومن ثَمَّ تنمية التعلم الذاتي لديهم واتخاذ القرار بتطوعهم في اللجان المدرسية؛ فيعرف الطفل أنَّ حقوقه محفوظة.

وختامًا؛ التعاون مع المجتمع ويكون باستخدام الخدمات المتوافرة في المجتمع والتشبيك مع الفعاليات المجتمعية؛ لتطوير البرامج الدراسية وهذا بدوره سيطوِّر مهارات الطفل وينمي مواهبه.

نترككم على أمل تحقيق مشاركة أبوية كاملة ومتكاملة.

المصادر:

1- هنا 

2- هنا

3- هنا 

4- هنا