التاريخ وعلم الآثار > حضارة اسلامية

الحسن بن الهيثم ..... أعماله

كتابي الأشهر والأهم هو "كتاب المناظر"، و قد تمت ترجمته إلى اللاتينية في نهاية القرن الثاني عشر، و على الرغم من أنني قد تأثرت لدى وضعه بكتاب البصريات الذي كتبه بطليموس في القرن الثاني، إلا أنني أدرجت فيه التفسير الصحيح لعملية الرؤية: الاستقبال السلبي في العين لأشعة الضوء المنعكسة من الأجسام، وليس انبثاق أشعة الضوء من العين كما كان يظن إقليدس وبطليموس. و قد بينت أن أشعة الضوء تنتقل بشكل مستقيم، و قمت فيه بإجراء تجارب على المرايا والعدسات والانعكاس والانكسار. و يحتوي الكتاب على صياغة كاملة لقوانين الانعكاس والانكسار، بما في ذلك تجارب تتعلق بزوايا السقوط والانحراف. و أوضحت أن التفسير الصحيح لانكسار الضوء هو تحركه بشكل أبطأ في الأوساط الأكثر كثافة. كما يحتوي كتابي هذا على "مسألة ابن الهيثم" لتحديد نقطة انعكاس من السطح المستوي أو المنحني بالنظر إلى مركز العين و نقطة الرصد.

كما وضعت مخطوطات أخرى في البصريات والفلك تتعلق بضوء القمر وقوس قزح والكسوف والخسوف. ووضعت مخطوط "حل شكوك كتاب إقليدس" قمت فيه بتحري نظرياته ووضعت فيه تفاسير أخرى واستبدلت فيه بعض الأدلة غير المباشرة بأدلة مباشرة. و قد قمت بدراسة مستفيضة للخطوط المتوازية في كتاب "شرح كتاب إقليدس" واستندت في مقاربتي للخطوط المتوازية على الخطوط المتساوية الأبعاد بدلاً من تعريف إقليدس للخطوط غير المتلاقية.

كان كتابي "مقالة في تمام كتاب المخروطات" محاولة لإعادة بناء الجزء الثامن المفقود من كتاب أبولونيوس "المخروطات". كما وضعت أطروحات في الرياضيات في مجال الأشكال الهلالية وحجم القطوع المكافئة الدورانية الناتجة عن دوران القطع المطافئ على محوره.

كتابي الأشهر في مجال الفلك هو "تكوين العالم" والذي ضمنته شرحاً غير تقني للنماذج الرياضية المجردة المذكورة في كتاب "المجسطي" لبطليموس بحيث يمكن فهمها وفقاً للفلسفة الطبيعية في ذلك الوقت. و على الرغم من أنني قد أقررت بصحة نماذج بطليموس في حينها، إلا أنني انتقدت هذه النماذج لاحقاً في كتابي "شكوك حول بطليموس"، كما انتقدت في هذا الكتاب فرضية الكواكب والمخروطات لديه.

ولم أتوقف عند هذه المجالات، بل قمت بدراسة بنية العين وعملية الإبصار وتشكل الصور في العين، كما قمت بدراسة الزيغ البصري وناقشت في كتابي "ميزان الحكمة" كثافة الغلاف الجوي وعلاقته بالارتفاع ونظريات الجاذبية بين الكتل، كما وضعت كتاب "الوجيز في علم الفلك" الذي بينت فيه أن بالإمكان صنع نماذج مجسمة من الأجرام السماوية التي لا تصطدم ببعضها البعض. و في مجال الميكانيك، درست حركة الأجسام في أطروحتي عن المكان التي عارضت فيها نظرية ارسطو التي تقول بأن الطبيعة تحاول الابتعاد عن الفراغ قدر الإمكان، واستخدمت علوم الهندسة في محاولة إثبات أن المكان هو الفراغ المتخيل ثلاثي الأبعاد بين السطوح الداخلية للجسم.

في مجال الرياضيات، قمت بتطوير علم الهندسة التحليلي والربط بين علم الجبر والهندسة، و قمت بتطوير صيغة لجمع الأعداد الطبيعية المائة الأولى باستخدام دليل هندسي يثبت صحة هذه الصيغة. و قد بحثت في مسلمة إقليدس الخامسة مستخدماً طريقة البرهنة بإثبات فساد النقيض، ودرست رباعي أضلاع لامبرت، و كانت دراساتي هي الأولى عن هندسة القطوع الزائدة والناقصة، و قد كان لها أثر مباشر على أعمال الكثير من العلماء مثل ابن الخيام ونصير الدين الطوسي وكبار علماء الهندسة في أوربا مثل ويتلو وغيروسونيدس وألفونسو. كما وضعت نظريات عن الأعداد التامة، و قمت بحل مشاكل تتعلق بالتطابق باستخدام ما يطلق عليه حالياً "نظرية ويلسون".

كما ترون فقد طلبت العلم في كافة المجالات، فوضعت مخطوطاً يتحدث عن تأثير الموسيقى على الحيوانات، و بحثت حتى في المجال الديني حيث وضعت كتاباً عن النبوة، و مخطوطاً أتحدث فيه عن طريقة معرفة قبلة الصلاة بالحساب. و قد صدرت إحدى مخطوطاتي بهذه العبارة:

"سعيت دومًا نحو المعرفة والحقيقة، وآمنت بأني لكي أتقرب إلى الله، ليس هناك طريقة أفضل لذلك من البحث عن المعرفة والحقيقة".