علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

وسواس المرض

في دراسة أجريت عام 2017 على 400 شخص؛ قد طُرِحت عليهم بعض الأسئلة وتبيَّن أنَّ 17% منهم يعانون "اضطراب قلق المرض" وكان معظمهم في العقد الثالث أو الرابع من العمر،

ومن هؤلاء المصابين به 18%  من كان لديهم قصة عائلية و32.1% تعرضوا لسوء معاملة في مرحلة الطفولة، وتبيَّن أنَّ لدى 71.4% منهم أمراضًا نفسية مرافقة أيضًا؛ فمثلًا 25% كانوا يعانون الاكتئاب و 28.6% يعانون القلق.

إذن؛ ما اضطراب قلق المرض:

اضطراب قلق المرض هو حالة مرضية تسبب قليلًا من الأعراض الجسدية الحقيقية، ويشتكي المصابون بهذا المرض دائمًا من الشعور بآلام مرضٍ ما أو أعراضه، وعندما يذهبون إلى الطبيب لا تُشخَّص الإصابة بالفحص السريري وتأتي نتيجة الفحوصات المُتمِّمة سلبية ويُخبرهم الطبيب أنَّهم لا يعانون شيئًا؛ لكنَّهم يُصرون على أنهم مرضى!

إذًا؛ إن كنت مصابًا باضطراب قلق المرض سوف تتمحور حياتك حول اعتقاد أنَّك مريض.

الأعراض:

قد تظهر الأعراض الآتية لدى المصاب باضطراب قلق المرض:

-أعراض هضمية.

-آلام عضلية ومفصلية.

-صداع.

-حمى وتعرق ليلِي.

-غثيان.

-ألم في الظهر.

-خفقان القلب.

-آلام بولية.

كيف يُشخَّص المرض؟

في البداية؛ يفحص الطبيب المريض ويُجرِي الاختبارات والتحاليل والصور اللازمة للتحقق من وجود أي خلل جسدي أو عدم وجوده، وبعد نفي وجود مرض فيزيائي يُمكن أن يُحيل المريض إلى اختصاصي نفسي؛ فيمكن أن يُجرِي تقييمًا نفسيًّا وأن يعرف الأعراض التي يعانيها والظروف الصعبة التي مرَّ بها وتاريخ العائلة والمخاوف والاهتمامات، وكذلك يسأل عن تناول الكحول أو إدمان أدوية أو مخدرات معينة.

معايير التشخيص:

1.  الغياب التام لأي أعراض جسدية أو وجود أعراض جسدية خفيفة جدًّا.

2.   القلق المفرط والمستمر من الإصابة بمرض خطير؛ فيمكن إثارة القلق بسهولة شديدة عندما يتعلق الأمر بالصحة.

3.   فحص المريض الدوري المبالغ فيه للجسد بحثًا عمَّا يشير إلى الإصابة بالمرض أو تجنب زيارة الطبيب خوفًا من اكتشاف الإصابة بمرض خطير.

4.   استمرار القلق المبالغ فيه على الصحة مدة ستة أشهر على الأقل.

5.   عدم إمكانية نَسب القلق المبالغ فيه على الصحة إلى اضطراب آخر مثل متلازمة الخوف المرضي أو اضطراب القلق المعمم.

كيف يُعالَج هذا المرض؟

إذا شُخِّصت باضطراب قلق المرض؛ فقد يجعلك ذلك تنزعج من الطبيب الذي شَخَّصك وتستمر في تغيير الأطباء والعيادات بحثًا عن تشخيص جسدي لأعراضك، وكل ذلك قد يقود إلى اضطرابيِّ الاكتئاب والقلق المعمم وقد يجعلك أكثر انسحابًا من الواقع؛ فتبتعد عن عائلتك وأصدقائك وتتجنب اللقاءات الاجتماعية التي تثير أعراضك وكل ذلك يزيد الأمر سوءًا، وتنطوي الخطوة الأولى في العلاج على الاعتراف بأنَّك تعاني هذا الاضطراب وإيقاف البحث غير المجدي عن تشخيص آخر؛ أمَّا التقنيات العلاجية فإنَّها تتضمن:

-العلاج النفسي وتحديدًا العلاج السلوكي المعرفي الذي يُكسِب المريض مهارات التعامل مع اضطراب قلق المرض والتعامل مع القلق والمخاوف.

-الأدوية: قد تُساعد بعض أنواع مضادات الاكتئاب في علاج اضطراب قلق المرض، وأدوية القلق واضطرابات المزاج إن وجدت.

 

وختامًا؛ إليك هذه النصائح لنمط الحياة لهؤلاء المرضى والمعالجة المنزلية لاضطراب قلق المرض:

1-   إن طريقك نحو الشفاء يمرُّ من عيادة الاختصاصي النفسي المشرف على حالتك؛ لذلك ابنِ معه علاقة تعتمد على الثقة وحدد زياراتٍ دورية لمناقشة مخاوفك وتقييم حالتك.

2-   مارس تقنيات التحكم بالجهد والاسترخاء: لتُقلل من القلق.

3-   حافظ على نشاطك البدني.

4-   شارك في الأنشطة الاجتماعية والمتعلقة بالعمل والأصدقاء والعائلة.

5-   تجنب الكحول والمخدرات.

6-   تجنب البحث عن الأمراض المحتملة عبر الإنترنت؛ لأنَّ المعلومات الهائلة التي سوف تجدها قد لا تمت إلى وضعك بِصلة، وسوف تسبب لك مزيدًا من الارتباك والقلق.

المصادر:

1- هنا 

2- هنا 

3- هنا