الاقتصاد والعلوم الإدارية > موارد بشريّة

هل أنتَ بحاجةٍ إلى الموارد البشرية ضمنَ مشروعك الناشئ؟

كثيرًا ما تعمدُ الشركاتُ الناشئةَ إلى تعيين الموظفين ليؤدّوا أدوارًا إداريةً متعددة؛ إحداها وظيفة الموارد البشرية، وقد تكون هذه الطريقة مجديةً عندما يتراوح عدد العاملين بين الخمسة والعشرة موظَّفين فقط، لكنَّ تجاوز هذا العدد سيجعلُ مَهمَّة إدارةِ المواردِ البشريّة أكثرَ إرهاقًا إنْ ترافقت بأدوارٍ أخرى في المنظمة نفسها.

وعندما سُئلت إحدى الشركاتِ الناشئة عن حاجتِها إلى الموارد البشرية، وكيفية قيامها بتشكيل وحدة الموارد البشرية لديها، قال Rahul Garg؛ المدير التنفيذي ومؤسِّس شركة Moglix: "إنك بحاجةٍ دائمةٍ إلى فريقِ الموارد البشرية، ويمكن أن ينقسمَ الفريقُ إلى أفرادٍ ينجزون المعاملات وآخرين يهتمُّون بتطوير الأفراد، ولا بدّ من التأكد من متابعةِ معاملات الأشخاص بمجرَّدِ احتواءِ الشركةِ الناشئةِ على يزيد عن 10 إلى 15 فردًا، ومن ناحيةٍ أخرى؛ يجب أن يكون تطويرُ الأفراد جزءًا من الإدارة العليا نظرًا لأنَّه يحدث شهريًا أو ربعيًا".

لمَ تحتاج الشركات الناشئة إلى الموارد البشرية؟

قد يكونُ إنشاءُ قسمٍ منفصلٍ للموارد البشرية أمرًأ يسيرًا على كُبرى الشركات متعدِّدة الجنسيات، لكنَّهُ يمثل عبئًا ماليًا إضافيًا على عاتق الشركات الناشئة.

ويرى Saumil Majmudar؛ الشريكُ المؤسِّس لـ EduSports، أن وجود قسمٍ للموارد البشرية في الشركة الناشئة أمرٌ محبَّذ، وعلى الرَّغم من قيامِ المؤسِّسين في تلك الفترة بأداءِ مَهمَّاتِ إدارةِ الموارد البشرية بأنفسهم مع الاستعانةِ ببعض المصادر الخارجية في جزءٍ من العمليات بغيةَ ضمانِ جودة العملية، لكنَّ توسُّع الكادر يترافقُ مع ازديادِ أعدادِ العمليات ونوعيَّتِها، مما يبرزُ الحاجة إلى وجودِ فريقٍ متخصِّصٍ للمواردِ البشرية، وإذا ما استمرَّ المؤسسون بأداء مَهمَّاتِ قسمِ الموارد البشرية إلى جانب وظائفهم الأخرى من إنتاجٍ وتطويرٍ وتسويق؛ فإن ذلك سيؤدي في نهايةِ المطاف إلى إهمالِ وظيفة الموارد البشرية بالكامل.

ما هو الوقت المناسب لتعيين مسؤول الموارد البشرية؟

يقول Asif Upadhye؛ مديرNever Grow Up: "لا حاجة لوجودِ فريق مواردَ بشريَّة في مرحلة الانطلاق مع فريقٍ مكوَّنٍ من أقلَّ من 30 فردًا، إذ إن المؤسس يكون مسؤولًا عن توجيهِ قيمِ وثقافة المكان، مفضِّلًا توظيفَ أشخاصٍ يتمتعون بالشغف الذي يتمتَّع به.

لكنَّ الخطر يكمنُ في تعيينِ فريقٍ للموارد البشرية في المرحلة الأولى من بدء التشغيل، إذ يمكن أن يحقق الموظَّفون المقبولون معاييرَ فريق الموارد البشرية دونًا عمّا يفكِّر به مؤسِّس المشروع. ويمكن تلافي هذا الموضوع بامتلاكِ مؤسِّسِ الشركة فهمًا سليمًا لمهارات الأفراد، فيصبح بناءُ هيكلٍ سليمٍ قبل انضمامِ فريق الموارد البشرية أمرًا ممكنًا".

وقد اتّفق بعض روادِ الأعمال على إمكانيةِ تولِّي هذه المَهمَّات من قِبل أصحاب المشروعِ في المرحلة الأولى من نشوئه، لكنَّ تعيينَ أخصائيين في الموارد البشرية أمرٌ مرغوبٌ قبلَ التفكير بالتوسُّع. ويقول Madhusudan Namboodiri ؛ المدير والشريك المؤسس لـ BiBox: "خلال الأيام الأولى، يمكن للأعضاء المؤسسين للمنظمة الانخراطُ في عملية التوظيف، لكن زيادةَ عددِ الأفراد تترافق بانبثاق بعضِ المشاكل الإدارية في أثناء عملية التعيين. ويمكن أن تخلق العلاقة الوثيقة التي يتشاركها الأعضاء القدامى مع المؤسسين فجوةً بينهُم وبين الموظفين الجدد، لذا ينبغي على رواد الأعمال أن يتعلموا كيفية إدارة العمليات اليومية وفصلها عن العلاقات الشخصية، ويمكن الاستعانة ببعض الخبرات الخارجية لأداء مهام الموارد البشرية في المراحل الأولى من وجود الفريق المؤسس بغيةَ توفيرِ أكبرِ قدرٍ من النفقات، لكنْ يجب تخصيصُ ميزانيةٍ منفصلة لتعيين الموظفين الجدد والتأكد من اندماجهم التام بمجرد اكتمال تشكيل الفريق".

هل يجبُ على مسؤول الموارد البشرية في المشروع الناشئ أن يؤدي أدوارًا متعددة؟

نظرًا لاعتمادِ الشركاتِ الناشئة على الهياكل التنظيمية البسيطة، نجدُ أنَّ يإمكانِ المسؤول عن الموارد البشرية أن يتولى بعض الأدوارِ المتنوعة، فيصبحُ بذلك مديرًا حقيقيًا للأفرادِ ومسؤولاً عن أي شيء متَّصلٍ بالحياة العملية.

ويقول Amup Sahoo؛ مؤسس Ideapoke: "يجب على الشركات الناشئة أن تنشئ منصب (مدير الأفراد) والذي يتحمل مسؤوليةَ إشراكِ الموظفين على نحوٍ جيدٍ مع رؤية الشركة وأهدافها، إذ إنَّ تعزيز الشعورِ الفردي وروحِ المبادرة بين الموظفين أمرٌ مهمٌّ للغاية؛ فهو يساهم في خلقِ ثقافةِ عملٍ مسؤولةٍ للأشخاص المشاركين في المشاريع".

قد يبدو عالم الشركات الناشئة غيرَ منظَّمٍ بنظرِ الأخصائيّين المحترفين العاملين في الشركات متعدِّدةِ الجنسيات وذلك طبعًا عند مقارنتها بتلك الشركات الكبرى، بل يبدو أن إنشاءَ فريقٍ كاملٍ متخصصٍّ بالمواردِ البشرية يعدُّ نوعًا من الترف في المشاريع الناشئة، ولهذا السبب يسعى بعض رواد الأعمال إلى إيجاد بعض البدائل؛ ومنها النماذجُ متعددةُ المهام.

المصادر: 

1- هنا