العمارة والتشييد > التشييد

الجزر لتقوية الإسمنت

نقدم لكم اليوم منتجنا الحصري لآخر إبداعاتنا وإنجازاتنا وهو الجزر، فما هي فوائده؟ وما حاجتنا له؟

ولكن لسنا الآن في عيادةٍ مختصَّةٍ بالغذاء المتوازن والهرم الصحي، نحن نتحدَّث عن اكتشاف باحثين تحَّروا قدرةَ الجزر على تقوية الإسمنت؛ إذ أصبح للجزر دورٌ في جعل الإسمنت أكثر فاعلية وأقل إنتاجًا لثنائي أكسيد الكربون، تابعوا معنا مقالنا الآتي.

لن يساعدك الجزرُ على الرؤية ليلًا ولكن سيجعل بناءك آمنًا وصديقًا للبيئة، إذ درس باحثون في جامعة لانكستر في المملكة المتحدة بالتعاون مع شركة Cellucomp Ltd  تأثير إضافةِ جزيئاتٍ صغيرةٍ جدًّا بحجم النانو إلى الإسمنت لتحسينِ خلطة البيتون.

يملك خليط الإسمنت والخضار المكون من الخضار كالشوندر السكري والجزر قدرةً إنشائيةً وبيئيةً أعلى من كل المواد الشائعة الاستخدام المضافة إلى الإسمنت مثل الغرافين -الذي يتكون من طبقةٍ واحدةٍ من ذرّات الكربون المترابطة مع بعضها بإحكام على شكل قرصِ العسل السداسي الشكل- أو الألياف الكربونية وبسعرٍ أٌقل.

تكمنُ قدرةُ خلطةِ الإسمنت والخضار في زيادةِ الصفائح النانونية لهيدرات سيليكات الكالسيوم في الخلطات الخرسانية، والذي يُعَدُّ عنصرًا أساسيًا له دور كبير في تصرُّف الخلطة إنشائيًّا، ممَّا يؤدي إلى استخدام كميَّةٍ أقل من الخرسانة في الأبنية بفضلِ قدرة هذا الخليط العالية.

وإضافةً إلى ذلك تساعدُ الصفائح النانونية في تحسينِ كفاءةِ الخلطة، وتقلِّلُ عدد التشققات التي تظهر في البيتون، إذ تساعد البنية الأكثر كثافة على منع التآكل وزيادةِ عمر الخرسانة.

يعتقد البروفيسور محمد صافي في جامعة لانكستر في قسم الهندسة أنّ جذورَ الخضار تستطيعُ أن تخفض انبعاثات ثنائي أوكسيد الكربون فيقول "يتكوَّن هذا الإسمنت الجديد نانوي التركيب من مركب إسمنت  بورتلاندي عادي مع صفائح نانونية من جذور الخضراوات المتبقية من صناعات الأغذية"، ويضيف: "ليس الخليطُ متفوقًا على منتجات الإسمنت الحالية بخصائصه الميكانيكية وبنيته الدقيقة فقط، بل باستخدامِ كميَّاتٍٍ صغيرة من الإسمنت، إذ يقلِّلُ  كثيرًا من استهلاك الطاقة وانبعاثات CO2 المرتبطة بتصنيع الإسمنت."

نستطيع ملاحظة الفائدة البيئية عند قياسِ كميَّةِ انتشارِ غاز ثنائي أكسيد الكربون في وقتنا الحالي ومقارنتها مع كميَّةِ ثنائي أكسيد الكربون الناتجة عند إنتاج الإسمنت البورتلاندي، والتي تُقَدَّرُ  ـ 8% من انبعاثات  ثاني أكسيد الكربون العالمي، وهذا الرقم قابلٌ للتضاعف في الـ 30 سنة القادمة، ولكن مع استخدام جذورِ هذه الخضروات يمكن تحقيقُ مزيجٍ أكثر ديمومةً مع تخفيضِ 40 كغ من الإسمنت البورتلاندي لكلِّ مترٍ مكعَّب، إضافةً إلى توفير الكميَّةِ  نفسها من ثاني أكسيد الكربون لكلِّ متر مكعب، وهذه صفقةٌ رابحةٌ حتمًا.

وقال الدكتور إريك وايل من شركة سيلوكومب المحدودة: "نحنُ متحمِّسون لمواصلةِ تعاوننا مع البروفيسور صافي وتطوير تطبيقات جديدة لموادنا، إذ يمكننا تحقيقُ منافع أكثر وأداء بيئي أفضل."

كسب البحث الذي استمرَّ لعامين قرابة 200.000 جنيه إسترليني من برنامج أفق 2020 التابع للاتحاد الأوروبي، وسيُبنى الآن على النتائج المبكِّرة لاكتسابِ فهمٍ أكمل وأوضح لكيفيَّةِ  تعزيزِ أليافِ الصفائح النانوية النباتية للخليطِ الخرساني.

هل ترى مستقبلًا ناجحًا لإعادةِ تدويرِ فضلاتِ بعضِ الصناعات في تحسينِ المواد الإنشائية من الناحية العملية والبيئية؟ وما هي مقترحاتك لبعضِ هذه الصناعات التي يمكن استهدافها؟

المصادر:

هنا

هنا

هنا