الطب > مقالات طبية

كيسة بيكر Baker’s Cyst؛ أعراضها وتشخيصها وعلاجها.

الكيسة المأبضية المعروفة باسم "كيسة بيكر" أيضًا؛ وهي تورُّمٌ مملوءٌ بسائلٍ يُسبِّب حدوثَ نتوءٍ في الجزء الخلفي من الركبة؛ الأمر الذي يُؤدِّي إلى ضيقٍ وحركةٍ محدودةٍ في مفصل الركبة، ويُمكن أن تكون هذه الكيسةُ مؤلمةً عند ثني الركبة أو بسطها.

يعودُ سببُ هذه الحالة عادةً إلى مشكلةٍ تُؤثِّر في مفصل الركبة، مثل التهاب المفاصل أو إصابة الغضروف، ويمكن أن تُخفِّف معالجة سبب المشكلة الأساسي من هذه الحالة.

وعلى الرغم من أنَّ الكيسةَ المأبضيةَ لا تُسبِّب أيَّ ضرر طويل الأمد؛ لكنها قد تكون غير مريحة للغاية. ويُمكن أن تنفجرَ كيسة بيكر (تتمزَّق) في حالات نادرة؛ ما يُؤدِّي إلى تسرُّب السائل إلى الأسفل من ربلة الساق.

الأعراض:

لا تُسبِّب كيسةَ بيكر أيَّ ألم في بعض الحالات، وقد لا يُلاحظ الشخص المصاب أية أعراض أبدًا. أمَّا إذا ظهرت العلامات والأعراض؛ فقد تشمل ما يأتي:

- تورُّمٌ خلف الركبة، وتورُّمٌ في الساق أحيانًا.

- ألمٌ في الركبة.

- صلابةٌ وعدمُ القدرة على ثني الركبة بالكامل.

وقد تصبح هذه الأعراض أسوأ بعد تأدية نشاطٍ ما أو عند الوقوف فترة طويلة.

الأسباب:

السائل الزليلي هو سائلٌ صافٍ يجولُ عادةً عبر التجاويف في مفصل الركبة، وتُنتج الركبةُ كثيرًا من هذا السائل في بعض الأحيان؛ فيؤدِّي الضغط المتزايد الناجم إلى دفع السائل عنوةً إلى الجزء الخلفي من الركبة عبر صمام أحادي الاتجاه، والذي بدوره سيخلق انتفاخًا، وسيتسبَّب هذا التور ُّم الحادُّ في الركبة بتشكُّل كيسةٍ مأبضية.

ومن أسباب الكيسة المأبضية الأكثر شيوعًا:

- تلفُ الغضروف في الركبة (الغضروف المفصلي).

- التهابُ مفصل الركبة.

- التهابُ المفاصل الرُّوماتويدي.

- النقرس؛ وهو نوعٌ من التهابات المفاصل يُصيب إبهام القدم غالبًا، وهو ناجم عن تراكم حمض البول في الدم.

وتكون كيسة بيكر أشيع عند النساء أكثر من الرجال؛ ويعود السبب في ذلك ربما إلى أنَّ النساء أكثر عُرضة للإصابة بهشاشة العظام والتهاب المفاصل الرُّوماتويدي. وعادةً ما تتطور لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارُهم عن 40 عامًا، على الرغم من أنها قد تُؤثِّر في الأشخاص في أيِّ عمر مُتضمنة الأطفال.

المضاعفات:

نادرًا ما تنفجر كيسة بيكر، وسوف يتسرَّب السائل الزليلي إلى منطقة الربلة في حال حدوث ذلك؛ ما يُؤدِّي إلى:

- ألمٌ حادٌّ في الركبة.

- تورُّمٌ في الربلة.

- واحمرارٌ في ربلة الساق في بعض الأحيان أو الشعور كأنَّ الماء يسيل على الربلة.

تُشبه هذه العلاماتُ والأعراضُ إلى حدٍّ كبير أعراضَ الخثرة الدموية التي تحدث في الوريد الموجود في الساق.

إذن؛ في حال وجود تورُّم واحمرار في ربلة الساق؛ فسوف نحتاج إلى تقييم طبي فوري من أجل استبعاد وجود سبب أكثر خطورة لتلك الأعراض.

التشخيص:

يمكن تشخيص كيسة بيكر عن طريق الفحص الجسدي كثيرًا؛ إذ يفحص الطبيب الركبةَ ويستشعر الورم، فإذا كانت الكيسةُ صغيرةً؛ فإنّه قد يقارنُ الركبةَ المصابةَ بالسّليمةِ ويتحققُ من نطاق الحركة.

وعلى الرغم من ذلك ولأن بعض العلامات والأعراض الخاصة بكيسة بيكر تُقلِّد تلك الحالات الأكثر خطورة مثل تجلُّط الدم في الوريد أو تمدُّد الأوعية الدموية أو الورم؛ ولكن يُوصي الطبيب بإجراء فحوصاتٍ تصويرية إذا ازداد حجم الكيس بسرعة أو سبَّب ألمًا شديدًا أو حمَّى. وتتضمن هذه الفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية؛ إذ يَسمح التصويرُ بالرنين المغناطيسي MRI للطبيب برؤية الكيسة بوضوح وبتحديد ما إذا كان هناك أيُّ ضرر في الغضروف، وستُحدِّد هذه الاختبارات أيضًا ما إذا كان هناك نوع آخر من النمو مثلَ الورم يُسبِّب هذا التورم.

العلاج:

قد لا تحتاج كيسة بيكر إلى أيِّ علاج؛ فهي ليست خطيرةً، فضلًا عن أنها تميل إلى أن تختفي من تلقاء نفسها.

وفي حال وجودها؛ استخدمْ هذه العلاجات المنزلية من أجل تخفيف ألمك وجَعل نفسك أكثر راحة:

- وضع كمَّادات باردة على المنطقة المصابة؛ الأمر الذي سيُساعد على التخفيف من التورُّم، ويمكن أن يُساعد تطبيق الرباط الضاغط أيضًا.

- تناول دواء لا يحتاج وصفةً طبيةً (مثل الأيبوبروفين)؛ من أجل تخفيف الألم والحدِّ من الالتهاب.

- الحفاظُ على راحة الساق وإبقاؤها مرفوعة فوق مستوى القلب عندما يكون ذلك ممكنًا، ثم إنه يُمكن استخدام عُكَّاز عند المشي بهدف إزالة الضغط عن الساق.

 

وإذا لم تنجح هذه العلاجات المنزلية؛ فقد يُوصي الطبيب بأحد الأمور الآتية:

- استخدام الأدوية: قد يحقن الطبيب دواءً ستيروئيديًّا قشريًّا مثل الكورتيزون في الركبة لتقليل الالتهاب والمساعدة على تخفيف الألم.

- تصريفُ السائل: قد يُصرِّف الطبيب السائلَ من مفصل الركبة باستخدام إبرة، وهذا ما يُسمَّى (الرشف بالإبرة)؛ والذي يُجرى بتوجيه من الموجات فوق الصوتية في كثير من الأحيان.

- العلاج البدني: قد تُساعد التمارين اللطيفة والتدريبات الخاصة بتقوية العضلات حول الركبة أيضًا على تقليل الأعراض والحفاظ على وظيفة الركبة.

- وإذا أمكن؛ يُعالج الأطباء السببَ الكامنَ وراء الكيسة إذا قرَّر الطبيبُ أنَّ تمزُّقَ الغضروف يُسبِّب الإفراط في إنتاج السائل الزليلي، فقد يُوصي بإجراء عملية جراحية لإزالة الغضروف الممزق أو إصلاحه، ولكن نادرًا ما يكون هناك حاجة إلى التدخل الجراحي.

هل يمكن الوقاية من كيسة بيكر؟

ربما عن طريق منع إصابات الركبة في المقام الأول، وارتداء الأحذية المناسبة عند ممارسة التمارين الرياضية، وإجراء تمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة.

إذن؛ لن تُسبِّب الكيسة المأبضية أيَّ ضرر طويل الأمد، ولكنها تكون غير مريحة ومزعجة، وقد تأتي أعراضُها وتذهب، وتتحسَّن الحالة مع مرور الوقت أو مع إجراء الجراحة في معظم الحالات. والإعاقة الطويلة الأمد نادرة جدًّا.

المصادر:

1- هنا 

2- هنا 

3- هنا 

4- هنا