الطب > ‏معلومة سريعة‬

الجينات والبدانة

تنتشر البدانة في مجتمعاتنا وتزداد توغُّلًا أكثر فأكثر؛ إذ تَبيَّن أن قرابة ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون البدانة، والتي لا تُعدُّ مشكلة محدودة بذاتها؛ فهي تُشكِّل عامل خطر لتطور العديد من الأمراض اللاحقة بها كالأمراض القلبية الوعائية والسكري من النمط الثاني (غير المعتمد على الأنسولين) وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الشحوم، وتزيد احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية وتشكُّل الحصيات الصفراوية وانقطاع النفس في أثناء النوم، إضافة إلى القلس المعدي المريئي.

لكن في الواقع؛ لا يمكن إلقاء اللوم كاملًا على الاستقلاب ولا بدَّ لنا من أن نتذكر تدخل الدرق مثلًا، والعوامل الأخرى التي لا تزال مجهولة حتى الآن، ويجب أخذ العوامل البيئية بعين النظر أيضًا، والمقصود بها كل العوامل الخارجية التي تدخلت في كون الفرد أكثر استهلاكًا للطعام وأقل قدرة على ممارسة الرياضة؛ كروتين الحياة اليومية بزيادة أوقات العمل وقلة أوقات الفراغ، والطعام الذي أصبح أكثر توافرًا وتنوعًا وغنىً بالسعرات الحرارية، إضافة إلى وجود مظاهر الحياة المتطورة التي تُقلِّل ممارسة الفرد للأنشطة الحركية كالتلفاز والسيارات.

وتعقيبًا على ذلك؛ فقد وُجِد أنَّ العمل يستهلك ممن لديهم بدانة جهدًا أكبر من أولئك الأقل وزنًا؛ فيؤدِّي إلى استهلاك أكبر للحريرات والطاقة وهذا أمرٌ جيد، ولكن؛ في الوقت ذاته غالبًا ما يكون البدين أكثر خمولًا؛ ممَّا يجعل من خسارة الوزن أمرًا أكثر صعوبة فندخل في حلقة مفرغة.

والحل الأفضل في كل الأحوال هو مراقبة السعرات الحرارية التي نتناولها والتي نستهلكها، فهي دليلنا الأول على خسارة الوزن؛ إذ تُخزِّن أجسامنا الطاقةَ الزائدة عن حاجتها في الخلايا البدينة؛ لذلك فإنَّ تناول كميات تفوق الطاقة المصروفة سيؤدي إلى زيادة الوزن والعكس بالعكس.

وهكذا؛ نجد أن الاستقلاب عاملٌ مهمٌّ في التحكم في الوزن، ويتأثر بالصيغة الجينية التي يمتلكها الفرد؛ أمَّا بالنسبة لقدرة الفرد على التحكم بمعدل الاستقلاب لديه؛ فما يزال أمرًا قيد المناقشة؛ لكنَّه بالتأكيد قادر على موازنة مدخول جسمه من الحريرات مع استهلاكه لها، و ذلك يُسهِم إسهامًا فعَّالًا في خفض الوزن.

المصادر:

1- هنا 

2- هنا 

3- هنا