الموسيقا > سلسلة الأوبيراهات

أوبرا لاكميه " Lakmé " حبٌ خالد جمع الشرق بالغرب

عروض الأوبرا الحية هي تجربة مثيرة وفريدة في آنٍ معاً؛ لكونها تشكل أحد أبرز أشكال الفن المسرحي إثارةً للعواطف، ولعل ذلك المزج بين السرد الدرامي والأداء المسرحي والموسيقا بشتَّى أنواعها - ولا سيما نطاق الصوت البشري دون الآلة - يجعل الأوبرا شكلَ الفن الأقرب إلى التعبير عن المشاعر الصَّافية في لحظات غالباً ما تجسِّدُ الموضوعات الإنسانية كالحياة، والحب، والموت، والخسارة، والعاطفة، والفرح، والغضب. ويمكن لها أن تكون أكثر تداخلاً من أي فن مسرحي آخر جامِعَةً كل تلك القضايا معاً..ويمكن للأوبرا أن تكون نتيجةً للتمازج الثقافي العالمي بين الشرق والغرب كما هو الحال في أوبرا لاكيمه.

* المكان: الهند

* الزمان: أواخر القرن التاسع عشر خلال فترة الحكم البريطاني للهند، إذ أُجبِر العديد من الهندوس على ممارسة طقوس ديانتهم سراً.

قصة العمل :

يحكي هذا العمل الأوبرالي  قصة الفتاة الهندوسية لاكمي  " Lakmé "، والتي بُنِيت على رواية للكاتب الفرنسي بيير لوتي

" Pierre Loti"، الذي جاب الشرق مسبقاً وعاد بقصص مليئة بالغرائب. اقترحَ لاحقاً  الكاتب والمحلل المسرحي الفرنسي

ادموند جوندينه " Edmond Gondinet" القصة للمؤلف الموسيقي ليو ديليبس " Leo Delibes"، إذ أراد Gondinet كتابة النص المسرحي لنجمة السوبرانو الأمريكية  ماري فان زاندت "Marie van Zandt"، والتي لعبت دور البطولة في أوبرا فرنسية تحت عنوان مغنو أمبروز توماس " Ambroise Thomas's Mignon " في عام 1880.

ثم أعطى جونديت ديليبيس نسخة من رواية لوتي؛ ليقرأ في رحلة اعتيادية  بالقطار، لكن سرعان ما أبدى ديلبس إعجابه بتلك القصة ليقوده ذلك إلى تأليف هذا العمل في غضون سنة واحدة فقط.

المشهد الأول:

تبرز لاكميه " Lakme"  في الهند البريطانية في القرن التاسع عشر. نيلكانتا Nilakantha هو كاهن هندوسي، مصمِّم على التمرد على المستعمرين البريطانيين الذين منعوه من ممارسة  طقوسه وشعائره الدينية على حسب زعمه.

عندما يذهب Nilakantha  لحضور تجمع للمؤمنين تاركاً وراءه ابنته لاكميه "Lakme " وخادمها ميليكا " Millika"، إذ  يذهب الاثنان باتجاه النهر لجمع الزهور ويغنيان ثنائي الزهرة " Flower Duet" الشهير، بينما تقترب لاكميه من الماء، تنزع مجوهراتها وتتركها على مقعد.

في مكان قريب، كان هناك الضابطان البريطانيان جيرالد" Gerald" وفريدريك " Frederic"  في نزهة مع فتاتَين إنكليزيتَين صغيرتَين بصحبة مجموعة من الخدم. تلاحظ الفتاتان الإنكليزيتان مجوهرات Lakme وتبديان إعجابهما بالقطع ورغبتهما بالحصول على رسم لهذه القطع ليوافق على القيام بذلك.

فجأة يختبئ جيرالد فورَ عودة لاكميه وماليكا الذي يتركها وحيدة بالقرب من المجوهرات، لتذرع لاكميه فور رؤية جيرالد وتبدأ بالصراخ، ولكن عندما يأتي الناس للمساعدة، فإنها ترسلهم بعيدًا؛ لأن قلبها قد تعلق بجيرالد الذي أبدى إعجابه هو الآخر. لكنها كانت

تعلم في صميمها أنه من الخطير أن تقابل جيرالد، لذلك طلبت منه نسيان ما حدث، عاد نيلكانتا والد لاكميه غاضبا منفعلاً، وهو في طريقه للعثور على جيرالد مع لاكمي مندداً بأن الضابط سيدفع الثمن لقاء إهانته لشرف لاكميه وعائلتها.

المشهد الثاني :

هنا

:نيلكانتا في السوق وسط حشود غفيرة من الجنود والضباط الانجليز والهنود، لكنه يطلب من لاكميه أن تغني ليعرف فيما إذا كان جيرالد سينجذب إلى صوتها مغنيةً أغنية الناقوس "Bell Song"، وهي أغنية تشتهر بألوانها الموسيقية الغريبة وألوانها الرائعة.

تجذب الأغنية "جيرالد"، ولكن عندما تراه لاكميه، تتوقف فجأة عن الغناء ويُغمى عليها ليهرع  جيرالد لمساعدتها، في حين يخطو نيلكانتا من بين الحشود ليطعنه، لكنه يصيب جيرالد ببضعة طعنات خفيفة ويفر بعدها هارباً، في حين تأخذ لاكميه والخادم "هادجي" جيرالد إلى مخبأ آمن.

هنا

المشهد الثالث:

يتعافى جيرالد في الغابة من جروحه والخادم هادجي يراقبه ليسمعوا تراتيلاً من بعيد تقول لاكيمه: "لا بد أنهم جوقة من العشاق في طريقهم للشرب من النبع المقدس ليمنحهم الخلود الأبدي"، ولكن عندما تغادر لاكميه لجلب الماء من النبع بنفسها يظهر صديق جيرالد فريدريك؛ ليخبره بأمر لمهمة جديدة في البعيد، ويذهب جيرالد معه ملبياً نداء الواجب وتاركاً لاكميه وحيدة خلفه.

عندما عادت لاكميه من الينبوع أدركت ما جرى في الواقع، ولكنها لا تود أن تخسر حبها لجيرالد لذلك بدأت تنتقي وردة معروفة بسميتها الشديدة وتبتلعها.

مغمورًا ومرتبكاً بفعلتها يشرب جيرالد من كأس الماء المقدسة؛ ليبقى القيام بذلك إعلاناً مقدساً للحب ونذراً من الوفاء الذي لن يستطيع نيلكانتا إلغاءه، وفي تلك اللحظات يبدأ مفعول الزهرة السامة لتموت لاكميه بين ذراعي جيرالد بينما يراقبها والدها من بعيد.

هنا

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

Wolff S. Un demi-siècle d'Opéra-Comique. André Bonne, Paris, 1953.