علم النفس > الصحة النفسية

يوم "التوعية بالتوتّر" العالميّ.

التوتر؛  ردّ الفعل الجسدي والعاطفي الذي  يَختبره الشخص عند المرور بتجارب مغايرة للحياة التي اعتاد عليها، وهو شعور طبيعيٌ جدًّا،  ويصيب الجميع من وقتٍ لآخر، والاختلاف في آليّات التأقلم لدى البشر هي ما تجعل أثر التوتر يختلف من شخصٍ لآخر.

يُمكن أن يكون الحدث المسبب للتوتر يحدث مرّة واحدة على مدى فترة قصيرة، أو يمكن أن يحدث على نحوٍ متكرر أو فترةً طويلة، ويمكن أن يكون مرتبطًا بِروتين الحياة اليومية كالعمل أو الدراسة، أو أن يكون عبارة عن حدث مفجع كموت قريب أو حدثٍ مفرح كحفل زفاف!

يُطلق هذا الحدث هرمونات الشدة  في الجسم، والتي تطلِق "منعكس الكرّ والفر" الذي يتنبَّه عند الشعور بوجود خطر ما،  وهو خطرٌ يهدّد الراحة النفسية في حالة التوتر.

ويحملُ التعرض المزمن للتوتر مخاطر عديدة على الصحّتين الجسدية والنفسية، وأثبتت الدراسات وجود علاقات وثيقة بين التوتر والجهاز المناعي والهضمي والعصبي والقلبي والتناسلي؛ لذلك تتنوع تظاهرات التوتر بين الأعراض الهضمية والصداع والأرق والحزن والغضب والنزق والتعرض المتكرر للإنتانات المختلفة والزكام، وبالمقابل؛ تتعدد الاختلاطات الصحية جراء التعرض طويل الأمد للتوتر مثل الأمراض القلبية وارتفاع التوتر الشرياني والسكري والاكتئاب والقلق وغيرها.

ومن ناحية إيجابية؛ لا يُحدِث كل نوعٍ  من أنواع التوتر حالة سيئة بالضرورة؛ إذ يمكن أن يحفّز التوتر الشخصَ ليبذل جهدًا أكبر من أجل اجتياز امتحان ما أو إنجاز عمل ما، بل بإمكانه أن يكون الفارق بين الحياة والموت في المواقف المهدِّدة للحياة؛ وذلك عن طريق تسريع ضربات القلب والتنفس وزيادة نشاط الدماغ.

إذًن؛ يعدُّ التوتر ردَّ فعل دفاعي عادي؛ لكنّ وجوده على نحوٍ متكرر، وفي أبسط المواقف الحياتية قد يجعل منه مشكلةً حقيقية تتطلب الحل.

ولأنَّ الخطوة الأولى لحل أيّة مشكلة هي الاعتراف بوجودها؛ يتمثَّل ذلك بمعرفة العلامات والأعراض المذكورة المرتبطة بالتوتر، ويتلو هذا زيارةً إلى مختصٍّ في الطبّ النفسيّ أو المعالج النفسي لتحديد المشكلة ووضع خطة علاجية مناسبة؛ يمكن أن يكون العلاج عبارة عن تعديلات بسيطة في نمط الحياة كممارسة الرياضة واتباع نشاطات تساعد في الاسترخاء كالقراءة والموسيقا واليوغا.

مصادر المقال

هنا

هنا

هنا