الطب > مقالات طبية

وداعًا عملية القلب المفتوح .. وطبيب سوري آخر يتألق من جديد!

بداية كي نفهم ماهية هذا التقدم المتسارع الذي يشهده المجتمع الطبي؛ علينا أن نعلم ما الدسام التاجي وما وظائفه.

1. تعاريف عامة:

أ) بحسب وحدة البحث الطبي Weill Corneill Medicine

فدسامات القلب: هي لوحات أو وريقات من نسيج تتأكد من أنَّ حركات دخول الدم إلى القلب أو خروجه منه تحدث بالاتجاه الصحيح دون عودته بالاتجاه المعاكس.

ب) فالدسام التاجي يتحكم في تدفق الدم بين القلب والرئتين، واختلال وظيفة هذا الدسام سواء بتضيُّق أو قصور قد يؤدِّي إلى وذمة رئوية؛ إذ إن فرط السوائل داخل الرئتين وخارجها يسبب قصر تنفُّس أو زلة تنفسية ومزيد منها سيسبب توذم أو وذمة في الجسم والساقين، والتنبيه لاحتلال القلس التاجي المرتبة الأولى بين الأمراض الدسامية والمرتبة الثانية بوصفه أكثر الحالات المتطلبة للجراحة.

2. الآليات المتّبعة في إصلاح الدسام التاجي:

أ) عادةً ما يسبب هذا الخلل في الصمام التاجي تسربًا نتيجة توسُّع الدسام أو شدٍّ فيه، وقد يكون من الممكن إصلاح ذلك باستخدام زراعة حلقة صناعية (رأب حلقة الصمام) ممَّا يساعد في تضييق حلقة الصمام إلى وضعها الطبيعي ثم السماح للوريقات بأن تلتقي معًا وهذا ما يمنع القلس التاجي.

ب) أمَّا القلس التاجي فغالبًا يكون ناتجًا عن زيادة في نسيج الدسام في موقع واحد؛ ممَّا يسبب تَدلٍ في قطعة من الدسام، والقطعة المتدلية يمكن أن تُزال؛ أما القِطَع المتبقية فتُحاكُ معًا بقِطَب جراحية دقيقة.

ج) تقنية أخرى لإصلاح الدسامات المتدلية: هي وضع حبال جديدة؛ إذ تكون خيوطًا اصطناعية تربط حافة وريقات الدسام التاجي إلى الأسفل مع  البِنى الداعمة الواقعة تحته؛ وهي العضلات الحليمية؛ فتجلب القطعة المتدلية من الدسام إلى ارتفاعها الطبيعي في سوية بقية الدسام.

3. التطور والصعوبات المعاكسة له: إنَّ استراتيجيات إصلاح الدسام التاجي هي المفضلة في حالات استبداله؛ لكنَّ الصعوبات التي واجهت تطور تقنيات إصلاح الدسام التاجي فعليًّا قد قادت الباحثين إلى التركيز على إيجاد طرائق استبدال الدسام التاجي بأسلوب بسيط بمضمونه.

فالعديد من المراكز الآن تستخدم بدلة Edward Sapien  في صمامات القلب عن طريق القثطرة وغيرها من الإستراتيجيات البديلة التي من الممكن أن تُنفَّذ بنجاح عن طريق أساليب عبر حاجزية أو عبر قمية. إذ قد يكون استبدال الصمام التاجي عبر القثطرة  الخيار الأفضل للمرضى الذين يعانون قلسًا تاجيًّا وخطورة عالية لإجراء الجراحة.

لكنَّ هناك العديد من العوامل التي أبطأت تطور البدائل العابرة للجلد للصمام التاجي؛ فنذكر منها:

-عدم تناظر الحلقة التاجية.

-غياب المستوى الدسامي الواحد.

-الحركة الدائمة للحلقة التاجية والجزء القاعدي للبطين الأيسر ممَّا يجعل التثبيت المستقر للبدائل صعبًا.

-قرب الدسام التاجي من الدسام الأبهري وطريق التدفق في البطين الأيسر.

-عدم التجانس في معالجة وفيزيولوجية المرضى الذين يعانون قلسًا تاجيًّا. (من حيث الأمراض العضوية/ الميكانيكية/ المختلطة )

-تكلُّس حلقة الدسام التاجي.

-التنوع التشريحي للحلقة التاجية.

4. عمليات استبدال الدسام التاجي المتَّبعة حاليًّا: يوجد العديد من الفرق التي بدأت تتوجَّه نحو تطوير تقنيات مُثلى لإصلاح الدسام التاجي عبر القثطرة :

-FORTIS  لاستبدال الدسام التاجي.

-الصمام المصنوع من التامور الخنزيري.

-نظام الـ" Tendyne" للصمام التاجي الحيوي الصناعي.

-الصمام الإكليلي المصنوع من التامور البقري.

5.مفاجأة الموسم:  جامعة  West Virginia University هي أول مكان في الولايات المتحدة الأميركية يُدخِل مرضى في التجربة السريرية المصممة لعلاج أمراض الدسام التاجي؛ فقد شارك في هذه الدراسة Dr. Vinay Badhwar M.D رئيس معهد القلب و الأوعية في WVU وكذلك رئيس قسم جراحة الصدر والقلب والأوعية، إضافة إلى الطبيب الاستشاري السوري محمد الخولي Dr. Mohamad Al Khouli الذي ساعد في قيادة تجربة أداة استبدال الصمام التاجي عن طريق القثطرة (Tendyne) .

وقد صرَّح الدكتور Badhwar : "إنَّ أول مريضين قد أُدرِجا في هذه التجربة ذات الأداة الجديدة هما الآن بصحة جيدة ويبديان نتائج ممتازة".

وهذه الأداة تختلف عن سابقاتها، لأنَّ تصميمها يسمح بتصحيح الوضعية إضافة إلى إمكانية الاسترداد للتأكد من أنَّ الأداة قد وُضعَت في مكانها وضعًا صحيحًا عند الزرع؛ ممَّا يقود إلى نتائج أفضل لدى المريض، وهذه الأداة تُقدِّم للمرضى ذوي قلس الدسام التاجي الشديد احتمال إنقاذ حياتهم عن طريق استبدال دسامهم التاجي الأصلي دون إجراء عملية قلب مفتوح وذلك لتخفيف أعراض القصور القلبي لديهم!

ويضيف د. الخولي: "هذه الأداة سوف تسمح بخيارات أكثر للمرضى غير المرشحين لعملية تبديل دسام عن طريق عملية القلب المفتوح؛ إذ إن القدرة على تقديم علاج جديد لهؤلاء المرضى ربما يُعدُّ تطورًا رائعًا لمرضانا الذين ليس لديهم احتمالات أخرى للعلاج! "

6. نبذة عن د. محمد الخولي: هو طبيب أخصائي قلبية تخرَّج في جامعة دمشق وهو اليوم رئيس قسم تداخلات الصمامات عن طريق القثطرة في فيرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وله أكثر من 100 مقال ونص في الكتب، ويُعدُّ الباحث الرئيسي في العديد من التجارب السريرية المتطورة الخاصة بالتداخلات القلبية الهيكلية وتداخلات الصمام التاجي العالية الخطورة.

وتمتد أبحاثه كذلك إلى الوقاية من السكتات في حالات التليُّف الأذيني واستبدال الدسام الأبهري عن طريق القثطرة  على سبيل المثال لا الحصر.

المصادر:

1 - هنا 

2- هنا 

3- هنا 

4- هنا