البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

الكلاب تملك مشاعر وأحاسيس وعواطف كما الإنسان

صديق الإنسان، الكلب، يلي تم تدجينه من فترة حديثة نسبياً (من حوالي 33 ألف سنة) وتم تهجينه وتربيته لانتقاء الصفات الأمثل والمرغوبة من قبل الانسان.. كلنا منعرف انو الكلب ذكي ومخلص وقابل للتدريب والتعلم. بس يا ترى، كيف بكون إحساس هالحيوان؟ ولأي درجة مشاعره متطورة؟

منذ سنتين وحتى الآن، يقوم جريجوري برنز وزملاؤه بتدريب مجموعة من الكلاب لتخضع لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي M.R.I. وهي مستيقظة وواعية وبدون حقنها بأي أدوية مخدرة! من جرّب منكم هذا الفحص، يعرف كم هو صعب حتى على إنسان ناضج أن يخضع له بدون تململ. فيجب عليك أن تبقى ثابتاً تماماً لمدة تتجاوز 15 دقيقة وأنت مستلقٍ داخل نفق الجهاز الضيّق، واضعاً على أذنيك سدّادات ضخمة لحمايتهما من الضّجيج المرتفع الذي يصدره الجهاز (95 ديسيبل).

فلماذا نرغب أن تخضع الكلاب لهذا الفحص مستيقظةً؟ الهدف هو دراسة نشاط دماغها في حالة الوعي لمعرفة ماذا تشعر، وما هو مصدر استجابتها السلوكية تجاهنا، نحن البشر. والآن، وبعد تدريب وفحص دزينة (دَستة) من الكلاب، توصّل برنز وزملاؤه إلى هذه النتيجة: الكلاب أشخاصٌ مثلنا!

ولأنّ الكلاب لا تتكلّم، فقد اعتمد العلماء دائماً على مراقبة سلوكها للدلالة على ما تفكر به. وقد تكون هذه الطريقة خادعة، فلا يمكنك أن تسأل كلباً لماذا قام بسلوك معين، أو بماذا يشعر. ولكنّ إمكانية أن تتم دراسة وفهم مشاعر الحيوانات تخيف العلماء! فالأبحاث العلميّة التي تعتمد على حيوانات التجارب مجالٌ ضخم، فقد كان من السّهل التغاضي عن الأسئلة الأخلاقية المتعلقة بمشاعر حيوانات التجارب طالما كانت تلك الأسئلة مستحيلة الإجابة.

عن طريق النّظر مباشرةً إلى أدمغة الكلاب بدلاً عن مراقبة سلوكها، يمكن لفحص الـ MRI أن يعلّمنا الكثير عن دواخل الكلاب. عادة يتمّ تخدير الحيوان قبل إدخاله للجهاز للأسباب التي ذُكرت مسبقاً عن صعوبة التزامه إرادياً بشروط الاختبار، ولكن لا يمكنك أن تدرس وظائف دماغٍ مخدّر، وخاصّة فيما يتعلّق بالإدراك والمشاعر.

تمّت معاملة كلاب هذه التجربة كأطفال البشر، حيث استخدِم نموذج التطوّع في تجربة علميّة، الخاص بالأطفال والذي يملؤه ويوقعه عادةً وليّ الأمر (صاحب الكلب في هذه الحالة)، كما ظل الاشتراك تطوعيّاً لا إجبارياً، أي يحقّ للكلب أن ينسحب من التجربة إن لم يشعر بالارتياح، تماماً مثل متطوّعي البشر.

كانت نتائج التجربة صادمة، فقد أظهرت التشابه الكبير بين وظائف الدّماغ لدى الكلاب والبشر. إذ حين عُرِضَت على الكلاب إيماءات تدل على قدوم الطّعام، وروائح مألوفة، وصور لمالك الكلب، استجاب الدماغ بإفراز الدوبامين في النواة الذيلية Caudate nucleus، وهي الاستجابة نفسها التي يظهرها دماغ الإنسان تجاه الأشياء التي يحبها كالطعام، والمحبوب، والمال! فهل يعني هذا أنّ الكلاب "تحبّ" مثلنا، أو بالأحرى، تحبّنا؟؟ ليس بالضبط، فاستجابة الدماغ العاطفية أعقد من أن ترتبط بمنطقةٍ واحدةٍ فقط، رغم أن النواة الذيلية بالذات مرتبطة بشدّة مع الاستجابة للمتعة الناتجة مثلاً عن سماعنا الموسيقى أو مشاهدة منظر جميل.

هالنتائج مهمّة جداً ولازم تدفع بالانسان لوضع قوانين أخلاقية بتضبط التعامل مع الحيوانات وخاصة الحيوانات المتطورة متل الكلاب والرئيسيات.. يمكن ما عاد لازم نعتبر الكلب (شيء) بيمتلكه الإنسان، وإنما شخص، ضيف بمنازلنا وصديق إلنا.

المصادر:

هنا

هنا

حقوق الصورة: هنا