الهندسة والآليات > الصناعة والأتمتة

لماذا يجب على كل مهندس ميكانيك تعلم استخدام آلات التشغيل؟

إذا كُنت مهندسًا يعمل مع الميكانيكيِّين التِّقنِيين؛ فمن المُحتمَل أنك قد فكَّرتَ في هذا سابقًا: "لماذا لا يصنع التقنيون الرسم والتصاميم بدقّة؟"

من ناحيةٍ أخرى؛ إذا كنت تِقنيًّا وتعمل مع مهندسين، فمن المحتمل أن يكون لديك هذا التفكير:

" لماذا لا يُصمِّم المهندسون ما يمكن فعله؟"

يُعَدُّ المهندسون والتقنيون أساسيِّين في أيّة عملية تصنيع، وبالتأكيد؛ لا تنجح أية عمليةِ تصنيع في حال غياب أحد الطرفَين، وفي حين يشتكي المهندسون من أنَّ التقنيين لا يتبعون تعليماتهم أبدًا؛ يشتكي التقنيون من أن المهندسين لا يشرحون الرسومات شرحًا صحيحًا كافيًا، كما هو الحال في معظم النِّزاعات بين الأشخاص، فهناك كثير من اللوم على جميع الأطراف، ولكن؛ هناك نقص في الحلول أيضًا.

ماذا يَقول المهندس عن التِّقني؟

"لقد تأخر صانع النماذج والقوالب معترفًا بأنه لن يتمكن من تحقيق العمق المطلوب، ممَّا اضطرني إلى فِعل ذلك باستخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد من أجل الحصول على القطعة المطلوبة، ويحتاج التقنيون إلى إدراك حقيقة أنَّ الطباعة الثلاثية الأبعاد ستَحُلُّ مكانهم في كثيرٍ من الحالات؛ إذا لم يكونوا مُستعدِّين لكي يُنجزوا العمل المطلوب".

ولكي نكون صادقِين مع أنفسنا؛ لا يَملك المهندسون المهارات العملية التي يتميَّز بها التقنيون، ولا يوجد مهندسٌ كاملٌ، وإذا كنت تعمل في مجال التصنيع؛ فإنَّ هذا يعني أن التعاون بين العديد من الأشخاص ذوي المهارات المختلفة هو جزءٌ مُنتظَمٌ من العمل وهذه حقيقةٌ يجب التعامل معها.

ماذا يقول التقنيون عن المهندسين؟

"مُعظَم المهندسين لديهم هذا التَّعقيد في الشرح، ومن النادر العثور على"مهندس جيد بإمكانه إيصال الفكرة بطريقةٍ مُبسَّطَة"، وبسبب ذلك؛ يكون المهندس قد تخرَّج في الجامعة دون خبرة عملية، ثُمَّ يأتي مُحاولًا إخبارنا أنَّ القطعة يمكن تشغيلها على الآلات؛ في حين أنَّنا نعلم حسب خبرتنا العملية أننا لا نستطيع ذلك، فهنا نبدو أنَّنا غير مُؤهَّلِين من أجل العمل وتنقُصنا الخبرة الكافية لكي يتحقَّق العمل المطلوب".

وعامةً، نحن نحتاج إلى تحسين التواصل بين التقني والمهندس من أجل إتمام العمل على الوجه الأكمل، ثُمَّ إنَّ القدرة على التحدُّث بِلُغة العمل المفهومة من التقنيين والتواضع العملي؛ ساعدت كلا الطرفين على التفاهم والتواصل على نحوٍ أفضل؛ إذ يُمكن لهذا أن يضيف قيمة إلى العمل دون تطوير العداوة والإحساس بالفرق العلمي بين المهندس والتقني، فالمهندسون عندما يُنسِّقون ويساعدون التقنيين في التَّخطيط من أجل المشروع والتنفيذ؛ فإنَّ هذا يُضفِي طابعًا جيدًا في العمل، وهنا؛ نجد أنَّ هناك سؤالًا يُراوِد الجميع ويحتاج إلى إجابة: "الهندسة أم التصنيع، ولماذا ليس كلاهما؟"

كلاهما أفضل عندما يُجمَع بينهما، فالتقنيون هم الأفضل عندما يعرفون الهندسة، والمهندسون هم الأفضل عندما يُتقنون العمل على الآلات أيضًا، وهنا يعود الأمر إلى الاجتهاد الشَّخصِيّ، وهذا ما يُميِّز المهندس النَّاجح من زملائه، وهذا ما يميز التقني الناجح من زملائه أيضًا.

لا يعرف كثيرٌ من الناس أنَّ إتقان العمل على الآلات يَجعل المهندس أفضل، فعندما يجتمع المهندسون والتقنيون؛ يُمكنُهم إنجاز أشياءَ عظيمةٍ في التَّصنيع وعلى المِنوال نفسه، إذ إن انهيار التواصل بين المجموعتين يُمكن أن يؤدي إلى كارثة، وبذلك؛ يبدو أن كلا الجانبَين يُوافقان على أن التواصل أمرٌ ضروريّ، سواءً كان ذلك يعني الحصول على معلوماتٍ مَرجعيَّة في أثناء مرحلة التصميم أم كان يعني وضع رسوم توضيحية شاملة مفهومة للتقني، ومع ذلك؛ يبقى التوتر قائمًا بينهما في كثيرٍ من الأحيان، ومِن ثَمَّ فإنَّ أفضل الطرائق من أجل حلّ هذا النوع من توتّر العلاقة؛ هو محاولة رؤية الأشياء من كلا المنظورَين، والتي تَعني للمهندسين تَعلُّم مزيدٍ عن الآلات، إذ قال أحدُ المهندسين عن ذلك "إنَّ معرفة كيفية صُنع الأشياء يَسمح لي بتصميم عناصر أفضل"، ومن ثمَّ؛ الوصول إلى خبرةٍ عمليةٍ أكبر،

عليك أيُّها المهندس العظيم أن تعمل بيديك، وتسأل عن أيِّ شيء.

المصدر: هنا