منوعات علمية > منوعات

انتبه؛ قد لا تبدو الأشياء كما تراها!

كثيرًا ما يُخدَع العقل البشري بفهم وترجمة ما قد يراه عبر العين، فقد يقع العقل في خطأ معالجة وفهم صورة أو حركة، فعلى الرغم من خداع بعض الصور لأعيننا وعقولنا، لكنّ ذلك لا يهمنا بقدر ما نستمتع بها ونتعجب منها،  وإن لم  تُفهَم كيفيتها؛ فهي رائعة.

كثيرة تلك الصور الغريبة، والتي قد لا نملك لها تفسيرًا أو يحتدم عليها الجدل، ولعلَّ أشهرها شبكة هيرمان؛ والتي عُرفَت فيما بعد بشبكة الاختفاء.

ففي الصورة القادمة؛ نلاحظ أنّه بمجرد تحريك العين على الصورة، تظهر نقاط بيضاء وتختفي، وعندما نركز النظر على تقاطع الخطوط السوداء؛ فلا نرى أيّة نقاط بيضاء في مكان تركيز نظرنا، ولكن تظهر بعض النقاط البيضاء في أماكن أخرى في الوقت نفسه .

كذلك هو الحال في الصورة التي تليها، لكن بألوان عكسية.

هناك محاولات لتفسير هذه الظاهرة؛ مثل التجربة التي أجراها  Baumgartner سنة ١٩٦٠، وقاس بعدها قدرة الخلايا المستقبِلة للعين على استقبال الضوء وتحليله.

توصَّل إلى أن السبب قد يكمن في وجود تركيز اللون من أربع زوايا؛ فالنقطة المحاطة باللون الأسود من جهتين (تحت في الصورة يسارًا) لا تُظهِر النقاط السوداء في الأماكن الموازية لها، بعكس التقاطع الذي يحيط به الأبيض من أربع جهات (يسار الصورة في الأعلى)؛ فستظهر النقاط السوداء في التقاطعات الأخرى.

وأصبح هذا هو التفسير الكلاسيكي لهذه الظاهرة.

ولكن هناك اعتراض على هذا التفسير؛ لأنّه لا ينطبق على بعض الصور المُعدَّلة مثل الصورة الآتية، والتي تحتوي على المربعات نفسها؛ لكن متموجة.

ثم أتت البحوث التي تَدَّعي عدم قدرة الدماغ على تحليل الصور التي تحوي كثيرًا من التقاطعات أو التفاصيل في آنٍ معًا؛ قد تكون من أشهر الصور المصممة في هذا المجال صورة - الصورة القادمة- لبروفيسور ياباني؛ نُشرت على حسابه وتداولها النّاس على نحو كبير؛ فمن الملاحظ أن العين لا تستطيع التركيز على كل النقاط السوداء؛ بل على نقطتين في كل مرة، بينما تختفي بقية النقاط، وما زال الجدل قائمًا على أسباب وكيفية حدوث مثل هذه الظاهرة.

هناك الكثير من ظواهر الخداع البصري التي تدهش عقولنا، والتي لا يمكن حصرها، والأهم من ذلك أنّه يمكن الاستفادة منها في حياتنا اليومية.

على سبيل المثال: شاشات التلفاز أو الهاتف التي تستخدم فقط ثلاثة ألوان ( الأزرق، الأحمر، الأخضر) ليظهر لنا  ملايين الألوان على الشّاشة من خلال استخدام تقنية مزج الألوان عن طريق تغيير تشكيلات النقطة والحدِّ من المساحة البيضاء.

ولا ننسى أن التلفاز لا يعرض مقاطع فيديو متحركة؛ بل تركيب صور ثابتة فترات زمنية متقاربة جدًا، والتي تبدو لنا في النهاية بأنّها تتحرك.

وهناك مظاهر غريبة أيضًا؛ منها المعروفة أو غير المعروفة، في الجيوش مثلاً؛ استخدام ملابس تناسب بيئة الحرب، أو سفن بنهايات غير واضحة، أو دبابات بالونية لإيهام العدو بقدرة عسكرية أكبر من الواقع، وغيرها الكثير من الخدع في حياتنا اليومية.

وفيما يلي بعض من صور الخداع البصري، والتي تثبت أنه لا يمكن الوثوق بما قد نراه.

إحدى السفن العسكرية ذات الحدود غير واضحة للعدو البعيد.

لو أنّك تتصفح من خلال هاتفك؛ ستلاحظ عند تحريك الشاشة أنّ الدوائر الزرقاء في الداخل تتحرك.

يملك الخطان اللذان في الوسط في الحقيقة الطول نفسه.

تملك الدائرتان في الوسط الحجم نفسه.

ف الخطوط السوداء بين الألوان تعطيها زيادة في الحدِّة.

تبدو المربعات متعرجة في الصورة، ولكن الحقيقة هي أنها مستقيمة تمامًا.

أما الصورة الآتية؛ يظهر فيها الشريط في الوسط متدرج اللون من الغامق للفاتح، وهنا قد خُدِعَ عقلك؛ لأنّه يمتلك اللون نفسه، والصورة التي تليها تظهر قصاصة من أول الشريط، وقصاصة من آخره؛ إذ يظهران باللون نفسه.

 

في إحدى الفيديوهات التي نُشِرت مؤخرًا؛ يَدّعِي الدماغ أنّه يرى ثلاث ومضات لمجرد سماعه صوت متناسق ثلاث مرات، وهذه محاولة للدماغ من أجل تفسير ظواهر غير واضحة؛ فيدّعي وجود الضوء ثلاث مرات (وإنّ لم يستقبل إلا إشارتين ضوئيتين) على فرض أنّها موجودة، فيرجع الدماغ  بالزمن للخلف لمجرد سماعه الصوت، ويُركِّب الصورة لتتناسق مع الصوت، وهنا يكون للصوت تأثير خادع في الرؤية.

الفيديو

المصادر:

ورقة بحثية لتفسير ظاهرة هرمان

1- هنا

2- هنا

بعض ظواهر الوهم

3- هنا

4- هنا

5- هنا