علم النفس > القاعدة المعرفية

اضطراب قلة الانتباه وفرط النشاط الـ ADHD عند البالغين

اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه ADHD؛ اضطرابٌ يبدأ في الطفولة ويلاحظه الآباء والمعلمون، إذ تظهر على الطفل المصاب به أعراضٌ أهمها: فرط النشاط وتشتت التركيز وعدم القدرة على الالتزام بأمرٍ واحدٍ أيًّا كانت المدة المطلوبة لذلك، والاندفاع والمبادرة دون التفكير بالعواقب المحتملة، وتختلف شدة هذه الأعراض وتتفاوت من الخفيف إلى المتوسط والشديد، ويعاني معظمنا من واحدٍ على الأقل من هذه الأعراض؛ لكنّها تصبح اضطرابًا عندما تؤثر في عملك وحياتك وعلاقتك بالآخرين، وقد تُشّخص الإصابة به في مراحل الطفولة أو قد تتأخر؛ لكنّه حتمًا يبدأ في مرحلة الطفولة، ولايظهر فجأةً في البلوغ، والفرق هنا وعي البالغ لما يمرّ به ويؤثر في تقدمه وانسجامه مع  المجتمع.

كيف يُشخّص؟

أنت الآن أصبحت ناضجًا، ويسهل عليك ملاحظة العلامات وتقدير مدى تأثيرها في حياتك، وهو يختلف عن غيره من الاضطرابات النفسية الّتي من الصعب على المريض بها إدراك مايجري؛  فهو اضطرابٌ تطوريّ، ولكن ماينقصك هنا الجرأة على طلب العون من المختصين؛ فتستطيع أن تقصد مراكز الصحة النفسية ليستمع المعالج لما تعانيه، ويعود معك إلى مراحل طفولتك ويقابل أهلك ومعلميك للتأكد من تشخيص الحالة وعدم اختلاطها أو تداخلها مع حالة نفسية أخرى، وغالبًا ما يسمى لدى الكبار باضطراب ADD؛  إذ يغيب فيه فرط النشاط أو يتراجع عمّا كان عليه في مرحلة الطفولة.

نسب حدوثه:

هو اضطرابٌ شائع الحدوث بين الذكور أكثر منه بين الإناث؛ ويعاني 3-5 من أصل 100 طفل  منه في عمر المدرسة؛ ويستمر لدى كل 2 من أصل 3 أطفال مشخصين به إلى مرحلة المراهقة، وكذلك  لدى 2 من أصل 3 مراهقين استمر لديهم من مرحلة الطفولة إلى البلوغ.

كيف تبدو الإصابة به؟

 تُلاحظ سهولة التشتت وصعوبة في أخذ الملاحظات في أمورٍ تجدها مملة، وصعوبة في الاستماع للآخرين فتقاطعهم لتكمل حديثهم أو تتفوه بعبارات في توقيت خاطئ، وصعوبة في اتباع التعليمات والإرشادات وصعوبة في تنظيم نفسك فتبدأ بمهام متعددة دون أن تنهي أيّاً منها، وصعوبة في الانتظار فتتململ، وسرعة النسيان وتضييع الأشياء وسرعة الغضب والانفعال وتثبط العزيمة والشعور بعدم الراحة والتوتر؛ فلا تستطيع إيقاف أفكارك المتزاحمة، وأخيراً؛ التهور والاندفاع دون التفكير بالعواقب؛ مما يدخلك في الكثير من المشكلات.

الأسباب:  

تتوزع الأسباب بين جينية ووراثية ودوائية ونفسية وبيئية، وأما الجينية؛ فتعني أنّ أحد والديك على الأقل مصاب به، وأما الدوائية والنفسية؛  فتعني تعرض أمك لبعض العقاقير والأدوية والمواد الكيميائية أو المواد السامة في أثناء الحمل أو تعرضها للضغوط النفسية والتوتر والقلق والصدمات أو تعرضك بعد ولادتك لمواد كيماوية أو سامة أو ولادتك بوزن أقل من الطبيعي أو إصابتك بالتهاب في الدماغ، وهذا يؤكد وجود اختلافات في بنية الدماغ ويثبتها، وأما العوامل البيئية -من مجتمع وخلافه-؛ فهي لا تخلقه أو تسبب الإصابة به، وينحصر دورها في تفاقمه وازدياد أعراضه سوءًا وحسب.

الصعوبات والاختلاطات الأخرى:

الإصابة بالقلق والاكتئاب وإدمان العقاقير والكحول وغيرها، وتراجع في تقدير الذات والثقة بالنفس، والتأجيل الدائم لأمورك وانخفاض الدافع والحافز.

ولا يتشابه اثنان بالإصابة به؛ فقد تكون مصابًا به وتقدر على التركيز بشرط أن تهتم بالموضوع أو أنه يثير اهتمامك، ولكنّ بعض المصابين به لا يقدرون على ذلك تحت أي ظرف كان، ويبحث بعضهم عن  المحفزات ويتجنبها بعضهم الآخر، وقد يكون بعضهم انسحابيًّا وغير اجتماعي، وبعضهم الآخر اجتماعي وينتقل من علاقة لأخرى، ونُذكّر أنّ الأمر عائدٌ إليك في تحديد تأثيره في حياتك وتقدمك، وأنت كبالغ تستطيع التعايش معه والتخفيف من سلبياته عليك مع بعض المساعدة من معالج مختص.

العلاج:

يصبح العلاج ضروريًّا عندما تبدأ الاختلاطات السابقة بالظهور؛ كالقلق والاكتئاب والإدمان؛ وحالما يخبرك طبيبك بأنك مصاب به؛  ستعملان معًا على وضع خطةٍ مناسبة لك، وغالبًا ما يتضمن العلاج شقين -دوائي وسلوكي معرفي-، فإما يُجمعان معًا وإمّا يكون كلٌّ منهما على حدى،  وغالبًا ما يُفضّل العلاج السلوكي لما للدواء من آثار جانبية قد تفوق -في حالات معينة- الاضطراب نفسه ،ولا يلجأ إليه بعض الأطباء إلا ّفي الحالات الشديدة من الاضطراب التي تعرقل تقدمك في الحياة.

ويركز العلاج السلوكي المعرفي على مساعدتك في إيجاد سبل كفيلة في جعل حياتك اليومية أفضل وأسهل، والتخفيف من آثار الاضطراب السلبية في حياتك، والاستفادة من النواحي الايجابية لها.

وأما الدوائي؛ فيتضمن استخدام أدوية منشطة وأخرى غير منشطة، وهي التي تستخدم غالبًا في علاجه لدى الأطفال ولكن بجرعات أكبر عند البالغين؛ لكنّها  في أغلبها أدوية لا تصرف إلا بوصفةٍ طبيّة وتخضع للمراقبة، وبعضها غير مرخص إلى الآن لما يسببه من آثار جانبية -كالإدمان- وخاصة المنشطة منها، أو عدم أخذها في مواعيدها، وذلك يعود لتأثير بعضها القصير الأمد فينتهي مفعولها قبل موعدها اللاحق؛ مما قد يتسبب في نسيان المريض لها فلا يتناولها، فكما نعرف هو يعاني الالتزام بالمواعيد؛ وصعوبة تحديد الوقت الملائم لأخذها، فإذا انقطع عنها ليلًا؛ واجه صعوبة في القيام بأعمال المنزل ومساعدة الأطفال في وظائفهم وغيرها من المهام، وإن أخذها في آخر النهار؛ وقع المريض تحت خطر إدمان الكحول وغيره ليسترخي، و ينصح  بعض الأطباء باستخدام الأدوية غير المنشطة لوحدها أو مصاحبة للأدوية المنشطة.

نصائح:

- التزم العلاج السلوكي الإدراكي فهو يزيد من تقديرك لذاتك.

- اتبع تمارين الاسترخاء وإدارة التوتر كاليوغا والاستماع للموسيقا.

- حدد أهدافك وهذا سيساعدك في تنظيم عملك وحياتك.

- العلاج والتأهيل العائلي؛ فهذا يساعدك ويساعد من يحبونك في فهم ما يجري لك.

- التزم بدوائك الموصوف، وإذا لاحظت آثارًا جانبية؛ أخبر طبيبك على الفور.

- نظم قوائم بمهامك اليومية ورسائل تذكير وملاحظاتٍ صغيرة تلصقها على البراد أو الباب لتذكيرك كي لا تنسى مواعيدك.

- مارس تمارين التنفس، وللتحكم باندفاعك؛ قم بالعد إلى 10 والتنفس البطيء والعميق إن كنت تشعر بالندم الدائم على ذلك.

- قلل من شرودك وتشتت تركيزك بالابتعاد عن مصادر الضجيج وما يزعجك.

- احرق نشاطك المفرط بممارسة الرياضة وهواياتك أو استخدم كرة صغيرة أو شيء تلهي به أصابعك إذا أردت التركيز على أمرٍ ما.

- اطلب المساعدة؛ فجميعنا نحتاجها من وقت لآخر.

المصدر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا