العمارة والتشييد > التشييد

أطول جسرٍ معلَّقٍ في العالم قيد الإنشاء

لمحةٌ عن المشروع:

وُضعَ حجرُ أساس مشروع جسر جاناكالة 1915 المعلَّق في الثّامن عشر من آذار عام 2017 في محافظة جاناكالة على الطرف الغربي من بحر مرمرة في تركيا، ويُنسب الرقم 1915 في تسميته إلى النَّصر الذي حقَّقه العثمانيون على قوَّات الحلفاء في الحرب العالميَّة الأولى، ومن المتوقَّع أن يحتلَّ الجسرُ بطول ٢٠٢٣ مترًا مكانة جسر أكاشي-كايكو Akashi-Kaikyo في اليابان، ليصبحَ أطولَ جسرٍ معلَّقٍ في العالم متجاوزًا طولَ الجسرِ الياباني بـ 32 مترًا تقريبًا.

تنفِّذُ مديريَّةُ الطُّرقِ العامَّة التركيَّة KGM الجسر وفقًا لعقد التشييد - التشغيل – نقل الملكية BOT  بتكلفةٍ تقدَّرُ بـ ٢.٨ مليار دولار، وتنصُّ منظومةُ العقدِ هذهِ على تولِّي اتّحاد مجموعةٍ من شركاتِ القطَّاع الخاص بناءَ الجسر من مواردِها الخاصَّة شرطَ تشغيله وإدارته من قبلها مدَّة 192 شهرًا قبلَ أن تعودَ ملكيَّته إلى الحكومةِ التركيَّة.

تمويلُ المشروع:

سيغطِّي تكلفة الجسر قرض بقيمةِ ٢.٨٣ مليار دولار، ثمَّ يُسَدَّد خلالَ ١٥ سنة مع فترةِ سماحٍ مدَّتها 5 سنوات، وستموِّلُ القرض ٢٤ مؤسَّسة ماليَّة من عشر دول من ضمنها بنك دويتشه الألماني وبنك الصين وبنك ICBC، ليصل عدد الدول المشاركة إلى ١٠ دول وهي كوريا الجنوبيّة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات المتّحدة والكويت والصين وبريطانيا والدنمارك وتركيا، إذ يبلغ ٧٠ بالمئة من التمويل من مؤسسات دولية والباقي من قبل فروع دوليَّة لبنوكٍ تركيَّة.

ويتوقَّع أنَّ الجسرَ سيعزِّزُ شبكةَ المواصلات بينَ أوروبا وتركيا، مساهمًا في النمو الاقتصادي والاجتماعي والسياحي للبلاد، ويتوقَّعُ الجدولُ الحالي الانتهاءَ من تنفيذِ الجسر سنة ٢٠٢٣ المصادِفة للذكرى المئويَّة لتأسيسِ الجمهوريَّةِ التركيَّة.

تفاصيل المشروع:

تُعَدُّ تركيَّا صلةَ وصلٍ مهمَّةٍ بين أوروبّا وآسيا، ولكنَّ النّموَّ السريع لاقتصادِ البلاد –بسبب ازدهارِ قطّاعات السياحة والزراعة والنقل-  أدَّى إلى اختناقِ شبكاتِ المواصلات، إذ أصبحت غيرَ قادرةٍ على تحمُّلِ الازدحامِ المتزايد، ممَّا قادَ الحكومةَ التركيَّة إلى إعلان خطة ٢٠٢٣ التي تتضمَّنُ تطويرَ وزيادةَ قدراتِ الطُّرقِ العامَّة والخطوط الحديديَّة والموانئ البحريَّة، وإنشاء جسر جاناكالة في سياق تنفيذِ هذه الخطَّة التي تتضمَّن مشاريع ضخمة أخرى مثل الطَّريق السَّريع بين أزمير–أورهانغازي-جبزة  Gebze-Orhangazi-Izmir Highway.

ويحتوي هذا الجسرُ الحديديُّ المعلَّق ثلاث حاراتٍ مروريَّة في كلِّ اتجاه، ويبلغ طولُ مجازِ الجسرِ الرَّئيس ٢٠٢٣ مترًا، ويبلغُ امتدادُه في اتجاه كل ضفَّةٍ من بلدتي غاليبولي ولاباسكي الواصل بينهما ٩٠٠ مترًا و٦٥٠ مترًا على التوالي.

يتألَّفُ الجسر من بلاطةٍ خرسانيَّةٍ مسلَّحة تنقلُ حمولاتها إلى جائزين فولاذيين طوليين بمقطعٍ صندوقي، يرتبطان بجوائز عرضيَّة فولاذيَّة تستندُ بدورها إلى دعاماتٍ ظفريَّةٍ لأبراجِ الجسر.

الشركات المساهمة في المشروع:

سيُنفَّذُ الجسر من قبلِ اتحاد شركات يضمُّ شركتي Daelim  وSK E&C الكوريتين الجنوبيتين إضافةً إلى شركتي Limak و Yapi Merkezi التركيتين، وسيتولَّى هذا الاتحاد مسؤوليَّةَ تنفيذِ وإدارة منشأة الجسر مدّة ١٦ سنة و شهرين، فتبلغ حصة كل شركة من الشركات الأربع ٢٥% قبلَ نقلِ ملكيّته للحكومةِ التركيَّة.

وقد تعاقدت الحكومةُ التركيَّة مع شركتيّ Parsons الأمريكيَّة وTekfen Engineering التركيَّة لتزويدِ المشروع بخدماتها الاستشاريَّة والهندسيَّة والإنشائيَّة، إضافةً إلى خدماتِ الإشرافِ والمعاينة.

وأعدَّت شركةُ Pyunghwa الاستشاريَّة الهندسيَّة دراسات الجدوى الاقتصاديّة والتصميم الأوليّ للجسر، وشاركت شركةُ Pell Frischmann في تطويرِ تصميمِ الجسر أيضًا.

فوائد المشروع:

سيصلُ الجسر الجزء الجنوبي الغربي من تركيا مع القارَّة الأوربيَّة، مساهمًا في دعم النمو الاقتصادي في المنطقةِ الغربيَّة، ومخفِّفًا من ضغطِ الحركةِ المرويَّة الكثيفة التي تشهدُها مدينةُ إسطنبول من أوروبا، وسيعزِّزُ عواملَ الأمان ضدَّ حوادث المرور في الوقت نفسه عن طريق تقليلِ عدد التقاطعات التي تُعَدُّ السَّببَ الرئيس لمثلِ هذهِ الحوادث.

المصدر: 

هنا

هنا

هنا