الطب > ‏معلومة سريعة‬

الثاليدوميد؛ المأساة التي غيَّرت القوانين الدوائية

شاع استخدام عقار الثاليدوميد في فترة أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي؛ إذ عُرف بخاصِّيته المُهدِّئة والمُسكِّنة في تلك الفترة، ثم وصفه الأطباء للنساء الحوامل من أجل إراحتهنَّ من أعراض الغثيان والاقياء الصباحي؛ وقد ادَّعت الشركة المُنتجة له آنذاك أنَّه الدواء الآمن تمامًا حتى في أثناء الحمل.

وبعد استخدام الثاليدوميد عدَّة سنوات من النساء الحوامل، وفي بداية الستينيات من القرن العشرين؛ بدأ أحدُ الأطباء بربط استخدام الثاليدوميد من الحوامل مع التشوُّهات الخلقية لدى أطفالهنَّ الذين وَلَّدهم، وكانت هذه التشوُّهات شديدةً كتشوُّهات الأطراف وتشوُّهات الأذنين والأعيُن والقلب والكُلَى.

ونتيجةً لذلك؛ حُظِرَ هذا العقار عام 1962 في الدول التي انتشر فيها، وشُدِّدَت المراقبة الدوائية ووُضِعَت ضوابط صارمة للموافقة على الأدوية الجديدة؛ وذلك بسبب تلك الكارثة التي أصابت أطفال مُستهلِكات الثاليدوميد؛ فكانت صيحة إيقاظ لتغيير البروتوكولات المُتعلِّقة بالتطوير الدوائي واختبارات السمِّية الدوائية.

ومن جهة أخرى؛ اكتُشِف فيما بعد - عن طريق الصدفة - دورُه المناعي الإيجابي في علاج أمراض مختلفة؛ كالعدوى بفيروس عَوز المناعة المُكتسبة HIV؛ إضافة إلى دوره في تثبيط تشكُّل أوعية دموية جديدة؛ الذي فتح المجال لاستخدامه دواءً فعَّالًا ضدَّ السرطان.

لكن لا يزال الثاليدوميد يخضع للمراقبة؛ إذ لا تزال طريقةُ عمله غيرَ واضحة تمامًا حتى الآن؛ ما يُفسِّر وجود العديد من التساؤلات عن استخدامه؛ إذ إنه من الضروري إجراء مزيدٍ من الأبحاث عنه لأجل إيجاد شكل آخر منه أكثر فعالية وأقلّ ضررًا.

المصدر:

1- هنا 

2- هنا 

3- هنا