الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

أنموذج ذكاء اصطناعي يُحسّن دقة التنبؤ بخطر الوفاة

في غُرَف العنايةِ المُشدَّدة، حيث المرضى الذين يعانون مشكلاتٍ صحيَّةً مُختلَفة، ويُحدَّد مدى الخطر وأنماط العناية اللازمة بناءً على أحكامٍ طبية؛ تأتي نتيجةَ سلسلةٍ من الفحوص الفيزيولوجية المُكثَّفَة، والتي تُحدِّد فيما إذا كان المريض تحت خطر الوفاة إذا لم يُعَالَج فورًا.

وقد طُوِّرَت سابقًا عدَّة نماذج ذكاء اصطناعي حتى تؤدي هذه المُهِمَة؛ أي تحديد مدى خطر وفاة المريض المُقِيم في غرفة العنايةِ المشدَّدة، لكن؛ لم يكن أداء تلك النماذج مُشَجِّعًا، وتُقَسَّم هذه النماذج إلى نوعَين رئيسَين: النوعُ الأولُ نوعٌ عام )global) يُدَرَّب باستخدام بياناتِ عددٍ كبير من المرضى في مجموعةٍ واحدة، وهو يتنبّأُ جيدًا في المتوسط، ولكن؛ عندما تأتي بعض الحالات المختلفة عن المتوسط؛ فإنَّ تلك النماذج تفشَلُ في العادة، أمَّا النوعُ الثاني من النماذج فهو الذي يُدَرَّب على بيانات من أجل عِدَّة مجموعات من المرضى مُقَسَّمَة حسب العمر، أو المرض، أو غير ذلك من الأمور المشتركة، وتَكمُنُ مشكلة هذا النوع في مَحدُودِيَّة البيانات المُتوافرَة من أجل تدريب الأنموذج ومن ثَمَّ اختباره، ولكنَّ ورقةً بحثية نُشِرَت مؤخرًا من قِبَل باحثين في معهد MIT؛ تَصِفُ أنموذج ذكاء اصطناعي يَجمعُ الأفضل من كِلا النوعَين السائديَن إذا دُرِّبَ مخصوصًا على عِدَّة مجموعات مُقسَّمَة حسب خصائص مُشترَكَة للمرضى، ولكنَّه ينشُرُ ويُشارِك البيانات بين تلك المجموعات أيضًا، وبهذا يتوافر لدى الأنموذج حجم بيانات أكبر من أجل التدريب، ثمّ إنَّه يتنبأ بدقةٍ أعلى بخطر وفاة المريض في أول يومين من إقامته في غرفة العناية المشدَّدة.

في البداية؛ يعالجُ الأنمُوذَجُ البياناتِ التي يُمكنه الحصول عليها من السِّجل المَرَضِي للمرضى الذين سبق لهم الدخول إلى غرف العناية المشددة، وبعضهم تُوفِيَ في أثناء إقامته في تلك الغُرَف، وهو بذلك؛ يتعلَّم بعضَ الخصائص الأساسية التي ترفَعُ خَطَرَ الوفاةِ لدى المرضى؛ مثل النَّبضِ المُنخَفِض، أو ضغطِ الدَّم المُرتَفِع، إضافة إلى نتائجَ التحاليلِ المَخبَرِيَّة؛ مثل عدد كُرَيات الدم البيضاء وغيرها، وعندما يدخل مريضٌ جديد؛ يُطلَعُ الأنموذج على البيانات الخاصة بهذا المريض، وبناءً على ما يُعلَم؛ يُقدِّر الأنموذج احتمالية وفاة المريض في غضون الساعات الثمانية والأربعين القادمة.

اختبر الباحثون الأنموذج باستخدام قاعدة بيانات لـ 32000 مريض، تُوفِيَ منهم 2200 مريض في المشفى؛ ثُمَّ استخدم الباحثون 80% من البيانات لتدريب الأنموذج، و20% منها للاختبار، وقد كانت تَنبُّؤات الأنموذج دقيقةً إلى حدٍ كبير، ويَفوقُ كثيرًا النماذجَ السابقة المُشابِهة بعدة نقاطٍ مئوية.

لم تَعُدْ مُجرَّدَ أفكار خيالٍ علمي، إذ إنّنا؛ يومًا بعد يوم؛ نستطيعُ أن نرى كيف تَدخل تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة إلى المشافي والمنشآت الطبية، وتؤدي عملًا لطالما عددناه مهمةً يختصُّ بها الأطباءُ دون سواهم، ولكن؛ هل سَيُؤثِّر هذا في مجالات عمل الأطباء في المستقبل؟، وهل يُمكِن أن يتقلَّص عملُ الأطباءِ إلى حد الإشراف على آلات وخوارزميات؛ تَفعلُ كلَّ ما اعتادوا فعله بأنفسهم؟ شاركونا آرائكم.

المصدر: 

هنا