الطب > مقالات طبية

التلوث والجهاز القلبي الوعائي

وفقاً للجمعية الأمريكية لأمراض القلب يموت شخص واحد في الولايات المتحدة بأمراض القلب والأوعية الدموية كل 40 ثانية؛ إذ يعاني ما يُقارب من نصف الأمريكيين من واحد على الأقل من عوامل الخطورة الثلاثة الرئيسية لأمراض القلب: ارتفاع ضغط الدم - ارتفاع الكوليسترول -التدخين، وعادة ما يطلب الأطباء من المرضى ممارسة مزيدًا من التمارين الرياضية ومراقبة غذائهم والإقلاع عن التدخين بهدف تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ لكنَّ هناك عوامل أخرى يجب أن ندرك تأثيرها في صحة القلب؛ مثل التعرض لتلوث الهواء.

فما علاقة التلوث البيئي بأمراض القلب والأوعية الدموية؟

سواءً كنت تعيش في منطقة ملوثة تلوثًا شديدًا أم في مكان أقل تلوثًا؛ فإنَّ الجزيئات المسبِّبة للتلوث قد تُعرِّض صحة قلبك للخطر؛ فقد أشارت الأدلة إلى دور التلوث في إحداث تأثير التهابي على القلب. ونتيجة ذلك استرعت الجزيئات الملوثة للهواء الأصغر من 2.5 ميكرون انتباه الباحثين؛ إذ تصدر هذه الجزيئات عادة نتيجة احتراق الوقود التي تدخل جسم الإنسان بسهولة لصغر حجمها الذي يجعل تحريها أمرًا صعبًا؛ فتؤذي الرئتين والأوعية الدموية حول القلب.

قد تكون آثار التلوث قصيرة الأمد أو طويلة الأمد؛ فتظهر التأثيرات الحادة قصيرة الأمد بوضوح في الأشخاص المسنين أو المصابين أساسًا بأمراض القلب؛ فمثلًا يتأثر مريض تصلب الشرايين Atherosclerosis بالتلوث الهوائي مباشرة بدور هذه الملوثات في إحداث تمزق بإحدى اللُّويحات المترسبة على جدار الوعاء الدموي ممَّا يُحرِض على حدوث نوبة قلبية.

وقد أُجرِيت عدد من الدراسات عن ذلك الموضوع وأُطلِق على إحداها اسم MESA Air (الدراسة المتعددة الأعراق لدراسة تصلب الشرايين بتلوث الهواء The Multi-ethnic study of Atherosclerosis Air pollution study)؛ إذ كانت هذه الدراسة ثمرة تعاون بين وكالة حماية البيئة EPA والمعهد الوطني للقلب والرئة والدم NHLBI، وتَوصَّل فيها الباحثون إلى وجود صلة واضحة بين التلوث وتصلب الشرايين؛ إذ إنَّ تعرُّض الأفراد الأصحاء للجزيئات الملوثة على مدى طويل أدَّى إلى تسريع حالات الإصابة بتصلب الشرايين Atherosclerosis الذي زاد خطر حدوث نوبات قلبية عند بعض المشاركين في الدراسة.

إضافة إلى ذلك؛ نشرت المجلة الطبية The Lancet دراسة للباحث جويل كوفمان Joel Kaufman، وأشارت هذه الدراسة إلى أن التعرض طويل الأمد لبعض الملوثات الموجودة في الهواء وأكاسيد النتروجين بمستويات قريبة من المعايير الوطنية لجودة الهواء المحيط NAAQS يُمكن أن يؤدِّي إلى الهرم السريع للأوعية الدموية وتراكم أسرع للكالسيوم في الشريان التاجي المروي للعضلة القلبية، وذلك يُقلِّل من تدفق الدم إلى القلب والأوعية الدموية الكبرى؛ ممَّا يَزيد احتمالية حدوث الأمراض القلبية الوعائية مثل: النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

فضلًا عن ذلك، تُشير إحدى الدراسات الأخرى إلى أنَّ كلَّ زيادة في تركيز المواد الملوثة للهواء –الصغيرة الحجم - بمقدار 10 ميكروغرام/م3؛ تَزيد خطر الموت بأمراض القلب بمعدل يقارب 16%.

وأخيرًا؛ إنَّ التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء هو عامل خطر على القلب والأوعية الدموية، ولا بدَّ من أخذ ذلك على محمل الجد؛ فمن واجب الدول أن تسعى إلى تقليل التلوث البيئي؛  إضافة إلى ضرورة متابعة إجراء الدراسات عن تأثيرات تلوث الهواء في جسم الإنسان كليًّا.

المصادر:

هنا

هنا

هنا