صناعة الباحثين > تجارب سوريّة أكاديميّة

تجربة براءة الدالاتي في الحصول على منحة تشيفنينغ Chevening

تحرص منظمة "الباحثون السوريون" على دعم المواهب السوريّة الشابة، ومساعدة السوريين في طريقهم للنجاح من خلال تقديم يد العون في كل يمكن تقديمها فيه.

نقدّم لكم ضمن مجموعة تجارب الطلبة السوريين الأكاديميّة تجربة براءة الدّالاتي في التقديم إلى منحة تشيفنينغ Chevening البريطانية الشهيرة والقبول فيها بتخصص ماجستير الاقتصاد السياسيّ للأسواق الناشئة في كلية الملك بلندن King's College London.

حصلت براءة على المنحة في السنة الدراسية ٢٠١٧-٢٠١٨، وتُحضِّر حاليًّا لرسالة الماجستير من أجل الحصول على شهادة الماجستير في العلوم في تخصص الاقتصاد السّياسي للأسواق النّاشئة.

تقول أ. براءة عن اختيارها لهذه المنحة: "كوني أدرك أن لكلّ منحة معايير معيّنة لقبول الطّلبات؛ فقد اخترت منحة تشيفنينغ لأنّها تختار أشخاصًا فاعلين مجتمعيًّا، ويعملون على تحسين المحيط وتقديم حلول للمشكلات في مجتمعهم؛ الأمر الذي أعدُّه نقطة قوّة لي؛ إذ إنَّني كنت متطوّعة في عدّة مبادرات مجتمعيّة،  وأتاح لي عملي للعمل في مشاريع إغاثيّة و تنمويّة عديدة، بينما كان هناك منح أخرى تعطي الأولوية للأشخاص المتفوقين أكاديميًّا في حين كان تقدير شهادتي الجامعيّة جيّد فقط. كانت تشيفنينغ المنحة الوحيدة الّتي قمت بالتقدّم لها، لأنّني عرفت عنها من أشخاص حصلوا عليها ولأنها تُعطي الفرصة للدّراسة في جامعات بريطانيا الّتي تحتلّ المراكز الأولى عالمياً لدراسات التّنمية"

وتضيف: "من مِيزات تشيفنينغ أنها تدفع مصاريف المنحة كافّة؛ أي قسط الجامعة وتكاليف السّفر والمعيشة، في حين أنَّ غالبيّة المنح أخرى تغطي تكاليف الدّراسة فحسب"

وأمَّا عن متطلبات التقديم إلى المنح الدراسية؛ فقد وجدَت براءة أن لكل منحة شروطها الخاصّة، ولكنّ الشّرط الّذي تشترك به  المنح جميعها هو مستوى اللّغة الإتكليزيّة، والّذي يمكنك من الدّراسة والتّواصل في بلد المنحة.

وعلى الصّعيد الشخصي؛ تعتقد أن أهم شرط هو وجود الشّغف لدى الشخص و إيمانه/ا بأنّ المنحة و الشّهادة ستضيف له/ا وتساعده/ا في الوصول إلى هدفه/ا و تحقيق مشروعه/ا.

وفيما يخص لغة التقديم والدراسة؛ فإن المستوى الجيّد للغة الإنكليزية مهم جدًّا للحصول على المنحة، ولكن أهميته لا تتوقف عند ذلك؛ بل يُعدُّ هذا الشّرط ضروريًّا لتتمكن/ي من التَّكيف مع البيئة الجديدة والاستمرار في الدراسة والتّواصل مع المحيط في البلد الجديد، وتمكّنك/ي من قراءة ما وصل إليه الغرب من العلم والنّظريات والدّراسات؛ الأمر الذي يوسّع الأفق ويساعد في اكتساب مهارات تحليليّة لا نمارسها في جامعاتنا، وتقول براءة :"بالنَّسبة إليّ؛ كنت محظوظة بأنّ اهتمامي باللّغة الإنكليزية كان منذ صغري؛ فلم أحتج الكثير من التّحضير، ولكن على نحوٍ عام؛ الالتزام بدراسة اللغة و التدرّب عليها شبه يوميًا أمرٌ ضروري لتطوير مستوى اللّغة وتجاوز الامتحان، فبرأيي؛ إتقان اللغة هو نتيجة لتراكم زمني؛ أيّ إن دراسة اللغة مدّة ساعتين يوميًّا على مدى شهرين أهم وأجدى من الدّراسة مدّة أربع وعشرين ساعة أسبوعًا كاملًا قبل الامتحان"

وعن النقطة الثانية المهمة؛ وجود الشغف والدافع الذي يترجَم عن طريق رسالة الدافع؛ فإن كلّ منحة تطلب أن تحوي رسالة الدافع  نقاطًا معيّنة، و لكن بالمجمل؛ من الضروري ذكر قصص نجاح في تغيير وضع معين لإثبات الجدارة ووجود روح المبادرة،ولا بد من ذكر الطّموح والمشروع الذي تحلم/ين بتحقيقه و توضيحه لإثبات سعة الأفق و التفكير الاستراتيجي،وإنَّ توضيح سبب اختيار الاختصاص والجامعة والبلد يعكس إدراك المتقدم/ة لفائدة التّخصص و المنحة؛

إذ إنّ تواجد الشغف والإيمان بضرورة إكمال التّحصيل العلميّ ووجود رؤية استراتيجيّة وانعكاس ذلك في رسالة الدّافع من أهم الأمور الّتي قد تزيد من فرص الطّلاب/ات في الحصول على المنحة؛ إذ يبحث مُموّلو المنح عن أشخاص ذوي هدف يسعون لأجله و يتخذون الخطوات المناسبة لتحقيق هذا الهدف، وليس أشخاص يرغبون بالسّفر فقط ويعتقدون أنّهم يستحقون المنح دون بذل أيّ جهد في السّنوات السّابقة أو في التّقديم إلى المنحة.

وعن عملية اختيار الجامعات؛ فقد بحثَت براءة عن ترتيب الجامعات في بريطانيا و بدأت البحث في أهم الجامعات عن الاختصاصات التي قد تلبي رغبتها وتكسبها منظور جديد؛ فاستخدمت مفردات التّخصص الّذي ترغب به لمعرفة الخيارات الّتي تقدّمها كل جامعة، وحين كانت تقرأ عن كلّ اختصاص كانت تسجل ما هي مميزاته والمواد الّتي يدرّسها لتتذكرها لاحقًا؛ إذ إنكم ستجدون عشرات البرامج المختلفة في كلّ مجال في جامعة واحدة والّتي قد تناسب اهتماماتكم، وليس في تخصّص واحد أو اثنين فحسب، ومن الأمور الّتي غفلت عنها هي معرفة الحالات والأمثلة التي يناقشها بحثها؛ فقد كان يخلو من ذكر أمثلة كان لها أولوية.

وقد تتضمّن بعض المنح في مرحلة الاختيار مقابلات شخصية للمتقدمين لذلك تنصحكم براءة بتذكرِ جميع قصص النجاح الّتي حققتموها والتّجارب والخبرات التي تعلمتوها والّتي تعكس جهودكم والتزامكم، والمهارات الشّخصية الّتي مكّنتكم من تحقيق هذا النّجاح و تطوير أنفسكم، ويجب ذكرُ الأهداف الاستراتيجية والمشروع الّذي تحلمون بتحقيقه والخطوات الّتي سوف تتخذونها لتحقيق هذا المشروع.

إنّ الحصول على المنحة وتجربة الدّراسة في الخارج هي فرصة مهمة جدًّا ولكنّها تحمل معها تحدّيات يصعب تخيّلها قبل الانتقال إلى بلد الدّراسة؛ هذه التّحديات لا تتعلّق بالدّراسة والمجال الأكاديمي فحسب؛ بل هي تحدّيات اجتماعيّة مثل تواجدك في مكان جديد لا تعرف/ين فيه أحد ولا أحد يعرفك، ما يعني أنَّ التّقدير الذي كنت تحصل/ين عليه في مجتمعك لن تجده/يه جاهزًا و حاضرًا في المجتمع الجديد، وعليك/ي بناؤه من الدّرجة صفر، ويلزمك للتّأقلم مع نمط حياة جديد الكثير من الطّاقة والمرونة والصّبر؛ لذا لا تتوقع/ي أنَّ حصولك على المنحة يعني الراحة والتّخلص من القيود والضّغوط؛ بل هو مسؤوليّة تتطلّب الكثير من الجهد لتستمتع  وتكون جديرًا بها؛ الحصول على المنحة هو بداية رحلة جديدة مختلفة كليًّا عن كل ما مرّ سابقاً معك.

قد يجد الكثير منكم نفسه مكان براءة في أثناء التقديم إلى منح مماثلة؛ فقد كان قبولها في المنحة بمثابة مكافأة على الجهد الّذي بذلته سابقًا في دراستها وعملها وخدمة مجتمعها، ولكنّها  شعرت بالتّردد قليلًا بسبب شغلها منصب عمل مهم ومساعدٍ على الوصول إلى هدفها، ووجودها في هذا المنصب في وقت القبول ولكنها أدركت أنّ المنحة فرصة لن تأتي دائمًا.

يمكنكم معرفة تفاصيل عن منحة تشيفنينغ على موقعنا : هنا