منوعات علمية > منوعات

كريستوفر كولومبوس.. ما بين الحقيقة والأسطورة!

مُكتشِفٌ شَغوفٌ برسمِ الخرائطِ والملاحةِ اجتازَ البحارَ بين آسيا وأمريكا؛ ليصبحَ أوَّل أوروبي يطأ أرضَ أمريكا ويترك لنا هذه الذكرى على مرّ الزمن.

وُلدَ كريستوفر كولومبوس في مدينة جنوى في إيطاليا عام 1451، وكان أبوه دومينيكو كولومبو Dominico Colombo يعملُ في تجارةِ نسجِ الصّوفِ، ممّا دفع ابنه لِتعلَّمِ الحرفة في الوقت نفسه الذي كانَ يدرسُ فيه الإبحار ورسم الخرائط.

وفي منتصف القرن الخامس عشر؛ كانت البرتغالُ تحاولُ إيجادَ طريقٍ أسرع إلى آسيا لتجارةِ البهارات والحرير والأحجار الكريمة، بسبب فرض الدول الإسلامية غرامات عالية على الأوربيين، ممّا جعل السفر إلى آسيا صعبًا ومُكلِفًا.

فالإشاعات بين البحَّّارة كانت تقول:"إنّ آسيا يمكن الوصول إليها عبر الإبحار غربًا، ممَّا دفع بكولمبوس إلى المجازفة والشروع بهذه الرحلة، ولكنه كان بحاجةٍ إلى المال والسفن، وبعد سبع سنين من محاولاته للحصول عليها؛ حقَّقَ الملك فرديناند King Ferdinand والملكة إيزابيل Queen Isabella ما يبتغيه من دعم".

أسفاره والأساطير عنها:

بدأت أسفار كولومبوس في آب/أغسطس عام 1492 مع 87 رجلًا وثلاث سفن: النينا the nina والبينتا the pinta وسانتا ماريا the santa maria، وهذه هي الرحلة الأولى من أربع رحلاتٍ سافر فيها، وأطلق على أول جزيرة رَسَا عليها اسم سان سلفادور San Salvador على الرغم من أنّ السكان الأصليين يُطلقون عليها غواناهاني Guanahani. وفي كانون الثاني من عام 1493؛ عاد كولومبوس إلى أوروبا، وحملت رحلته الثانية أسطولًا كبيرًا بهدف إنشاء مستعمرات وقهر السكان الأصليين، ولكنّهم هاجموا المستوطنين وأجبروهم على مغادرة مستعمرة فورت نافيداد Fort Navidad، وبمرور الوقت استعبد المستعمرون العديد من السكان الأصليين واستخدموا الذهب من أجل المستوطنين الأسبان في الكاريبي.

أمّا الرحلة الثالثة فكانت لاكتشاف مزيدٍ من الجزر والبَرّ الرئيس في أمريكا الوسطى والجنوبية، وقد عُيّنَ كولومبوس من حاكم جزيرة هيسبانيولا Hispaniola، لكنّ المستعمرين استاؤوا منه وناشدوا حكام إسبانيا الذين أرسلوا حاكمًا جديدًا يُدعى فرانسيسكو دي بوباديلا Francisco de Bobadilla فأَخَذَ كولومبوس أسيرًا إلى إسبانيا.

وأمّا رحلته الرابعة والأخيرة عام 1502 فكان هدف كولومبوس منها هو العثور على مضيق مَلقا؛ لمحاولةِ العثور على الهند، لكنَّ العواصف والحرمان من دخول جزيرة هيسبانيولا عرّضت سفينته لضررٍ كبير ممّا أدى إلى أن يبقى مع طاقمه في جامايكا سنتَين؛ لِتَصِلهم بعدها المساعدة من هيسبانيولا، ثمّ أُعيدَ كولومبوس ورجاله إلى إسبانيا عام 1504.

وفي العديد من الأكاذيب التي انتشرت في كولومبوس؛ من الجدير أن نذكر السلوك الذي كان يتميز به هذا المستكشف العظيم، وكيفَ أنّه كان القوة المُقيّدة الوحيدة على رجاله ومنعهم من نهب القرى التي تخلى عنها الهنود وسرقتها، وأَجبَرَ رجاله على إطلاق سراح العديد من الهنود، وأّكّد باستمرار أنّ الهدفَ من بعثاتِه هو توسيع مملكة المسيح وليس اقتناء الثروات، حتى أعداؤه اعترفوا بهذا لكنّه لم يفعل ما فيه الكفاية، وأصرّ كولمبوس على أنّ رجاله لا يؤذون الهنود وعليهم معاملتهم معاملةً جيّدة، وعندما حاول السكان الأصليين منحه هدايا أصرَّ على إعطائِهم شيئًا بالمقابل؛ إذ كان من غير العادل لديه أن يأخذوا شيئًا من غير مقابل، وحثَّ كولومبوس على الحصول على الذهب بالتجارة العادلة وليس عن طريق النهب.

لم يصل كولومبوس إلى آسيا ولكنَّ اكتشافه أمريكا أَلهَمَ الأوروبيين لاستكشاف بقيةِ القارة الأمريكية، واستطاعت رحلته فتحَ تبادلٍ واسع بين أوروبا والأمريكتين.

المصادر:

1. هنا

2. هنا