الهندسة والآليات > الاتصالات والشبكات

شركة "Qualcomm" تقترب خطوة من الجيل الخامس

لم يمضِ سوى سنةٍ على تقديم شركة “Qualcomm” مودمَها الدّاعم للجيل الخامس بهوائي موجةٍ بأبعادٍ من رتبة الميلي متر. وعلى ما يبدو فإنّ الزمن يمضي بسرعة. فها هي الشركة قد كشفت مؤخّرًا عن مودمها الجديد بهوائي موجةٍ بأبعادٍ ميليمترية. هذا المودم الذي أصبح الآن صغيرًا بما فيه الكفاية ليتّسع داخل جهاز محمول. ودعت شركة “Qualcomm” الشريحةَ الأولى من نوعها في العالم، إذ تعمل على المجالين التّردديَّين 5G NR millimeter wave ( أي الترددات فوق 24 GHz )، و Sub-6 GHz RF module  (أي التّرددات تحت 6 GHz التي كانت تعمل عليها شبكات الجيل الرابع ) لأجل الاستخدام في الهواتف المحمولة، والأجهزة النّقالة الأخرى. ⁽¹⁾

إنّ المصطلح 5G الذي يشير إلى الجيل الخامس (الخاصّ بتكنولوجيا الاتّصالات، والإنترنت، ومشاركة البيانات المتنقّلة) يُعدّ في كثير من الأحيان بمثابة كلمةٍ رنّانة مُستخدمة قبل الأوان لتُعلِن عن معيارٍ بعيد المنال على الأقل في الوقت الحالي. ولم يقتنع البعضُ بأنّ معظم شبكات الهواتف المحمولة لديها تغطية 4G كاملة حتّى الآن، ثمَّ إنّه يجب أن تكون المعدّات اللّازمة لتشغيل 5G موجودة  قبل البدء بإنشاء البنية الأساسية اللّازمة له.

وقدمتْ شركة “Qualcomm” المودم ورقاقةَ الهوائي التي تُلبّي المتطلّبات الأساسيّة من ناحية الحجم، وهي خطوةٌ واحدة أقرب في الاتّجاه العمليّ للوصول إلى 5G.

لقد كان هدف الاتّصالات السّلكية واللّاسلكية المتمثّل في استخدام تردّدات الموجة الميلي مترية (الأعلى من 24 GHz  ) يواجه دائمًا تحدّياتٍ هائلة كالتّخامد الكبير الذي تتعرّض له الإشارة، ولقد نشأت الحاجة للموجة الميلي مترية من الطّلب المتزايد باستمرار لنقْل مزيدٍ من البيانات عبر الشّبكة؛ أيْ معدّلات نقلٍ أعلى وإنترنت أسرع. ويهدف 5G إلى توسيع كميّة التّردّدات المستخدمة من الطّيف المخصّص لشبكات الهاتف المحمول؛ لهذا فنحن بحاجة إلى تطوير الأجهزة القادرة على نقل واستقبال أمواجٍ بأطوالِ موجةٍ من رتبة المليمتر.

ولكن يمكن أن تنشأ المشكلات الهندسيّة من حجم الموجة نفسه؛ إذ يمكن أن تمرَّ الإشارات المُستخدمة عادةً في الاتصالات السّلكية واللّاسلكية بسهولة بواسطة معظم الأشياء، ولكن تكون إشاراتُ الموجات الميلي متريّة صغيرةً جدًّا بحيث يمكن أن تتشتّتْ بسبب أيِّ شيءٍ تقريبًا بما في ذلك المباني والأشجار، أو التّلويح بيدٍ أمام الحزمة.

وقد صنعت الشركة للتّغلب على هذا نموذجَ هوائي موجةٍ ميلي مترية متوافق مع مودم             “Snapdragon X50 5G modem”، وهو جزءٌ من نظام شامل تبعًا للشركة يدعم تقنية Qualcomm بتشكيل الحزمة المتقدّم، وتوجيه الحزمة، وتقنيات تتّبع الحزمة (التي تُستخدم لتوجيه حزمة الإشعاع باتجاه المستخدم، وتحريك الحزمة مع حركته ممّا يُقلّل من التّخامد بنسبة كبيرة بحيث يمكن استخدام التّردّدات العالية)، ممَّا يُحسّن من نطاق إشاراتِ الموجات الميلي مترية وموثوقيّتها تحسينًا كبيرًا.

ولكن؛ حتّى باستخدام تلك التقنيات؛ سوف تتشتّت بعض الإشارات، ومن أجل استخدام إشارات الموجات الميلي مترية المتشتّتة بسهولة؛ تعتزم شبكات 5G إنشاءَ شبكةٍ مترابطة تسمح لأيِّ شعاع متشتِّتٍ بإعادة الاتّصال على الفور مع جهاز استقبال آخر.

لن تكون المعداتُ الفيزيائية نفسُها كافيةً لجعل حلم 5G حقيقةً بالطبع؛ إذْ يتطلّب الأمرُ بناءَ بنيةٍ تحتية تسمح  بأن يُعاد توجيه إشارات الموجات الميلي مترية باستمرار من قبل العديد من أبراج الإشارة وأجهزة المودم.

وإنّه من غير المحتمل أن نرى أجهزة 5G في أيِّ مكانٍ خارج المُدن الكبيرة في أيّ وقتٍ قريب، حتّى"قريبًا" ربّما حتّى أوائل عام 2020، على الرّغم من الوعود السابقة بأن الجيل الخامس سيكون مُتاحًا بحلول نهاية عام 2018، لكن شريحة “Qualcomm” تقرّبنا أكثر على الأقل.

المصادر: 

1- هنا 

2- هنا