التعليم واللغات > اللغويات

انتعاش اللغة الفرنسية في رواندا

اعتمدت رواندا اللغةَ الإنكليزيةَ لغةً للتدريس بدلًا من الفرنسية منذ عقد مضى، ولكنها الآن تمر بمرحلة إحيائها مجددًا، فقد كانت اللغةُ الفرنسية اللغةَ الأوروبية الأكثر تداولًا في المستعمرة البلجيكية حتى عام ١٩٩٤، حين تراجعت معطية المكانةَ للغة الإنكليزية عقب الإبادة الجماعية في رواندا عندما تولت السيطرةَ حينها الطائفةُ التوتسية (الناطقة بالإنكليزية)، وكان نفورُ الروانديين من اللغة الفرنسية عاملًا آخر، إذ كان الاتهام موجهًا لفرنسا بتواطئها في الإبادة الجماعية التي أودت بحياة ٨٠٠ ألف شخص على الأقل.

عدَّ الرئيسُ (بول كاغاميه) في عام ٢٠٠٣ (وهو من الطائفة التوتسية) اللغةَ الإنكليزية لغةً رسمية إلى جانب لغة البلد الأم، اللغة الكينيارواندية، والفرنسية، وبعد مرور خمس سنوات أمر باعتمادها بدلًا من الفرنسية لغةً للتدريس، وبدأت الحكومة بإجراء أعمالها الرسمية باللغة الإنكليزية على الرغم من أن القوانين ما تزال تُعلّن باللغات الرسمية الثلاث بالإضافة إلى اللغة الرسمية الرابعة، اللغة السواحيلية التي أضيفت العام الماضي، وقد قلَّ التركيزُ على اللغة الفرنسية والاهتمامُ بها بعد انضمام رواندا إلى مجموعة دول شرق إفريقيا وإلى نادي دول الكومنولث للمستعمرة البريطانية السابقة.

يتكلم معظم سكان رواندا على نحوٍ رئيس أو حصريًا لغة الكينيارواندا، ولكن في عام ٢٠١٥ قدَّرت المنظمةُ العالمية للفرانكفونية أن ٧٠٠ ألف شخص من الروانديين (أي ٦ بالمئة من عدد السكان) يتكلمون اللغة الفرنسية على نطاق أوسع من الإنكليزية، ويعدُّ استخدامُ اللغة الفرنسية في القنوات التلفزيونية والأخبار أمرًا شائعًا، واعتُمدت الفرنسيةُ في مناهج المدارس الابتدائية ولكن بصفتها لغةً أجنبية، ويحتاجُ القبولُ في المدرسة الفرنسية المكثفة في العاصمة (كيغالي)، والتي أُعيد افتتاحُها عام ٢٠١٠ بعد أربع سنوات من إغلاقها، إلى الانتظار على قائمة طويلة.

تعدُّ ثنائية اللغة منهجًا عمليًا بسيطًا لدولة صغيرة تبحث عن التطور وتوسيع العلاقات والروابط، وتقول وزيرة الخارجية الرواندية (لويز موشيكيوابو): "وجود اللغةِ الإنكليزية في المجالات كافة أمرٌ حتمي ربما، ولكنه لا يُلغي القدرة على إبراز فائدة اللغة الفرنسية وإمكانياتها".

المصدر: 

هنا