الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

غوغل وبرنامج الأمم المتّحدة البيئيّ والهدف حماية الأرض

أعلن كل من عملاق البحث الإلكتروني غوغل Google وبرنامج الأمم المتّحدة البيئيّ UNEP في السادس عشر من شهر تمّوز/ يوليو الماضي اتّفاقهما العالميّ في سبيل حماية كوكب الأرض وذلك عن طريق دمج العلوم البيئيّة والبيانات الضخمة وفتح إمكانيّة الوصول للجميع للتعرّف إلى تأثير البشر على الأنظمة البيئيّة العالمية.

ستعتمد المنصّة الناتجة عن هذا الاتّفاق على تقنيّات الحوسبة السحابيّة لغوغل وفهارس مراقبة الأرض، وستفتح المجال أمام الحكومات والمنظّمات العالميّة غير الحكوميّة وحتّى الأفراد للوصول إلى البيانات البيئيّة كاملةً وبناء خطط تنمويّة انطلاقاً من هذه البيانات.

تأتي أهمّيّة هذا الاتّفاق بالدرجة الأولى من ناحية عرض وتحليل جميع البيانات البيئيّة اللّازمة لاتّخاذ أفعالٍ بيئيّة حقيقيّة؛ فعادةً ما تواجه معظم الدول مشكلة نقص البيانات الضروريّة عند إعداد الخطط البيئيّة الوطنيّة الخاصّة بها، لذلك وبفضل هذا الاتّفاق ستكون تلك الدول قادرة على توجيه خططها بأسلوب فعّالٍ وآمن.

بدوره صرّح إيريك سولهايم Erik Solheim -مديرُ البرنامج البيئيّ- عن هذا الاتّفاق بقوله: "سنكون قادرين على حلّ أكبر التحدّيات البيئيّة في عصرنا إذا حصلنا على البيانات الصحيحة" وأضاف: "نحن متشوّقون في برنامجِ الأمم المتّحدة البيئيّ للتعاون مع شركة غوغل للتأكّد من امتلاكِنا أحدثَ الأدواتِ اللّازمة لتتبّع التقدّم وتحديد أولويّات العمل للبرنامِج والاقتراب قليلاً من إنشاء عالمٍ مستدام".

بينما أبدَت ريبيكا مور Rebecca Moore مديرة قسم Earth Engine & Earth Outreach في برنامج غوغل إيرث Google Earth سرور البرنامِج لإتاحة الفرصة أمامَ جميعِ الدول لاستخدام أحدث التقنيّات والمعلومات المتوفّرة لاتخاذِ تدابير حقيقيّة في مجال العمل المناخيّ والتنمية المستدامة.

من المرجّح أن يؤدّي هذا الاتّفاق على المدى الطويل إلى إنشاء منصّةِ بياناتٍ وتحليلٍ مفتوحة المصدر لاستخدامها في العمل على أهداف الأمم المتّحدة للتنمية المستدامة SDGs؛ سيركّز الاتفاق مبدئيّاً على العمل في مجال أنظمة المياه العذبة متضمّنةً الجبال والغابات والمناطق الرطبة إضافة إلى المياه الجوفيّة والبحيرات.

وعلى الرغم من أنّ المناطق الجغرافيّة السابقة الذِّكر تحتوي على 0.01% فقط من كمّيّة المياه على سطح الأرض لكنّها توفّر مسكناً لـ 10% من أنواعِ الكائناتِ الحيّة.

سيوفّر محرّك البحثِ غوغل من جهته خرائط جغرافيّة مكانيّة دوريّة للأنظمة البيئيّة المائيّة معتمداً على تقنيّات حوسبةٍ سحابيّة هائلة، وستترافق هذه الخرائط بصورٍ من الأقمار الصناعيّة واحصائياتٍ لتقييم التغيّرات التي تطرأ على الأنظمة المائيّة، والأهم أنّ هذه الموارد ستتوفّر بأسلوب مفتوح المصدر لجميعِ الدول ليتمكّنوا من تتبّع التغيّرت الجغرافيّة وإيقاف خسارةِ الأنظمة المائيّة.

كما سيشمل الاتّفاق خططَ دعمٍ ومناصرة وحملات بناء قدرات وشراكاتٍ جديدة مع منظمات عالميّة مثل مركز البحث العلميّ المشترك التابع للمفوضية الأوروبيّة JRC ووكالة الفضاء الأوروبيّة ESA والإدارة الوطنية للملاحة الجوّيّة والفضاء (ناسا) NASA.

قد تمهّد هذه الاتّفاقيّة واتّفاقيّات مماثلة الطريق أمام مستقبل بيئيّ مستدام، فهل سنكون على موعد مع كوكبنا الأخضر في أبهى حلّة له قريباً؟!

المصدر:

هنا