صناعة الباحثين > صناعة الباحثين

تجربة عبدالله حمزة في الحصول على منحة سعيد للتنمية

تفخر منظمة "الباحثون السوريون" بالشباب السوريين المتميّزين والموهوبين، ولأننا نعمل دائمًا على دعم القدرات السورية الشابة؛ نقدّم لكم تجربة المهندس عبدالله حمزة في الحصول على منحة مؤسسة سعيد للتنمية Said Foundation لدراسة الماجستير باختصاص أنظمة التحكم ومعالجة الاشارة (MSc Control Systems and Signal Processing) في جامعة ساوثهامبتون University of Southampton في بريطانيا لعام 2016 - 2017.

يحمل عبدالله إجازةً في هندسة التحكم الآلي والأتمتة من جامعة حلب منذ عام 2013 وحاز من خلال منحة مؤسسة سعيد  درجةَ الماجستير باختصاص أنظمة التحكم ومعالجة الإشارة في نهاية العام الدراسي 2016\2017 بدرجة امتياز.

يقول عبدالله: اخترت منحة مؤسسة سعيد كونها من أهم المنح الدراسية المتاحة للطلاب السوريين، وتتميز بتغطيتها احتياجات الطلاب كافّة خلال فترة الدراسة بالإضافة إلى كونها تتعامل مع أرقى الجامعات في المملكة المتحدة، وكون أن الدراسة باللغة الانكليزية؛ فهذا سيقلل مدة الدراسة لعدم الحاجة لسنة تحضيرية لتعلم لغة جديدة، على العكس من بعض المنح الأخرى.

تقدّمتُ لبعض المنح الأخرى مثل منحة DAAD الألمانية ومنحة تشيفنينغ ومنحة جسور للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية.

يصف لنا عبدالله الفائدة التي حصل عليها خلال الدراسة في بريطانيا فيقول:

قد تختلف الميزات من جامعة لأخرى، ولكنّها تشترك جميعًا باهتمام الجامعات بالبنى التحتيّة وتوفير بيئة مناسبة للطلاب للإبداع واستثمار إمكانياتهم للحد الأقصى؛ إذ توفّر مكتبات بقاعدة بيانات ضخمة والوصولَ إلى آلاف المراجع، وخدمات ممتازة من ناحية الإنترنت والحواسيب، وتهتم الجامعات بحماية حقوق الملكية الفكرية لطلابها؛ إذ  لا يمكن نسخ أو اقتباس أي عمل لشخص آخر فوق نسبة معينة، وتخضع جميع الأبحاث والمشاريع لتحديد نسب التطابق، وبالمقابل؛ يحصل الطالب على الحقوق الفكريّة الكاملة لأيّة إضافة علمية جديدة يسجّلها.

توجّه الجامعات هو علميّ وتطبيقي غالبًا،  وتوفّر معداتٍ وتجهيزات حديثة جدًَّا، وتقيم معظم الجامعات سنويَّا معارضَ التوظيف Career Fair؛ تجمع هذه المعارض العديد من الشركات الكبرى في شتّى المجالات وتتيح للطلاب فرصة التعرف إلى الشركات ومتطلبات التقديم لها.

فيما يخص متطلّبات اللغة فإنّ الإنجليزية؛ هي لغة الدراسة والعمل في بريطانيا وإليكم تجربة عبدالله معها:

تطلب الجامعات مستوى لغوي معين بحسب الاختصاص، وهذا المستوى ضروري لنجاح الطالب في دراسته في الخارج. فمن وجهة نظر الجهة المقدمة للمنحة؛ شهادة اللغة هي دليل على هذه المهارة اللغوية وكون أن المدة الدراسية للماجستير هي سنة واحدة؛ فالمدة ستكون مضغوطة لتشمل فصلين دراسيين بالإضافة إلى الأطروحة؛ أي لا يوجد وقت كافي لتعويض النقص الهائل في اللغة.

إن وجود شهادة اللغة في مرحلة تقديم الطلبات والمقابلة غير ضروري، ولكن يجب تقديم هذه الشهادة قبل الموعد النهائي في شهر تموز في حال القبول بالمنحة.

ينصح عبدالله زملاءه غير الخريجين ببدء تعلّم اللغة الإنكليزية؛ لأنّ التعلّم التراكمي أفضل من التعلّم السريع، وأمّا الخريجين؛ فيجب عليهم التفرّغ على نحوٍ كامل لها قبل وأثناء التقدم للمنحة.

أمّا عن رسالة الدافع فهي تشمل في معظم المنح -ومنها منحة سعيد- مجموعةَ أسئلة يجيب عليها المتقدّم؛ تدور هذه الأسئلة عن سؤال واحد هو الأهم؛ لماذا علينا اختيارك أنت؟ (Why You)، وهنا يجب أن يبرز الطالب من خلال رسالته جميع خبراته وتجاربه الأكاديمية والعمليّة المهمة وربطها بالاختصاص الذي يود دراسته، وما يمكن فعله بعد التخرّج؛ يمكن أن تظهر بعض الأسئلة متشابهةً ويجب الانتباه هنا إلى وجوب تفرّد إجابة كل سؤال.

يفضّل ذكر تأثير الظروف الصعبة التي مر بها المتقدّم (إن كانت موجودةً) وكيف غيّرت هذه الظروف من تفكيره وأدائه على نحوٍ إيجابيّ طبعًا.

اختار عبدالله جامعة ساوثهامبتون لأنّ ترتيبها كان 35 على العالم والأول في إنكلترا في مجال الهندسة الكهربائية عام 2016 والاختصاص الذي اختاره كان مرتبطًا بمجاله الدراسي في المرحلة الجامعية.

إن منحة مؤسسة سعيد هي من أهم المنح المُقدّمة للطلبة السوريين للدراسة في المملكة المتّحدة، هي منحة كاملة تغطي الأقساط الجامعية بالإضافة إلى راتب للمعيشة وبالتالي فلا ينشغل الطالب بأمور النفقة المعيشية ويصب اهتمامه الكامل على الدراسة والتفوق، بالاضافة الى أن دراسة الماجستير في إنكلترا تتميز عن باقي الدول بأنها سنة واحدة فقط وليست سنتين وبالتالي يستغل الطالب الخريج السنة الإضافية في صقل خبراته والتدريب في الشركات التي يريد العمل بها.

تبحث اللجنة المسؤولة عن الاختيار -حسب رأي عبدالله- عن الأشخاص الذين حوّلوا ظروفهم الصعبة إلى قوة دفع وتحفيز لإنجاز المزيد،ويفضَّل عدم المبالغة في الإجابة عن الأسئلة، ولرفع احتمالية القبول؛ يجب التّركيز على ثلاثة جوانب رئيسة:

- المعدل الأكاديمي: إذ يجب أن يكون جيدًا على الأقل (فوق 70%) والأفضل وجود ترتيب للمتقّدم ضمن الأوائل على برنامجه.

- المهارة اللغوية (شهادة اللغة): وهي شرط أساسيّ للحصول على معظم المنح وتختلف الشهادة المطلوبة باختلاف البلد والمنحة.

- الأعمال الإضافية التي تكون خارج المنهاج الدراسي(Extracurricular activities): وتشمل جميع النشاطات والتجارب خارج الجامعة من تطوّع أو مشاركات في مناسبات أو مبادرات وغيرها وهي متاحة في أي وقت خلال التخرج أو بعده.

هذه العوامل الثلاثة هي التي تحدد ترتيب الطالب بالمنحة؛ فيجب أن يكون الهدف الارتقاء بها جميعها والعمل على تحسينها، ولكن في حال أحس الطالب بضعف في إحدى هذه العوامل؛ فيمكنه العمل على تقوية العوامل الأخرى بغية ترميم هذا النقص، فمثلًا إذا كان المعدل الدراسي متدني بعد التخرج فيمكن للطالب تقوية لغته والقيام بالكثير من الأعمال التطوعية.

فيما يخص ترتيبات المقابلة؛ فتكون -في حالة منحة مؤسسة سعيد- عن طريق Skype من قبل ثلاثة أشخاص وباللغة الإنكليزية، أي يجب على الطالب تحقيق أمرين أساسيين قبل المقابلة:

أولاً: الإلمام بالأمور التي كتبها في رسالة الدوافع والـCV  جميعها، وعن أسباب اختياره للمنحة والجامعة؛ السبيل إلى تخطي هذه المرحلة هو القيام بمقابلات تجريبية أو ما يسمى (Dummy interviews) مع شخص يمتلك لغة جيدة ومحاولة الإجابة عن الأسئلة بأسلوب مختلف.

ثانياً - تقوية المحادثة باللغة الانكليزية

على الطالب أن يَعلم أن الارتباك في أثناء المقابلة أمر طبيعي بسبب الضغط الكبير الذي يتعرض له؛ لذلك يكون الأشخاص الذين يقابلونك  مبتسمين دائمًا وأسئلتهم واضحة وسهلة بغية التقليل من هذا التوتر، وفي حال عدم فهم السؤال؛ يفضل دائمًا طلب إعادة مرة أخرى بدلًا من الإجابة عن سؤال مختلف.

كانت فرحة عبدالله بالقبول كبيرة جدًّا واكتملت عندما حاز العلامة المطلوبة في امتحان الايلتس IELTS؛ إذ كان يحمل شهادة التوفل الورقي PBT ولم تكن هذه الشهادة كافية.

نهايةً؛ يقول لنا عبدالله:" إن ما ذكرته عن ميزات الجامعات في بريطانيا لا يُعدّ انتقاصاً لجامعاتنا المحلية أبدًا  فهي ما تزال مستمرة في العطاء رغم الظروف، بالإضافة إلى أنها مجانية مقارنة بالمبالغ الهائلة التي يدفعها الطلاب في بريطانيا، ومن خلال تجربتي الشخصية؛ وجدت أنه على الرغم من الفارق الكبير بين جامعاتنا وجامعات إنكلترا من ناحية التنفيذ العملي والتجهيزات المخبرية؛ ولكنّ هذه الفوارق كانت صغيرة جدًّا من ناحية التأسيس النظري، ولم أشعر بأن لدي أي نقص يجب تعويضه في الأساس النظري، وهذا كله يتناسب طردًا -بالدرجة الأولى- مع مدى اهتمام الطالب بمواده التأسيسية  في أثناء سنواته الدراسية.

فريق صناعة الباحثين ومنظمة "الباحثون السوريون" يتمنّون للصديق عبدالله حمزة دوام التميّز والنجاح ولجميع الزملاء والأصدقاء المقبلين على المنح التوفيق الدائم.

يمكنكم معرفة تفاصيل عن منحة مؤسسة سعيد على موقعنا عبر الرّابطهنا