الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين

عشرُ فوائدَ للتمارين الرياضية المنتظمة

التمارينُ الرياضية هي الحركات التي تجعل عضلات الجسم تتحرك وتتطلَّب حرقَ سعراتٍ حرارية، وهناك العديد من الأنشطة البدنية التي تُدرَج تحت قائمة التمارين الرياضية؛ كالسباحة والركض والهرولة والمشي والرقص على سبيل المثال لا الحصر.

وقد أثبتت العديد من الدراسات الفوائدَ الصحية للنشاط البدني من الناحية الجسدية والعقلية، وإطالة العمر بصحةٍ أفضل، وإليكم هنا أهم 10 فوائد للتمارين المنتظمة:

تُشعِرك بالسعادة

تبيّن أنَّ التمرين يُحسِّن المزاج ويقلل الشعور بالاكتئاب والتوتر والقلق، إذ تُحدِثُ الرياضة المنتظمة تغيّراتٍ في أجزاء الدماغ التي ترتبط بالإجهاد والقلق، ويمكن أن تزيد من حساسية الدماغ لهرمون السيراتونين والنورأدرينالين؛ والتي بدورها تخفف من الشعور بالاكتئاب.

إضافةً إلى ذلك، تزيد الرياضة من إنتاج الإندورفينات؛ التي تساعد في تعزيز المشاعر الإيجابية وتخفيف الشعور بالألم، وتقليل أعراض القلق. وتسهم كذلك في زيادة الإدراك العقلي وتبديدِ المخاوف.

ومن المثير للاهتمام أنّ الالتزام بالتمرين يُعد أهم من كثافته لتحسين المزاج، فقد أظهرت دراسةٌ أُجريت على 24 امرأةٍ مصابةٍ بالاكتئاب أنَّ ممارسة التمرين بأية شدةٍ كانت قد خففت من الشعور بالاكتئاب، ثمَّ إنَّ تأثير التمرين على المزاج قويٌ لدرجة أنَّ قرار ممارسة الرياضة أو عدمه يُحدث فرقًا ضمن فتراتٍ قصيرةٍ، ففي إحدى الدراسات؛ سُئل 26 رجلًا وامرأة بصحةٍ جيدةٍ يمارسون تمرينًا منتظمًا وآخرين يتوقفون عن الممارسة مدة أسبوعين، فكان جواب من يتوقف: زيادة اضطراب المزاج.

قد تساعد في إنقاص الوزن

أظهرت بعض الدراسات أن انعدام النشاط البدني هو سببٌ رئيسيٌّ في زيادة الوزن والسمنة، ومن الضروري أولًا فهم العلاقة بين التمرين وصرفِ الطاقة لاستيعاب تأثير التمرين على خسارة الوزن، فالجسم يصرف الطاقة عبر ٣ وسائل؛ هضم الطعام، والتمرين الرياضي، والوظائف الحيوية للحفاظ على الجسم كالتنفس ونبض القلب، ففي أثناء اتباع حميةٍ غذائية لإنقاص الوزن عبر تقليل المدخول من السعرات الحرارية؛ فإنَّ معدل الاستقلاب سينخفض في الجسم مما يؤدي إلى تأخر خسارة الوزن، وعلى العكس من ذلك؛ عند ممارسة تمارين منتظمة فإنَّ معدَّل الاستقلاب سيرتفع ويؤدي بذلك إلى حرق مزيدٍ من السعرات الحرارية.

وإضافةً إلى ما سبق ذكره؛ فقد أظهرت الدراسات أنَّ الجمع بين التمارين الهوائية وتمارين المقاومة (القوة) يزيد من خسارة الدهون والحفاظ على الكتلة العضلية، الأمرُ الضروري للحفاظ على الوزن.

جيدةٌ للعضلات والعظام

إذ أنَّها تؤدِّي دورًا حيويًا في الحفاظ عليهما، فالنشاط البدني مثل رفع الأثقال يمكن أن يحفِّز بناء العضلات إذا اقترن بمدخول كافٍ من البروتين، وتسهم التمارين في تحرير الهرمونات التي تعزز قابلية العضلات لامتصاص الأحماض الأمينية التي تساعد على نموها والحد من فقدانها، لأنه ومع تقدّم العمر تبدأ الكتلة العضلية بالانخفاض مسببة بذلك سهولةَ التعرض للإصابات والعجز، ومن هنا تأتي أهمية المواظبة على ممارسة التمارين للحفاظ على قوة العضلات وتقليل المفقود منها.

كذلك فإن لها دورًا فعالًا في بناء الكثافة العظمية منذ الصغر، إضافةً إلى مساعدتها في الوقاية من هشاشة العظام لاحقًا، وقد تبيَّن أنَّ التمارين العاليةَ التأثير -كالجمباز والركض- والتمارين غيرِ المتجانسةِ التأثير -كلعبة كرة القدم أو كرة السلَّة- تعزز من كثافة العظام أكثر من تلك المنعدمة التأثير؛ مثل السباحة وركوب الدراجة.

يمكن أن تزيد مستويات الطاقة لديك

تعزز التمارين الرياضية من الطاقة عند الأشخاص الأصحاء، وكذلك الذين يعانون من حالاتٍ صحيةٍ مختلفةٍ، فقد وجدت إحدى الدراسات على عينةٍ من 36 شخص يعانون إجهادًا مستمرًّا أنَّ ممارسة الرياضة بانتظامٍ مدة 6 أسابيع خفّضت من هذه الآلام، وفضلًا عن ذلك؛ فإنَّها تزيد معدل الطاقة لمن يعاني متلازمة التعب المستمر Chronic Fatigue Syndrome – CFS  والأمراض الأخرى.

وفي الحقيقة؛ يبدو أن ممارسة التمارين أكثرُ فعاليةً في محاربة هذه المتلازمة من العلاجات الأخرى؛ متضمّنةً جلساتِ الاسترخاء والتمدد أو انعدامها، إضافةً إلى ما أظهرته من زيادة مستويات الطاقة لمن يعاني الأمراضَ الخطيرة؛ كالسرطان، وفيروس نقص المناعة البشرية-الإيدز، ومرض تصلب الأنسجة المتعدد.

تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

يعدُّ انعدام النشاط البدني المنتظم سببًا رئيسيًا في حدوث الأمراض المزمنة، في حين يسبب الالتزام بها تحسُّنًا في حساسية الأنسولين، وزيادة كفاءة الأوعية الدموية القلبية وتكوين الجسم، مع انخفاض ضغط الدم ومستويات الدهون أيضًا.

أمَّا انعدامه على المدى القصير فيسبب زيادةً واضحةً في دهون البطن، ومن ثم زيادةَ خطر الإصابة بأمراض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والوفاة المبكرة. لذا يُنصح بممارسة التمارين اليومية لتقليل دهون البطن والحد من تطور تلك الأمراض.

تساعد في تحسين صحة الجلد

تتأثر البشرة سلبًا بضغط الإجهاد التأكسدي داخل الجسم، الذي يحدث عندما لا تستطيع مضادات الأكسدة التصدي لإصلاح التلف الناجم عن الجذور الحرة في الخلايا، وهذا يضرُّ ببنيتها الداخلية مما يؤدي إلى تدهور البشرة، وعلى الرغم من ذلك؛ فإنَّ النشاط البدني الكثيف والمجهِد يسهم في الضرر التأكسدي، أمَّا التمرين المعتدل فإنَّه يزيد من إنتاج مضادات الأكسدة الطبيعية في الجسم والتي تسهم في حماية الخلايا، وفي الوقت ذاته يحفِّز تدفق الدم وتكيُّف الخلايا، ومن ثَمَّ تأخير ظهور الشيخوخة.

تحسِّن من صحة الدماغ والذاكرة

تحسِّن التمارين من وظائف الدماغ وتحمي الذاكرة ومهارات التفكير، فهي تزيد معدَّل ضربات القلب التي تعزز بدورها تدفقَ الدم والأكسجين إلى الدماغ، وتحفّز إنتاج الهرمونات التي تزيد من نموِّ خلايا الدماغ، وتقي من الأمراض المزمنة التي تؤثِّر على وظائف الدماغ.

ويعدُّ النشاط البدني المنتظم أمرًا مهمًّا للأشخاص عامةً ولكبار السنِّ خاصَّةً؛ إذ ترتبط الشيخوخة بالإجهاد التأكسدي والالتهابات فتعزِّزُ التغيراتِ في بنية الدماغ ووظائفه.

وقد تَبيَّن أن التمارين تزيد نمو الحصين وحجمه –وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة والتعلم في الدماغ- مما يحسن الوظائف العقلية لدى كبار السن، وأخيرًا؛ فإنَّها تقلل من تغيرات الدماغ التي تسبب مرض ألزهايمر وفصام الشخصية.

تساعد على الاسترخاء والنوم الهانئ

يحفِّز صرفُ الطَّاقة الذي يحدث في أثناء التمرين عمليات الاستشفاء في أثناء النوم، وقد تكون الزيادة في درجة حرارة الجسم عندها سببًا في تحسُّن النوم عن طريق تخفيضها في أثناء النوم.

وقد توصَّلت العديد من الدراسات إلى نتائج مماثلة عن هذا التأثير، إذ وجدَت إحداها أن 150 دقيقة من النشاط المعتدل إلى الشديد في الأسبوع يحسِّن من النوم بمعدَّل يصل إلى نحو 65%، وأظهرت أخرى أن 16 أسبوعًا من ممارسة النشاط البدني ساعدت في تحسين نوم 17 شخصًا يعاني من الأرق وأكثر عمقًا من أفراد مجموعة الشاهد، وساعدت على الشعور بنشاطٍ أكثر في أثناء النهار أيضًا، وفضلًا عن ذلك؛ التحسُّن الملحوظ لدى كبار السنِّ الذين يعانون اضطرابات النوم.

ما عليك سوى أن تكون مرنًا في اختيار التمارين، إذ تبين أنَّ كلًا من التمارين الهوائية وتمارين المقاومة يحسن النوم بالجودة نفسها.

تخفف الشعور بالألم

تسبب الآلام المزمنة الوهن والضعف، ولكنَّ التمارين الرياضية قد تسهم في تخفيف هذا الشعور، وفي الحقيقة؛ فقد كانت التوصيات في السنوات العديدة الماضية لعلاج الأمراض المزمنة هي الراحة وعدم الحركة، ولكن تظهرُ الدراسات الحديثة أهميةَ الرياضة في تخفيف الألم.

وتعرِض عدَّة دراساتٍ إسهامَ التمارين لدى الأشخاص الذين يعانون آلامًا مزمنةً في تخفيف الشعور بالألم، والسيطرة على الآلام المرتبطة بمختلف الحالات الصحية؛ مثل؛ آلامِ أسفلِ الظهر المزمنة، والألم العضلي الليفي المُتفشّي -وهي حالةٌ مرضيةٌ يحدث فيها انتشار الألم المزمن في أماكن متعددةٍ من الجسم- واضطراب أنسجة الكتف ..الخ، إضافةً إلى زيادة تحمل الألم.

تحسِّن الصحة الجنسية

أثبتت الدراسات أنَّ التمارين المنتظمة تعزز النشاط الجنسي، إذ تقوي جهاز القلب والأوعيةَ الدموية، وتحسن الدورة الدموية، وقوةَ العضلات والمرونة التي تعمل ككل لتحسين الصحة والحياة الجنسية، وزيادة وتيرتها.

وقد لاحظت مجموعةٌ من النساء في الأربعينيات من العمر تكرار النشوة الجنسية عند ممارسة التمارين الشديدة مثل العدو السريع، ومعسكرات التدريب ورفع الأثقال، وسجّلت مجموعةٌ أخرى من الرجال تبلغ حوالي 178 فردًا ممن ينعمون بصحةٍ جيدةٍ تحسنًا في الوظائف الجنسية بعد ممارسة الرياضة.

وقد وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على 41 رجلًا أنَّ إدخال عادةٍ يوميةٍ كالمشي مدة 6 دقائق حول المنزل قد أدَّت إلى تقليل أعراض ضعف الانتصاب بنسبة 71%، كما بينت دراسةٌ أُجريت على 78 رجلًا أنَّ 60 دقيقةً من المشي اليومي (بمتوسط 3 أيام ونصف في الأسبوع) تحسِّن من السلوك الجنسي والتواتر والأداء المناسب والرضا. وأكثر من ذلك، فقد أظهرت الدراسات أنَّ النساء اللاتي يعانين من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات -والتي قد تقلل من الرغبة الجنسية- قد ازدادت الطاقة الجنسية لديهن بعد أداء تمارين المقاومة مدة 16 أسبوعًا.

الخلاصة:

تعطي التمارين الرياضية فوائد لا تصدَّق؛ إذ يمكنها أن تحسِّن كل الجوانب الصحية من الداخل إلى الخارج، ويمكن أن تزيد إنتاج الهرمونات التي تجعلك تشعر بالسعادة والنوم الهانئ، وتحسِّن مظهر بشرتك، وتعينك في إنقاص الوزن، وتقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتحسن حياتك الجنسية. فإذا كنت تمارس رياضةً معينة أو تلتزم بالتوجيهات الإرشادية؛ أي 150 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني؛ فإنك ستحسِّن حتمًا من صحتك بكثيرٍ من السبل.

المصدر:

هنا