التعليم واللغات > اللغويات

اللغة العربية تصبح اللغة الثانية في السويد

كانت اللغة الفنلندية تُعد أكبر لغةِ أقلية في السويد لأكثر من 800 عام، ولكن بفضل تدفق طالبي اللجوء تدفقًا كبيرًا من الدول التي تتحدث العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حلَّت اللغةُ العربية محل الفنلندية حسب قول الباحث في جامعة ستوكهولم (ميكائيل باركفال) في مقال رأي نُشر في صحيفة (سفينسكا داجبلاديت) السويدية.

العددُ التقديري للمتحدثين باللغة العربية في الدولة الاسكندنافية، والتي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، هو أكثر من 200 ألف، ووفقاً لهذا الحساب، تضاعف عددُ المتحدثين بالعربية في خلال العقد الماضي، في حين يتناقص عدد السكان الفنلنديين المتقدمين في السن.

وذكر (باركفال) عدمَ وجود إحصائيات رسمية بهذا الشأن، وهو ما يجده غريبًا نظرًا لأن السويد تفخر بتقاليدها الإحصائية. وقد اقترحت الأمم المتحدة ومجلس أورُبّا على السلطات السويدية أن تبدي اهتمامًا بهذا الأمر، ولكن يبدو أن مقترحاتِهم لم تلق أذنًا صاغية، كما أشار (باركفال) إلى أن السويد لا تتورع عن الاحتفاظ بسجلات بشأن أشياء قد تكون حساسة مثل التعاطف السياسي أو الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي أو استهلاك القنب.

وكتب (باركفال): "السبب هو حساسية المسألة، فرسْمُ خريطة الانتماء اللغوي يشابِه تحديدَ الانتماء العرقي، كما أن رسمَ الخريطة العرقية يُعدُّ بمنزلة التخطيط لعمليات الإبادة الجماعية، ولذلك تفخر الدولة السويدية بجهلها بالقضية بداعي النزاهة الشخصية"، كما أشار (باركفال) إلى فنلندا وسويسرا وكندا بصفتها دولًا متعددةَ اللغات قادرةً تمامًا على الحفاظ على تقاليدها الديمقراطية وفي الوقت نفسه تحافظ على المسار الصحيح في استخدام لغتها.

وفي السنوات الأخيرة، اكتسبت اللغةُ العربية قاعدةً في وسائل الإعلام والحياة العامة السويدية؛ تبث الإذاعة السويدية باللغة العربية منذ عام 2013، وفي نيسان/أبريل 2017 نظّمت السويدُ معرض الكتاب العربي الأول من نوعه، والذي يجسد الأهمية المتزايدة للغة العربية في الحياة اليومية.

كما تجدر الإشارةُ إلى أن رُبع مستخدمي تطبيق تعليم اللغات Duolingo في السويد يَدرُسون اللغة السويدية، وهي أعلى نسبة من السكان الذين يتعلمون اللغة الرسمية للبلد الذي يقيمون فيه وفقًا لبيانات الشركة المطوِّرة للتطبيق.

المصدر: 

هنا