المعلوماتية > الذكاء الصنعي

الواقعُ الافتراضيُّ ومُعالجةُ أمراضِ القَلبِ، صفقةٌ رابحةٌ - الجزء الأول

هل انتهى دورُ المَعامل المُصنّعة للمُجسّمات القلبيّة؟ تعِدُ تطبيقاتٌ ناشئةٌ للواقعِ الافتراضيِّ بالتَّكفّلُ بالأمرِ! فقد جلبت التطوّراتُ السريعةُ في مجالَي الواقع الافتراضي (Virtual Reality) والواقع المُعزَّز(Augmented Reality) أجهزةً قابلةً للاستخدام في التطبيقات الطبية القلبية، ولديها القدرةُ على تزويدِ الأطبّاءِ بواجهةٍ معقّمة تسمحُ لهم بالتحكمّ في الصورِ والمجسّمات ثلاثيّة الأبعاد، ولذلك يُمكن تحقيق مستويات عالية من الأداء وإزالة الحواجز القديمة أمام تبنّي القرارات الطبيّة، والأهمّ من ذلك؛ أصبحت الكاميرات المُثبّتة على الرأس خفيفةً وقابلةً للارتداء المُريح فتراتٍ طويلة من الزّمن، وفيما يخصّ علم معالجة القلب؛ يُمكن الاستفادة من ذلك في التَّعليم والتَّخطيط الإجرائيّ المُسبَق (أي معاينة ما يُمكن أن يحدث عند تطبيق إجراء طبّي مُعيّن قبل تطبيقه)، والمُعاينة في أثناء تطبيق الإجراء الطبّي وإعادة التأهيل الصحي بالنسبة إلى المرضى الذين أُصيبوا بسكتة دماغيّة.

وبحسب الدراسة؛ تَعِدُ تقنياتُ الواقع الموسّع (Extended Reality) الأطباءَ بتمكينهم من تجاوز الشَّاشات ثنائيَّة البعد لفهم تشريح الأعضاء في الفضاء ثلاثي الأبعاد على نحوٍ أفضل، وضِفْ إلى ذلك؛ ظهور فئة من أجهزة العرض القابلة للتثبيت على الرأس والتي تمتاز بالراحة وانخفاض التكلفة وانخفاض استهلاك الطاقة وتقديم بيانات سريريَّة عالية الجودة في أوقات استجابة سريعة؛ ما يكفي لاستخدامها فترات طويلة من الزمن.

وتُفرض علينا بعض القيود عند خوض تجربة افتراضية، والتي تعودُ لأسباب لها علاقة باستغراق الحواس وقدرة المعدّات المُستخدمة والخوارزميات المستخدمة في المُحاكاة وما إلى ذلك، وبذلك وإن لم نتمكَّن من التّفاعل على نحوٍ جيّد ضمن الواقع الذي نختبره؛ فعلينا فهم السمات الأساسية لهذا الواقع في أثناء التّجربة الافتراضيَّة.

التعرّف إلى سمات الواقع في أثناء التجربة الافتراضيّة

يصف الواقعُ الموسّعُ الاستمرارية الواقعية بين التجارب الرقميّة مع الغمس الكامل للحواس في الواقع الافتراضيّ والتَّعليقات التوضيحية الخفيّة على غرض أو مُؤثِّر ما في الواقع المُعزّز.

وكي تكتمل الصورة؛ إليكم هذا الجدول الذي يُظهر طيف الواقع الموسّع كاملاً:

نلاحظ ما يلي:

يوفّر الواقع الافتراضيّ تحكّمًا كاملًا بالتجربة البصريَّة والسمعية للمستخدم في أثناء التفاعل في بيئة افتراضية غامسة بالكامل، وتجارياً؛ تُستخدم منصات الواقع الافتراضي من سوني وأوكولوس لتطبيق غمس كامل للحواس؛ ما يعني عزل المستخدم عن الواقع وإحساسه بالبيئة الافتراضية فقط، وعلى العكس من ذلك؛ يسمح الواقع المُعزَّز للمستخدم برؤية بيئته الواقعية مرفقة بصور ثنائية أو ثلاثية الأبعاد ضمنها، بمثابة نافذة افتراضية على العالم الحقيقي، ويُمكن إقحام هذه النافذة المُذيّلة بشروحات في الكاميرا المثبتة على الرأس أو على جهاز متحرّك  باستخدام كاميرا مُدمجة لتوفير عرض حي للبيئة.

وتتمثّل تطبيقات الواقع المُعزَّز -في الإطار الطبّي- بتقديم رسومات بيانية أو بيانات مرجعية أو معلومات حيوية مرتبطة بالسياق تُسقَط على مشهد البيئة الواقعية (بدون تحقيق غمس افتراضي بالكامل)، وكمثال على ذلك؛ نذكر التطبيق الأكثر انتشارًا وشهرة؛ نظّارة غوغل لعرض العلامات الحيوية للمريض وتاريخها ومعلومات عن الوصفات الطبية من السجل الصحي الإلكتروني للمريض خلال الزيارة.

ولاحظنا في الجدول السابق وجود فئتي نوعين آخرين للواقع المُعاش ضمن التجربة الافتراضية: الواقع المُدمَج (merged reality: MeR) والواقع المُختلط (mixed reality: MxR)، وتحققان تجارب مُماثلة للواقعَين السابقَيّ الذكر من ناحية السماح بالتفاعل مع الأغراض الافتراضيّة والحفاظ على الإحساس بالوجود ضمن البيئة المادية الواقعية؛ إذ يلتقط الواقعُ المُدمَج محيط المُستخدِم، ويعيد عرضه على الكاميرا المثبتة على الرأس والمنتمية إلى الواقع الافتراضي؛ في حين تُسقَط أغراض رقميّة شبه شفّافة على شاشة عرض في الواقع المُختلط؛ سامحًا للُمستخدم أن يتحسّس بيئته المادية ويتفاعل مع الأغراض والشخصيات الحقيقية المحيطة به.

وعليه؛ فُتِح بابٌ لهذه التقنيات من أجل استخدامها ضمن أجهزة حقيقية؛ مما يسمح للأطباء بالحفاظ على إحساسهم ببيئاتهم الماديّة في أثناء مشاهدة الصور التوضيحية الافتراضية المُسقََطة على المشاهد الحقيقية التي يرونها، ونجد في الرَّسم التوضيحي الآتي خلاصة ما ذُكر أعلاه:

إذًا؛ يسمح كُلٌّ من الواقع المُدمج والواقع المُختلط بالتفاعل مع الأغراض الرقمية مع استمرار الإحساس بالبيئة الماديّة الحقيقيّة.

والآن؛ بعد أن تعرّفنا إلى الفئات المُختلفة للواقع الذي يمكن أن نعيشه ضمن تجربة افتراضية، بقي أنْ نُلقي نظرةً على بعض التطبيقات الفعليّة للواقع الافتراضي ضمن مجال مُعالجة القلب والأوعية الدمويّة، لكن في المقال القادم؛ فانتظرونا.

المصادر:

هنا