الطب > ‏معلومة سريعة‬

مشروباتُ الطاقة والفاتورةُ الباهظةُ الثمن

"يعطيك أجنحة، يجعلك تحلّق عاليًا، يجعلك في قمة التركيز والقوة"

هكذا تروّجُ الشركاتُ التي تنتجُ مشروبَ الطاقة لمنتجاتها، وقد تُغريك هذه الشعارات وتجعلُ فكرةَ تناول مشروب الطاقة جذّابةً في خضمّ الضغوطِ الامتحانية أو ضغط العمل، ولكن؛ هل خطرَ في بالك يومًا ما أنَّ استهلاكَ هذه المشروباتِ -على الرَّغم من محاسنِه الآنية- قد يجعل قلبكَ يدفعُ الفاتورةَ على المدى البعيد؟!

يحتوي مشروبُ الطاقةِ مجموعةً من المكوّناتِ المختلفة؛ كالكمياتِ الكبيرةِ من الكافيين والموادِّ المُحلِّية وموادَّ مُنشِّطةٍ قانونية كالتورين والكارنيتين، ولهذه المواد المنشطة دورٌ في زيادة الانتباه والطاقة، وفي الوقت نفسه؛ تسهم في زيادةِ ضغطِ الدم وسرعةِ ضربات القلب والتنفُّس.

ويعود تاريخُ المشروبات المنشطة إلى ما يزيد عن قرنٍ من الزمن، ولكنَّ مشروباتِ الطاقة بشكلها الذي نعرفه اليوم كانت قد ظهرت عام 1997م.

هنالك مخاوفُ متزايدةٌ تتعلّقُ بسلامةِ هذه المشروبات؛ إذ أظهرت الدراساتُ أنَّ استهلاكَ هذه المشروبات بكميات كبيرة له مخاطرُ مُحتمَلةٌ على الصحة، وقد سُجّلت عدةُ حالات مَرَضيَّة سببُها استهلاكُ مشروبات الطاقة؛ إذ أظهرتِ الإحصائيات أنَّه في عام 2007م ذهب (1145) يافعًا في عمر (12) حتَّى (17) عامًا إلى غُرف الطوارئ لسببٍ يتعلَّقُ بتناولِ مشروب الطاقة، وقد ازدادَ هذا الرقم عام 2011م ليبلغ (1499) شخصًا  بحالاتٍ بدأت من الغثيان والإقياء والقلقِ والأرق وصولًا إلى خفقانِ القلب واللانظمية القلبية.

لقد سُجِّلت حالةٌ لشابٍّ في عمرِ الـ 26 عامًا أُدخِلَ إلى غرفة الطوارئ بشكايةِ ألمٍ في الجانب الأيسر من الصدر؛ منتشرٍ إلى الذراع الأيسر والفك، وذلك بعد تناوله ما يبلغ مجموعُه أربعةَ ليترات من مشروبِ الطاقة المُفضَّلِ لديه في يوم واحد.

وكان الشابُّ يعاني الغثيانَ والإقياء والتعرُّقَ الغزير أيضًا، وبعد إجراء الفحوص اللازمة والقثطرة القلبية؛ تبيَّنَ أنَّ الشابَّ يعاني انسدادًا تامًّا في الشريان المنعطف الأيسر، الذي سبَّبَ له ما يعرف بـِ

(STEMI ST-elevation myocardial infarction   ST احتشاء العضلة القلبية بارتفاع الموجة)

وهي حالةٌ مرَضيَّة تصيب الأشخاصَ الكهولَ أو ذوي الأعمار الكبيرة، وتترافق عادةً مع قصةٍ مرَضيةٍ عائلية، وفي حالةِ المريضِ المذكور آنفًا لا توجَدُ قصةٌ مرضيةٌ عائليةٌ ولا توجد عواملُ مؤهّبةٌ للإصابة بالاحتشاء سوى التدخين مدَّةَ سنتَين وتناولِ كميةٍ كبيرةٍ من مشروب الطاقة.

ونتيجةً لما سبق؛ فقد بدأت معظمُ الدول بفرضِ القيودِ على بيع هذه المشروبات وضبط تركيز الكافيين فيها.

المصدر:

هنا

هنا