علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

فوائد ألعاب الفيديو؛ لماذا يَنصحُ الخبراءُ بممارستها؟

ظهرت ألعابُ الفيديو في النصف الثاني من القرن العشرين، وانتشرت في ثمانينيَّات القرن الماضي وتسعينيَّاته، واستمرَّ انتشارها حتى اليوم مع ظهور ألعابٍ متنوعةٍ ومتطورةٍ جذبت كثيرين إلى ممارستها لدرجة الإدمان، ولكن ما لا يعلمه كثيرون أنَّ لهذه الألعاب فوائدَ كثيرةً جعلت الخبراء ينصحون بممارستها؛ ولكن باعتدال.

وتُمثِّل ألعابُ الفيديو جزءًا كبيرًا من أرواحِ الأطفالِ والمراهقين تقريبًا؛ إذ يلعب 97% منهم مدةَ ساعة واحدة يوميًّا على الأقل في الولايات المتحدة؛ فمعظم الأبحاث التي أجراها علماء النفس عن تأثيرات ألعاب الفيديو كانت عن تأثيرها السلبيِّ (الضرر المحتمل المتعلّق بالعنف والإدمان والاكتئاب)، ونحن ندرك قيمة هذه الأبحاث، ومع ذلك فإنَّنا بحاجة إلى منظور أكثر توازنًا، ولا ينظر إلى الآثار السلبيَّة المحتملة فحسب؛ بل إلى فوائد هذه الألعاب أيضًا.

إنَّ النظرَ إلى فوائد ألعاب الفيديو المُحتملة أمرٌ مهمٌّ لأنَّ طبيعةَ هذه الألعاب قد تغيرت تغيّرًا كبيرًا في العقد الماضي، وأصبحت أكثرَ تعقيدًا وتنوعًا وواقعيةً واجتماعيةً بطبيعتها.

لنستعرض معًا فوائد هذه الألعاب في أهمِّ جوانب الحياة المختلفة:

العمل الجماعي:

تُوفِّر الألعابُ التي تضمُّ العديد من اللاعبين فرصًا قياديَّة مؤقَّتة للأطفال؛ فتطلب العديد من الألعاب عبر الإنترنت من اللاعبين الانضمام إلى فريق والتعاون في حلّ المشكلات المُعقَّدة، والفوزُ في هذه الألعاب يتمحور حول الفريق بأكمله وليس مجرَّد لاعب واحد.

الصداقة:

يلعبُ معظم المراهقين ألعاب الفيديو مع شخصٍ آخرَ؛ إذ يلعب 65% منهم مع الأصدقاء في الغرفة نفسها، ويلعب 27% ألعابًا على الإنترنت مع لاعبِين آخرين، إضافةً إلى ذلك؛ غالبًا ما يلعب المراهقون ألعاب الفيديو مع الأصدقاء الذين يعرفونهم في الحياة الواقعية كأصدقاء المدرسةِ أو الحيّ، ولذلك تنكسر حواجز الخوف لدى الأطفال الخجولين وتجعلهم اجتماعيين أكثر، ويُكَوّنون صداقات جديدة.

المثابرة:

ربّما يمكنك التّفكير عدّة ساعات من أجل لعبةٍ تحاول التّغلب عليها فقط؛ فهذه المثابرة كلّها تؤتَى ثمارها من خلال تعليمك أنَّ الفوز لا يأتي دائمًا بسهولة؛ ولكن شعور السَّعادة  بعد الفوز لا يُقدَّر بثمن.

ويرغب أرباب الأعمال المُحتملِين أشخاصًا يسعون دائمًا إلى لفوز، ولا يستسلمون عند أول محطَّة صعبة في حياتهم.

السبب والأثر:

من المعروف أنَّ كلَّ خيار يؤدي إلى نتيجة؛ فهناك ألعاب فيديو تُمكِّنك من التَّنقل عبر العوالم واختيار شخصيات معينة وأدوات متعددة وما إلى ذلك؛ ولذلك تُذكِّر الألعاب البالغين والأطفال -على حدّ سواء- أنَّ الخياراتِ لها نتائجُ وتأثيراتٌ مُحددة.

التنمية الاجتماعيَّة:

كشف باحثو الدّماغ أنَّ ممارسةَ بعض الألعاب تُطلِق موادَ كيميائيَّةً في جزء من الدماغ مسؤولة عن المهارات الاجتماعيَّة، والشركات تبحثُ عن الموظفين القادرين على التَّواصل مع الآخرين والعمل في فريق والتحدث بإيجاز؛ ولذلك تُساعد ألعاب الفيديو على تقوية شخصية الفرد في مجتمعه وتجهيزه لمواجهة الحياة الاجتماعية. 

التطوير المعرفيّ:

يُمكن أن تتحسَّنَ طريقة التعرف إلى الأنماط والتفكير المكانيِّ والمعالجة البصريَّة (ضمن مصطلحات أخرى أكثرَ تعقيدًا) نتيجة لعب ألعاب الفيديو. 

الأكاديميون:

تُركز كثيرٌ من الألعاب الجديدة على أهداف التعلُّم في مجالات الرياضيات والعلوم واللغة والجغرافيا والتاريخ؛ فلماذا لا تختار لُعبةً من شأنها مساعدتك في تطوير مهاراتك في لغات أجنبية !!

التعرض للعالم:

تُشعِركَ الحياة ومشاغلها بالضيق في بعض الأحيان، وتُتيح لك العوالمُ الافتراضيَّة تجرِبةَ مواقعَ وأنشطةٍ في جميع أنحاء العالم؛ فإذا كانت إجازتك العائلية الآتية لا تشمل الطيران الشراعيَّ المُعلَّق في كوستاريكا؛ فيُمكن لألعاب الفيديو توسيع آفاقك وإيجاد وسيلة لاستكشاف أشياءَ جديدةٍ. 

الإصدار العاطفي:

الحقيقة هي أنَّ الأطفال والبالغين يحبون ألعاب الفيديو؛ فهي تمنحك فرصة للاسترخاء والاستمتاع ونسيان الأعباء الخاصة بك فترة. 

الحياة مليئة بالمفاجآت:

كلما علِمت أنت وأولادك أنَّ الأمورَ لا تحدث دائمًا كما هو مُخطط لها؛ كان ذلك أفضل؛فهل من طريقةٍ أفضل من تفادي الكرات الناريّة المتساقطة من السماء لتعلّم ذلك!!

 

وخلاصةُ القولِ؛ تشتركُ ألعاب الفيديو في مناطق الدماغ المعرفيَّة والتحفيزيَّة والعاطفية والاجتماعية جميعها، وهي أمرٌ يُمكن للعائلة بأكملها عمله معًا؛ ولكن هذا لا يمنع من مراقبة ماذا يلعب أطفالك، والحرص دائمًا على لعب ألعاب الفيديو المناسبة لأعمارهم وذات المُحتوى اللّائق، وليس هناك شيء يمنعك من الجلوس مع أطفالك واللعب معهم أيضًا.

المصادر:

هنا

هنا

هنا