الكيمياء والصيدلة > تأثير أدوية

الكيتامين بديلًا من المورفين في علاج الألم

الكيتامين بديلًا من المورفين في علاج الألم

ترتبط المورفينات بالعديد من التأثيرات العكسية؛ منها الإقياء، والحكّة، والغثيان، وانخفاض ضغط الدم، والقصور التنفسي، ونقص الأكسجة، إضافة إلى مخاطر سوء الاستخدام والإدمان.

يقول الباحثون -حسب مراجعة أدبية جديدة- أنَّ الكيتامين مُنخفضَ الجرعة فعّالٌ كالمورفين في التحكم بالألم الحاد، ويجب تصنيفه بديلًا من الأدوية الأفيونية Opioids القصيرةِ الأمد والمُستخدَمةِ بوصفها مُزيلةً للألم في أقسام الإسعاف. وقد تضمَّنت تحليلات الباحثين ثلاث تجارب عشوائية مضبوطة شملت 261 مريضًا مُستبعِدين الدراساتِ التي أجريت على المرضى الذين سبق لهم أخذ الأفيونات قبل بدئهم باستخدام الكيتامين.

فحصت هذه الدراسات الاستجابةَ القصيرةَ الأمد (أقلَّ من 60 دقيقة) للكيتامين المُعطى بجرعة واحدة مرَّةً واحدةً للبالغين بين 18-65 سنة في أقسام الإسعاف، وكانت جرعات الكيتامين المُعطاة للمرضى في التجارب مشابهةً لجُرعات المورفين، وقد أظهرَ تحليلُ نتائج المرضى أنَّ الكيتامين المُعطى وريديًّا لم يكن أقلَّ فعاليةً من المورفين المُعطى بالطريقةِ ذاتِها في تخفيف مستوياتِ الألم عند المرضى.

وبسبب الاختلاف في تصميم الدراسة؛ أشارَ الباحثون إلى أنَّهم لم يستطيعوا إجراءَ تحاليلَ إحصائية Meta-Analysis بشأنِ الحاجة لأدويةٍ مُنقذِةٍ أو بشأن الأعراض الجانبية. ومع ذلك؛ تشيرُ الدراساتُ إلى أنَّ "الكيتامين" لديه مخاطرُ أقلُّ من المورفين في التسبُّبِ بأعراضٍ جانبيةٍ حادة، وفي المقابل؛ فإنَّه يتسبب بمخاطر أكبرَ من حيث التعرُّض للهذيان والدوار.

ويُعَدُّ الكيتامين مُسبِّبًا مُحتمَلًا للإدمان أيضًا؛ إذ أُبلِغَ عن حالات سوء استخدام، ويقول المؤلفونَ بأنَّ أحدَ الأعراض الجانبية غير المعروفة جيّدًا لاستخدامِ الكيتامين هي أعراضٌ في المجاري البولية السُّفلية، ولكنها ما تلبث أن تتلاشى عند إيقاف استخدام الكيتامين، الأمر الذي يُعَدُّ مُهمًّا في حال كان المريض يأتي إلى قسم الإسعاف مرارًا لمعالجةِ الألم.

ومؤخَّرًا؛ طُرِحَ أوَّلُ دليل لاستخدام الكيتامين في التحكُّم بالألم الحاد ضمن عدة خياراتٍ متاحة للمريض؛ كما ذكرت مجلة "ميد سكاب" الطبية Medscape Medical News. ومبكِّرًا هذا العام؛ نشرت الكلية الأمريكية لأطباءِ الإسعاف أوَّلَ بيانٍ يُصنِّفُ الكيتامين القليلَ الجرعة بديلًا من الأفيونات.

وأخيرًا؛ يقول المؤلفون: "نحن نعتقد عمومًا أنَّه من المُهمِّ القولُ بأنَّ البدائلَ كالكيتامين قابلةٌ للمقارنة بالأفيونات؛ ففي حالِ قرَّرَ الطبيبُ وصفَه بدلًا من الأفيونات فإنَّه يستطيع فعلَ ذلك بكلِّ ثقةٍ بأنَّ المريض سيحصلُ على تأثيرٍ مُسكِّنٍ للألم في أقصرِ مُدَّةٍ زمنية. وخلصوا إلى أنَّهم لا يقترحون استبدال الكيتامين بالأفيونات* في أقسام الاسعاف، وأنهم يعلمون بأنَّ الأفيونات -ربَّما- تبقى أفضل من الكيتامين في بعض الحالات.

*باء التَّرك تدخل على المتروك المهمل مع الفعل استبدل، والمقصود هنا أنَّ مؤلِّفي الدراسة لا يقترحون الاستغناء عن الأفيونات وجعل الكيتامين بديلًا منها، بل في نظرهم كما تابعوا القول: تبقى الأفيونات أفضل منه.

المصادر:

هنا