الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

الداء الزلاقي (عدم تحمل الغلوتين)، وحساسية الغلوتين

ما هو الداء الزلاقي؟

الداء الزلاقي هو مرض مناعة ذاتية ذو منشأ وراثي، لا يستطيع المصابون به تناول الغلوتينgluten لأنه يسبب الأذى لأمعائهم الدقيقة. ويقدّر أنه يصيب شخصاً واحداً من كل مئة حول العالم، وأنه يوجد2.5 مليون مصابٍ أمريكي غير مشخّص كلّهم معرضون لخطر الإصابة بمضاعفات صحيّة طويلة الأمد.

عندما يتناول المصابون بالداء الزلاقي الغلوتين (وهو بروتين يوجد في القمح والجاودار Rye والشعير)، يقوم الجهاز المناعي في جسدهم بالاستجابة عبر تشكيل أجسام مضادة تهاجم نسيج الأمعاء الدقيقة. هذه الأجسام المضادة تسبب الأذى للزغابات المعوية (وهي بروزات صغيرة أصبعية الشكل تبطّن الأمعاء الدقيقة) بحيث تصبح المواد المغذية غير قابلةٍ للامتصاص عبرها إلى الجسم.

الأعراض:

قد يكون الداء الزلاقي صعب التشخيص لأنه يؤثّر في الأشخاص بشكلٍ مختلف. يوجد حوالي200 عَرَضاً معروفاً والتي قد تحدث في الجهاز الهضمي أو أجزاءٍ أخرى من الجسم. بعض الأشخاص المصابين بالداء الزلاقي لا يُظهرون أعراضاً أبداً.

ومع ذلك فكلّ المصابين بالداء الزلاقي لا يزالون عُرضة لمضاعفاتٍ طويلة الأمد، سواء أظهروا أعراضاً أم لم يُظهروا.

تكون الأعراض الهضميّة أكثر شيوعاً عند الرضّع والأطفال.

ومايلي أكثر الأعراض شيوعاً لدى الأطفال:

- انتفاخ وألم بطني

- إسهال مزمن

- إقياء

- إمساك

- براز شاحب، كريه الرائحة، أو اسهال دهني.

- خسارة الوزن

- تعب

- مشاكل سلوكية وسرعة الغضب

- عيوب في مينا الأسنان الدائمة

- تأخر في النمو والبلوغ

- قصر القامة

- تأخر في اكتساب الوزن

- اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة ADHD.

يكون البالغون أقل احتمالاً للإصابة بأعراض هضمية، حيث أن الثلث فقط يصابون بالاسهال.

ويكون البالغون أكثر احتمالاً للإصابة بـ:

- فقر دم ناتج عن نقص حديد مجهول السبب

- تعب

- ألم مفصلي وعظمي

- التهاب المفاصل

- نقص الكثافة العظمية أو هشاشة العظام

- اكتئاب أو قلق

- خَدَر في أطراف اليدين والقدمين

- نوبات من الصداع النصفي (الشقيقة)

- غياب بعض الدورات الطمثية لدى النساء

- عقم أو اجهاضات متكررة

- تقرحات داخل الفم

- طفح جلدي يثير الحكة يدعى التهاب الجلد الحلئي الشكل (dermatitis herpetiformis)

الداء الزلاقي غير المشخص أو غير المعالج قد يؤدي إلى حالات صحية طويلة الأمد:

- فقر دم بعوز الحديد

- بداية مبكرة لهشاشة العظام أو قلة العظم osteopenia

- عقم واجهاض

- عدم تحمل اللاكتوز

- عوز معادن وفيتامينات

- اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي

- قصور البنكرياس

- خلل وظيفي للمرارة

- مظاهر عصبية، تتضمن الرَنَح ataxia، نوبات الصرع، العته، الصداع النصفي (الشقيقة)، الاعتلال العصبي، الاعتلال العضلي، اعتلال بيضاء الدماغ متعدد البؤر" multifocal leukoencephalopathy."

الداء الزلاقي مرض وراثي، مما يعني أنه ينتقل في العائلات. واحدٌ من كلّ عشرة أشخاص ذوي قرابة من الدرجة الأولى مع مصاب بالداء الزلاقي (أب، ابن، أخ) سيكون أيضاً مصاباً بالمرض.

من الممكن ان يظهر المرض في أي عمر بعد أن يبدأ الأشخاص تناول الأطعمة أو الأدوية المحتوية على الغلوتين.

حالياً، العلاج الوحيد للداء الزلاقي هو الالتزام مدى الحياة بنظام غذائي خالي من الغلوتين، بحيث على هؤلاء الأشخاص تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على القمح أو الجاودر rye أو الشعير كالخبز والبيرة، حيث تناول كميات قليلة من الغلوتين، حتى الفتات من على لوح التقطيع أو محمّصة الخبز، قد يحفّز أذى الأمعاء الدقيقة.

الحساسية من الغلوتين:

هي حالة لها أعراض مشابهة لأعراض الداء الزلاقي والتي تتحسن عندما يُستبعد الغلوتين من النظام الغذائي.

الأشخاص المصابون بالحساسية للغلوتين قد يعانون من أعراض مثل "ضبابية العقل foggy mind"، الاكتئاب، تصرفات مشابهة لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة ADHD، ألم بطني، نفخة، اسهال، امساك، صداع، ألم في العظام والمفاصل، وتعب مزمن عندما يتناولون الغلوتين في نظامهم الغذائي، ولكن من الممكن وجود أعراض أخرى. ورغم أن هذه هي الأعراض شائعة في الداء الزلاقي، فإن هؤلاء الأشخاص لا تكون نتيجة فحوصاتهم ايجابية للداء الزلاقي أو لحساسية القمح.

الأشخاص المشخّصون بالحساسية للغلوتين لا يعانون من الأذى للأمعاء الدقيقة ولا يطورون الأجسام المضادة المدعوة بـ"ترانس غلوتاميناز النسج tissue transglutaminase (tTG)" والتي توجد في الداء الزلاقي

وحيث أنه لا يوجد حالياً فحص دموي لحساسية الغلوتين فإن الطريقة الوحدة لتشخيصه هي القيام بالفحوصات والاختبارات التشخيصية اللازمة لتأكيد الداء الزلاقي، بحيث يتم التشخيص بالحساسية للغلوتين عندما لا يتم التشخيص بالداء الزلاقي أو الحساسية للقمح، وعندما تزول الأعراض عند البدء بنظام غذائي خال من الغلوتين، ثم تعود عندما يُعاد الغلوتين إلى النظام الغذائي.

لا يوجد شفاء من الحساسية للغلوتين، والعلاج الوحيد هو الالتزام بحمية غذائية خالية من الغلوتين للمزيد عن الحمية هنا

المرجع: هنا