الطب > مقالات طبية

احذر! إذا كنت تُعاني أحدَ هذه الأعراضِ؛ ألزهايمر يدقُ الباب!

لمحةٌ عن "كابوس الشيخوخة" وطبيعته

يُعرَّف الخرفُ الكهليُّ أو"ألزهايمر" باضطراب المهارات العقليَّة والاجتماعيَّة؛ إذ يستهدف المراكز المسؤولة عن الذاكرة واكتساب المعلومات وحفظها في الدماغ، ممَّا قد يؤدِّي إلى إعاقة الأداء اليوميِّ للمرضى عند ترقي الإصابة؛ إذ تضمُر خلايا المُخ السليمة وينكمش الدماغ انكماشًا ملحوظًا مع مرور الوقت ممَّا قد يؤدي إلى تراجعٍ في الذاكرة والقدرات العقليَّة.

يُعدُّ التقدم في العمر من أهمِّ العوامل التي قد تَزيد من احتماليَّة الإصابة بداء ألزهايمر خاصَّةً بعد عمر الـ٦٠ عامًا، وقد يكون للوراثة دورٌ في ذلك أيضًا، وعلى الرَّغم من عدم اكتشاف انتقاله وراثيًّا عبر الأجيال بعد؛ لكنَّ احتمال الإصابة يزداد -ولو على نحوٍ قليل- عند وجود إصابة لدى أحد أفراد العائلة، ثمَّ إنَّ الباحثين قد وجدوا أنَّ جين APOE e4  يُعدُّ من أهمِّ الجينات المسؤولة عن ألزهايمر، ويصيبُ النساءَ أكثر من الرجال نسبيًّا نظرًا لأنهن يعشن سنواتٍ أكثر.

لقد لاحظ العلماءُ حدوثَ إصابٍة مُميزة لداء ألزهايمر تحت المجهر، وتتمثلُ في شكل لويحات من بروتين يُدعى بيتا أميلويد، وتترسب بين الخلايا العصبيَّة، وقد تؤدِّي هذه اللُّويحات إلى تَموُّت الخلايا العصبيَّة، وقد وجدوا نمطًا آخرَ من الشذوذات المجهريَّة تتمثل في انعقاد والتفاف سلاسل من بروتين يُدعى بروتين تاو Tau ضمن الخلايا العصبيَّة ممَّا قد يؤدِّي إلى اختلال منظومة النقل العصبيِّ وتغذية الخلايا.                                      

أمَّا عن أهمِّ أعراض الإصابة بألزهايمر فتتمثل باضطراب الذاكرة المترقّي، فمَن منَّا لا يجد صعوبة في تذكر بعض الأشياء؟! وقد يُعدُّ أمرًا طبيعيًّا أن تنسى أين وضعت مفاتيح سيارتك أو أسماء أشخاص نادرًا ما تلتقي بهم؛ لكنَّ مشكلات الذاكرة لدى مرضى ألزهايمر تتعدّى ذلك، وقد تتمثّل بما يأتي:

-تكرار الجمل والكلمات ذاتها والتحدث بألفاظ مُبهمة.

-صعوبة في التخطيط وحل المشكلات واتخاذ أبسط القرارات.

-نسيان المواعيد وكيفية الوصول إلى أماكن اعتادوا الذهاب إليها.

-وضع الأشياء في أماكن غير معهودة، بل وفي أماكن غير منطقية إطلاقًا مثل وضع جهاز التحكم بالتلفاز عن بعد في الثلاجة.

-صعوبة  تذكُر أسماء أفراد عائلاتهم وأسماء أغراض يستعملونها يوميًّا مثل ساعة اليد والهاتف الخلويّ.

-تشوُّش الفكر في معظم الأحيان.

-صعوبة في أداء المهام المألوفة في المنزل وفي أثناء العمل.

-صعوبة في تقدير الزمان والمكان.

-تراجع ملحوظ في قدراتهم على القراءة والكتابة والتمييز بين الأرقام وفهمها.

-اضطرابات في الرؤية وصعوبة في تمييز الألوان وتقدير المسافات.

وقد يُعاني مرضى ألزهايمر من تغييرات في الشخصيَّة مثل المزاج الحاد والمتقلب، وانعدام الثقة بالآخرين والعناد والتشبث بالرأي والانطواء الاجتماعيّ والاكتئاب والعدوانيَّة.

لقد بذل كلٌّ من الأطباء والجهات المعنية كثيرًا من الجهود لأجل الوصول إلى دواء شافٍ لهذا الكابوس؛ فمَن منَّا لم يقابل شخصًا واحدًا على الأقل يُعاني بعضًا ممَّا ذكرنا سابقًا، ولكنَّهم لم يصلوا بعد إلى علاج شافٍ أو واقٍ من المرض غير أنَّ أحدث الدراسات وجدت أنَّه قد تقلُّ خطورةُ الإصابة بألزهايمر كلّما قلت مخاطر الإصابة القلبيَّة، ويشمل ذلك الحفاظ على أسلوب حياة صحيٍّ وضبط كلِّ من سكر الدم وضغطه، وتجنبِ ارتفاع كولسترول الدم، والحفاظِ على وزن مثاليٍّ بعيدًا عن السمنة المُفرطة.

وفي الختام؛ يجدرُ التنبيه إلى أهمِّية انخراط مريض ألزهايمر بالنشاطات الاجتماعيَّة والعقليَّة والجسديَّة وإحاطته بالاهتمام والرعاية اللازمة على أمل أن تصلَ الدراسات المُستمرة في هذا المجال إلى الجواب الشافي.

دماغ سليم غير مصاب بـ "ألزهايمر".

دماغ ضامر مصاب بـ "ألزهايمر".

الفرق قبل الإصابة وبعدها.

مصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا