علم النفس > إنـستغرام

اكتئابُ الأعياد

اجتماعُ العائلة؛ الهدايا؛ رؤية الأصدقاء؛ هذا هو العيد؛ من أجمل أوقات السنة، مليءٌ بالفرح والبهجة، ويحمل في طيّاته مشاعر الحبّ والانتماء، ولكن هذا ليس حال الجميع؛ إذ قد يبدو ما سبق ذكره قصّةً خرافيّةً للبعض؛ فهم يمرّون الآن بما يُسمَّى كآبة الأعياد، فما هي هذه الكآبة؟

يصعبُ تعريفُ كآبة الأعياد، ولكنَّها ظاهرةٌ حقيقيّةٌ تتجلَّى في مشاعر حزنٍ وقلقٍ واكتئاب مسيطر -في بعض الأحيان- طوال فترة العيد.

ما الذي يُسبّب هذه الظّاهرة في العيد على نحوٍ خاصّ؟

- التَّوتر والتَّعب المرافقان للعيد.

- توقّعات العيد غير الواقعيَّة.

- عدمُ القدرةِ على التَّواجد مع الأهل والأصدقاء بسبب ظروف العمل أو الدّراسة .. إلخ.

- التَّرويج الزَّائد للبضائع في هذه الفترة؛ ما يُشعرك برغبةٍ في التَّسوق.

- الضّيق الماديّ الذي لا يُمكِّنك من شراءِ كلّ ما تظنّ أنَّك  بحاجته.

- الارتباك والتّشوش نتيجةَ الموازنةِ بين كلٍّ من متطلَّبات التَّسوق والالتزامات العائليَّة والضيوف في المنزل والتَّنظيف ومحاولة الاستمتاع؛ ما يضعُ حملًا زائدًا على عاتقك.

تظهَرُ أعراضُ هذه الحالة على شكلِ اكتئابٍ؛ في حين أنَّ الأشخاص الّذين لا تُلاحَظُ علائم الاكتئاب عليهم قد تُصيبهم أعراضُ توتّرٍ كالصّداع  والشَّهية الكبيرة والأكل الزَّائد وفِقدان الذَّاكرة المؤقّت.

ولكن يمكنك تخفيف التّوتر والكآبة المصاحبة للعيد مع بعض النّصائح العمليَّة، وقد يصل الأمرُ بكَ إلى الاستمتاعِ بالعيد أكثر ممَّا تعتقد، فكيف تقومُ بذلك؟

أولاً: استوعب ما تشعر به:

إنْ كنت قد فقدتَ شخصًا عزيزًا مؤخرًا أو لم تُمكِّنك الظّروف من الاجتماع بمن تحبّ؛ فاعلم أنَّه من الطّبيعي أن تشعرَ بالحزن والأسى، ومن الطّبيعي أن تأخذَ وقتك لتبكي أو تعبّر عن مشاعرك أيضًا، ولا يمكنك إجبار نفسك على أن تكون سعيدًا لأنّ العيد جاء وحسب.

ثانياً: تواصَل:

إنْ كنتَ تشعرُ بالوحدةُ أو الانعزال؛ الجأ إلى المُناسبات الاجتماعيَّة أو الدّينيّة فهي تُقدِّم لكَ الدّعم والصّحبة الطّيبة، وهَبْ وقتَك أو القليل منه لمساعدة الآخرين فهي طريقةٌ جيّدة لتحسين شعورك.

ثالثاً: كن واقعيًّا:

ليسَ بالضّرورة أن  أنْ يكون العيد مثاليًّا أو مثل ما كان في العام الفائت؛ فالعائلة تكبرُ وتتغيَّر، ويمكن أن تتغيَّر العادات والطّقوس أيضاً؛ اختر بعضها وتمسَّك بها، وكن منفتحًا لخلقِ أُخرياتٍ تناسبك، فمثلاً؛ إنْ كان لا يمكنُ لأولادك الكبار أن يأتوا لزيارتك؛ ابحث عن طرائقَ أخرى للتَّواصل معهم كمشاركة الصّور والفيديو.

رابعاً: ضعُ الاختلافات جانبًا:

حاول أن تتقبَّل أفراد العائلة والأصدقاء على حالهم، وإن لم يكونوا بالمستوى الّذي تتوقَّعه منهم، واترك الشَّكاوي لوقتٍ مناسبٍ للمناقشة، وتفهَّم إنْ أُحبِطوا بسببِ شيءٍ انحرفَ عن مجراه، فربَّما هم يشعرون بكآبة العيد أيضًا.

خامساً: لا تهجر العادات الصحيَّة:

لا تدع العيد يكون الوقت الذي يُصبح فيه كلّ شيءٍ متاحًا؛ هذا سيجعلك تشعر بالذَّنب فحسب.

خذْ قسطًا وافرًا من النَّوم، وقم بنشاطٍ جسديّ اعتياديّ في كلّ يوم، ولا تُكثر من تناول الحلويَّات.

سادساً: خذْ نَفَسًا:

خصّص بعضًا من الوقت لنفسك؛ قد يمدّك قضاءُ 15 دقيقةٍ بمفردك -دون أيّ إلهاء- بالطَّاقة اللَّازمة لتحمّل كلّ ما تحتاج لفعله، فمثلًا قم بـ :

الذَّهاب في نزهةٍ ليليَّة مشيًا على الأقدام.

الاستماع إلى موسيقا مريحة.

قراءة كتاب ما.

إذا كنت لا تزال تشعرُ بالاكتئاب بعد انتهاء العيد؛ فربّما تكون الحالة أكثر من مجرّد كآبة عيد، ونقترح التَّواصل مع مختصين؛ إذ إنَّ علماء النفس يظنّون أنَّ استمرار هذا الاكتئاب قد يكون مؤشّرًا لحالاتٍ جديَّة أكثر كأمراض القلق والاكتئاب والاكتئاب الموسميّ.

ولهؤلاء الّذين يعانون من مشاكل نفسية مُسبقًا، قد تزيد ضغوطات العيد حالتَهم سوءًا.

لا تدع الأعياد تكون شيئًا تمقته، وصمّم عيدك بنفسك، هناك طرائقٌ كثيرةٌ صحيحةٌ للاحتفال؛ جد خاصَّتك وتواصل مع من تحب واستمتع بالعيد.

عيدٌ مباركٌ ودمتم بخيرٍ وصحة.

المصدر:

هنا

هنا

هنا

هنا