منوعات علمية > العلم الزائف

هل للقلب دور في حفظ العادات الشخصية والذكريات؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

القلب شعار العشاق عمر الزمان، ودائماً الناس بتربط المشاعر المختلفة متل الحب والعشق والاعجاب وحتى الكره بعمل القلب، وبالماضي كانوا يعتقدوا إنو القلب هو مركز التفكير وليس الدماغ، ولسا في كتير ناس لهلأ بيعتقدو هالاعتقاد! بس يا ترى هالحكي صحيح علمياً؟ رح نحكي بهالمقالة عن بعض الحالات يلي انشهرت إنها ناتجة عما يسمى (ذاكرة القلب)

ما هو مصدر فكرة أن القلب يفكر ويتذكر؟

في القرن الرابع قبل الميلاد، اعتقد أرسطو أنّ القلب هو العضو الأكثر أهميةً في جسد الانسان، وأنه مركز الذكاء والمشاعر والذاكرة، واعتقد كذلك أنّ وظيفة كلٍّ من الدماغ والرئتين هي فقط في تنظيم حرارة القلب.

وقبله كان ذلك الاعتقاد سائداً لدى أطباء كلٍّ من الصين ومصر الفرعونية، فقد اعتقد قدماء الصينيين أنّ الأحاسيس تنتقل من أعضاء الحسّ إلى القلب مركز الحكمة والبصيرة وهو من ينظّم تفاعل الإنسان مع محيطه، أمّا الفراعنة فقد آمنوا أنّ القلب هو المحرّك الأساسيّ لجسد الإنسان وأعطوه قداسةً رمزيةً ودينية، فعند التحنيط كان يتمّ تحنيط قلب الجثة والحفاظ عليه داخل تجويف الصدر، ويقوم المحنطون بإزالة الأحشاء الداخلية غير المهمة ومعها الدماغ والتخلص منهم لعدم فائدتهم في الحياة الخالدة للميت والتي كانوا يعتقدون بها. أمّا في العصور الأحدث نسبياً فبقي هذا الاعتقاد سائداً حتى القرن السابع عشر حيث كتب بعض الأدباء عن تخزين الذاكرة والصفات الشخصية ضمن أعضاءٍ غير الدماغ.

موضوع "ذاكرة الخلية" لا يزال غير واضح لدى الناس بنسبةٍ كبيرة، كما أن هناك بعض الأطباء والعلماء ممن يدعمون هذه النظرية، ومنهم الدكتور "بول بيرسال" الذي نشر عام 1998 كتاباً بعنوان (شيفرة القلب: استغلال طاقة وحكمة القلب)، واعتمد في كتابه على مجموعةٍ من الحالات الطبيّة الحديثة التي ستشكّل محور النقاش في مقالتنا، فهي تدور حول بعض مرضى نقل الأعضاء الذين عانوا من تغيرٍ في التصرفات والشخصية وميول الطعام، وذلك بعد خضوعهم لعمليات زرع قلب من متبرعين. واعتبر البعض أنّ هذه التغيّرات قد يكون سببها تخزين ذكريات المتبرّع ضمن خلايا الأعضاء المتبرع بها فيما يسمى "الذاكرة الخلوية".

سنقدم شرحاً بسيطاً عن خلايا القلب والفرق بينها وبين خلايا الدماغ: حيث أنّ القلب في الحقيقة هو عضلة تضخ الدم للجسم، يحوي الجسم على ثلاثة أنواع من العضلات: العضلات المخططة والعضلات الملساء والعضلة القلبية. وللخلايا القلبية ميزات تجمع بين العضلات المخططة والملساء، فهي تشبه العضلات المخططة بأنها تتلقى تعصيباً من الجهاز العصبي يجعلها تتقلص، إلا انها أيضاً قادرة على العمل بدون هذا التعصيب فهي تحوي على ناظمةٍ ذاتيةٍ تجعلها قادرةً على التقلص ذاتياً، الخلية القلبية أيضاً لا تتعب دائمة التقلص بسبب غناها بالميتوكندريا والميوغلوبين والتروية الدموية الجيدة.

يحوي القلب والكبد والكلية والعضلات وأغلب أعضاء الجسم على نسبةٍ عاليةٍ من الخلايا العصبية. افترض البعض أن هذه الخلايا تسبب ظاهرة "ذاكرة الخلية"، واستدلوا بأن مرضى زراعة القلب هم الأكثر احتمالاً لتغيرات الشخصية حيث سجّلت بعض الحالات التي اقترح أنّ "الذاكرة الخلويّة" قد تفسرها.

أحد الحالات التي تدعم هذه النظرية كانت مع كلير سيلفيا Claire Sylvia، التي لاحظت بعد عملية زرع قلب ورئة من متبرع عمره 18 عاماً أنها استيقظت ولديها رغبة كبيرة في تناول الناغيت والبيرة رغم أنها لم تكن تحبهما قبل العملية! كما كانت تحلم بشخصٍ يدعى تيم، وبعد البحث اكتشفت أن تيم هو من تبرع لها بالقلب وكان يحب الناغيت والبيرة! أحد الحالات الأخرى كانت لفتاة في الـ18 من عمرها تلقت قلباً من فتاة في العاشرة كانت قد تعرضت لجريمة قتل. تقول المتبرعة أنها أصبحت تعاني من كوابيس أن هناك شخصاً يهاجمها ويحاول قتلها، وأكّد طبيبها النفسي أن ما تشعر به حقيقي وليس خيالي!

قصّة أخرى انتشرت عن David Waters الذي أيضاً أصبح يحبّ الوجبات السريعة وخاصة "الهامبرغر" بعد عمية زراعة قلبٍ من متبرع كان يحبّ تلك الأطعمة، وقد انتشرت هذه القصة في الصحف واعتبرت أنّها دليلٌ على الذاكرة الخلوية للقلب.

للتحقّق من هذه الفرضية المبنية حتى الآن على قصص غير موثقة علمياً، تمّ إجراء دراسةٍ للتغيرات المرافقة لعمليات زرع القلب، نشرت في مجلة "Quality of Life Research" وأجريت على 47 مريض زراعة قلب على مدى عامين في النمسا، حيث أظهرت نتائج الدراسة أن 79% من المرضى لم يشعروا بأي تغير في الشخصية بعد العملية. 15% فقط قالو أنّ هناك تغيراتٍ بشخصيتهم ولكن هذا طبيعي وناتج عن تغير ظروف معيشتهم وصحّتهم بعد العملية. ولكن 6% فقط من المرضى قالوا بأنّ هناك "تغيراً كبيراً" بعد العملية.

رغم أن النسبة ضئيلة، فقد أجريت أبحاثٌ أخرى للتأكد من هذه الظاهرة. فقد أجريت دراسة أخرى في جامعة هاواي على 10 مرضى لبحث إن كانت التغيرات تدل على شيء، فهل هي تغيرات متوقعة بعد هكذا عملية أم أنها تحتوي على شبه لشخصية المتبرع، فأظهرت الدراسة أنّ 2-5 من هؤلاء المرضى عانوا من تغيرات قد تكون مشابهةً للمتبرعين. بعضها في حبّ بعض الأطعمة، الذوق الموسيقي والفني، وحتى المهنة.

ولكن ماذا قد يكون تفسير هذه الظواهر؟

قد يهمّنا قبل أن نحكم إن كانت هذه الظواهر تعود للصدفة أم لظاهرةٍ عصبيّة غامضة، أن نعرف العدد الهائل لمرضى زراعة القلب، فوفقاً لمركز المتبرعين بالأعضاء في أميركا تمّت عملية زراعة قلبٍ لأكثر من 28 ألف مريضٍ في عام 2012 فقط! والعدد يزداد كلّ عامٍ مع زيادة المتبرعين وتقدم التكنولوجيا الطبيّة القادرة على حفظ قلب المتبرع بعد الوفاة ونقله إلى جسد المتلقي.

هناك فرضيات في البيولوجيا عن وجود ببتيدات عصبية neuropeptides وهي الطريقة التي يتواصل بها الدماغ مع أعضاء الجسم. تم التأكد من وجود هذه الببتيدات في كلّ خلايا الجسم (ليس فقط القلب) ولكن ليس هناك دليل علمي عما إذا كانت قادرة على تخزين الذاكرة.

عمليّة حفظ الذاكرة ضمن الأعصاب في الدماغ فهي عمليّة معقّدة تبدأ بتلقي الإحساسات من المحيط عبر أعضاء الحس، ونقلها عبر السيالات العصبيّة إلى الدماغ حيث يستلم الدماغ تلك الإشارات العصبيّة ويحوّلها إلى مراكز عالية التخصص ضمنه ليتمّ ترجمتها إلى (شعور) أو بلغةٍ علمية (تجربةٍ حسية)، ويتمّ بناء وتراكم التجارب الحسية ضمن الدماغ لتتحوّل إلى ذاكرة بالاعتماد عليها يقوم الدماغ بمهام التفكير والتحليل والاستنتاج وغيرها، العين تبصر وتنتقل الإشارات البصرية نحو الدماغ، الجلد يلمس، الأنف يشم، واللسان يتذوق، وكل تلك المدحلات الحسية تنتقل نحو الدماغ لا نحو القلب. إذاً نلاحظ بالمقارنة مع بنية ووظيفة عضلة القلب وتشبيكه العصبي أنه ليس هناك بالأساس ايّ عمليّة نقلٍ لتلك المعلومات نحو القلب فهو بذلك لا يمكن أن يكون مركز تجميعها وحفظها.

يعني بالمختصر... لحد هلأ ما في أدلة علمية كافية لتدعم نظرية تخزين الذاكرة أو انو القلب بيشعر أو بيحب متل ما كل العالم مفكرة... لسا في دراسات لسى عم تصير... في حالات ذكرت انو في مرضى تغيرت شخصيتن وصارو يحبو أكلات ما كانوا يحبوها من قبل بعد عمليات زرع أعضاء بس كتير ممكن انو يكون في اسباب تانية سببت هالحالات الخاصة ويلي ممكن نقول إنها نادرة، ولسا –لحد هلأ- ما في دليل كافي لنقول انو هالحكي صحيح 100%. تخيلو مثلا اذا بيوم من الأيام احتجت عملية زرع شي عضو اني فيق تاني يوم بحب جستن بيبر؟

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا