الطب > السرطان

خلايا سرطانيَّةٌ معدلةٌ جينيًّا للقضاءِ على السرطان

جميعنا يعلمُ أنَّ السرطانَ يمكن أن يصيبَ أيّ مكان في الجسم البشريِّ؛ إذ تبدأ بعضُ خلايا الجسم بالانقسام دون توقفٍ وتأخذ بالانتشار في الأنسجة المُحيطة، وغالبًا ما تحدث هذه العملية حالما يحدث خطأٌ في عملية موت الخلايا التالفة وإعادة تشكيل خلايا جديدة؛ إذ تُنتج خلايا غير طبيعيَّةٍ تؤدِّي لاحقًا إلى تشكُّل الأورام، وذلك نتيجةَ انهيار عملية (موت الخلايا المُبرمَج ).

السرطان والجينات !!  

سبق لنا في مقالات سابقة أن تحدثنا عن العلاقة الوطيدة بين الخلايا السرطانيَّة والجينات التي نحملها من والدينا؛ إذ إنه -ببساطة- يُمكن توريث بعض التغيرات الجينيَّة التي تُسبب السرطانَ من جيل إلى آخر؛  كما يُمكن أن ينشأَ نتيجةً للأخطاء التي تحدث عند انقسام الخلايا أو بسبب تلف الحمض النوويِّ الناتج عن التَعرُض للإشعاع أو بعض المواد الكيميائيَّة.

تجدرُ الإشارة إلى أنَّ التغيراتِ الجينيَّةَ داخل الورم نفسه لا تتوقف مع استمرار نموِّه ممَّا يكوُّن مجموعة فريدة من الخرائط الوراثيَّة للأورام عند كل شخص، والذي بدوره يسمح أحيانًا بنشوء الطفرات في الحمض النوويّ. 

السرطان المنتشر والابتدائي :

هل فكرت يومًا: كيف ينتشر السرطان؟!

تشكّلُ العديد من السرطانات أورامًا صلبةً، ممَّا يعني أنَّها يُمكن أن تنتشرَ في الأنسجة القريبة؛ ويُمكن للبعض منها أن تسافرَ إلى أماكنَ بعيدةٍ في الجسم أيضًا عبر الدم أو النظام اللمفاويّ وتُشكِّلَ أورامًا جديدة بعيدة عن الورم الأصليّ.

للمزيد عن السرطان وكيفية انتشاره:

هنا

هنا

لكن السؤال الأهمّ هو: هل يُمكن أن نُعيدَ برمجة الخلايا السرطانيَّة جينيًّا ونستخدمها في القضاء على بقية خلايا الورم؟!!

في الواقع؛ لقد أبصر هذا المشروع النور على أيدي مجموعة من الباحثين في مستشفى  ''Brigham and Women's Hospital "

إذ يُشكِّل هذا المشروع -الذي يعتمد على الاستفادة من تحرير بعض السلاسلِ الجينيَّةِ من الخلايا السرطانيَّة والتعديل عليها- حجرَ الأساس في رسم خريطة طريق محتملة  لعلاج السرطان الأَوليّ والمنتشر مُستقبلًا.

والآن ربما أصبح يساورك الشكُّ أو ربما الفضول لمعرفة كيف أُجرِيت هذه الدراسة؟!

حسناً! بدايةً؛ طوَّر الباحثون نوعين مُختلفين من الخلايا المُعدلة جينيًّا:

الأُولى: كانت خلايا سرطانيَّة مُعدلة مُسبقًا يُمكن استخدامها بوصفها نماذجَ محفوظةً لمُطابقتها مع الأنماط  الظاهريَّة لمستضدات كُريات الدم البيضاء البشريَّة * (HLA) للمرضى.

أما النوع الثاني فكانت الخلايا السرطانيَّة الخاصَّة بالمريض والتي عُدلِت باستخدام تقنية  CRISPR * وفي أثناء عملية التعديل أدخل الباحثون جزيئاتٍ علاجيَّة للحثِّ على قتل الخلايا السرطانيَّة .

ويُذكَر أنَّ الفريق قد اعتمد في نتائجه على الفئران المُصابة بسرطان أَوليٍّ في الدماغ والمُنتشر لاحقًا إلى الثدي، وذلك عن طريق استخدام خواصِّ المستقبلات الخلويَّة في التعرُّف إلى الخلايا السرطانيَّة والتي سُميَت بـ "زرِّ القتل". 

وتجدر الإشارة إلى أنَّ الدراسة السابقة تُوضِّح الإمكانيات والسُبل العلاجيَّة لاستخدام الخلايا السرطانيَّة المُعدلة وراثيًّا وخصائصها في تطوير علاجاتٍ تستهدف المستقبلاتِ الخلويَّة للخلايا السرطانيَّة مستقبلًا .

الحاشية:

* Human leukocyte antigens HLA:

تساعدُ مستضدات كُريات الدم البيضاء البشريَّة الجهاز المناعيَّ في التعرُّف إلى بروتينات الجسم والبروتينات التي تُنتجها الأجسام الغريبة كالفيروسات والبكتيريا.

*CRISPR (pronounced “crisper”) Clustered Regularly Interspaced Short Palindromic Repeats: الأشكالُ العنقوديَّة المتناوبة المنتظمة القصيرة

وهي نوع من أُسسِ نظام الدفاع البكتيري التي تستخدمها لاستهداف امتدادات مُعينةٍ من الشِيفرات الوراثيَّة وتحرير الحمض النوويِّ في مواقعَ مُحددةٍ من الخلايا المستهدفة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا