المعلوماتية > برمجيات

خبر مفرح لمُهندسي البرمجيات؛ مُساعد Amazon الافتراضيّ في خدمتكم.

كثيرًا ما يُعاني المبرمجون من العدد الهائل لأسطر النصوص البرمجية التي يحتاجون لكتابتها في أثناء بناء البرامج، ويواجهون أعمالًا يوميّةً اعتياديةً تُشتّت تركيزهم في تنفيذ المهام الأكثر أهمية أيضًا؛ في هذا المقال سنتحدّث عمّا توصّل إليه الباحثون عن إمكانيّة برمجة المُساعد الافتراضي لأمازون (Alexa) من أجل مساعدة مهندسي البرمجيات في توفير الجهد والوقت لتحقيق المهام متعددة الخطوات.

-- 

استطاعت مجموعة من علماء الحاسوب تحويل مُساعد أمازون (Alexa) لأداة تُساعد مهندسي البرمجيات في عملهم؛ إذ يستطيع هذا المساعد الافتراضي تنفيذ المهام البرمجية الاعتيادية، و المساهمة في زيادة الإنتاج وتسريع سير العمل.

يستخدم مهندسو البرمجيات العديد من الأدوات المختلفة لتنفيذ أي مشروع؛ إذ يعملون وفق نصوص برمجية مكوّنة من ملايين الأسطر، ويستخدمون مجموعة مختلفة من الأدوات المستقلة تُساعدهم في تعديل الأنظمة وبنائها واختبارها  وفي إدارة المشروع، وذلك للتمكّن من تشغيل البرامج بسلاسة.

يقول Nick Bradley -قائد هذا العمل-  من خلال بحثه في جامعة كولومبيا البريطانية: " تُعدّ عملية التبديل بين الأدوات المختلفة أمرًا بالغ الصعوبة؛ إذ إنَّ كُلَّا منها يستخدم بِنية فريدة؛ ما يتطّلب فهمًا لكيفية جمع هذه الأدوات فيما بينها، لذا انطلقت فكرة استخدام Alexa للتخفيف من تعقيد استخدام هذه الأدوات المختلفة، ولتقصير الوقت المستغرق في فهم آليّة عملها كمجموعةٍ واحدة".

وفي سبيل ذلك؛ قرّر كلٌ من Bradley و أستاذَي علوم الحواسيب Reid Holmes و Thomas Fritz اختبارَ قدرة المُساعد الافتراضي لأمازون على المساعدة في هذه العملية، وأرادوا من مهندسي البرمجيات استخدام لغة تخاطبية بسيطة كي يطلبوا من Alexa استكمال بعض مهامّهم (بالطريقة التي نطلب بها إعطاءنا توقعات الطقس أو تشغيل أغانينا المفضلة نفسها).

ووضّح الباحثون أن العملية كانت أعقد من مجرّد تعليم Alexa بعض العبارات الرئيسة وربط تعليمات العمل وأوامره مختلفة؛ إذ كان لا بدّ من تحقيق المهام متعددة الخطوات، والتي يتوجب على المهندسين تنفيذها وبناء نظام لأتمتتها.

يُبين الشكل الآتي آلية العمل المستخدَمة؛ إذ يُعبّر المطورون عن هدفهم باستخدام اللغة الاعتيادية من خلال طبقة التخاطب، لتقوم الخدمة المحدَّدة بترجمة اللغة عالية المستوى إلى سلسلة أعمال تُنفَّذ تلقائيًّا بلغة برمجة "منخفضة المستوى".

طلب الباحثون من 21 مهندسًا يعملون في شركات البرمجة البريطانية اختبار نظامهم و تقييمه، وعلى الرّغم من إبدائهم العديد من التعليقات الإيجابية التي تؤكّد أنَّ هذه الأداة مفيدة وفعالة؛ لكن كان هناك بالمقابل تحدٍّ واحد؛ فيقول Bradley: "تمثَّلت المشكلة الرئيسية في استخدام الأوامر الصوتية في بيئة مكتبية؛ إذ إنّها تُشتت تركيز مَن هُم بالجوار"، ويتّجه علماء الحواسيب في عملية التطوير القادمة إلى إنشاء برنامج دردشة لتحقيق وظيفة مماثلة؛ فيستطيع المهندس كتابة الحد الأدنى من الطلبات؛ ليقوم النظام بتنفيذ مهام متعددة الخطوات؛ الأمر الذي يتيح التركيز على الأجزاء الأكثر أهمية في العمل البرمجي .

يَصف البروفيسور Holmes هذا البحث بأنه جزء من مجهود أكبر يهدف إلى فهم كيفية أداء مهندسي البرمجيات لأعمالهم ويقول: "إنّ وتيرة التغيير في مجال البرمجيات سريعةٌ للغاية، لدرجة أنَّ المُهندسين لا يملكون الوقت الكافي للتأمل والتفكير في طريقة عملهم، إنَّ مهمتنا في المجال الأكاديمي تكمن في الرجوع خطوة للوراء والتفكير في كيفية دعم المهندسين على نحوٍ أفضل من أجل بناء أنواع البرامج التي نعتمد عليها في مجتمعنا الحديث بسرعة وعلى نحوٍ صحيح، وفيما يزداد تعقيد الأنظمة وحجمها  يومًا بعد يوم؛ يُمكن للمُساعدين الشخصيين المُساهمة في إيجاد طريقة تجعل المطوّرين أكثر فاعلية في هذه البيئة السريعة".

ومن الجدير بالذكر هنا؛  أن الباحثين يسعون إلى برمجة المساعدين الافتراضيين كي يُساهموا في مجموعةٍ واسعةٍ من المهن؛ بما في ذلك الطب و القانون و المُحاسبة، ويقول البروفيسور Holmes: "لك أن تتخيل موقفًا يقرأ فيه محامٍ موجزًا قانونيًا ويطلب من Alexa العثور على قضايا ذات صلة بمواضيع مماثلة لمساعدته في البحث".

المصادر:

[1] - هنا

[2] - هنا