الفنون البصرية > فن وتراث

الجميلة النائمة؛ مومياء محنطة منذ ألفي عام

صرّحت عالمة الآثار مارينا كيلونوفسكايا؛ الباحثة في معهد سان بطرسبرغ لتاريخ الثقافة المادية: "ليست مومياء كلاسيكية؛ إذ بقي القبر مغلقًا بإحكامٍ تحت الغطاء الحجري طوال الوقت ليخضع الجسم بذلك للتحنيط الطبيعي"، فقد كشف علماءُ الآثار في جنوب سيبيريا عن بقايا امرأة محنطة، مزينة بالحرير بعناية، ومحاطةٍ بالأشياء الثمينة بعد بقائها تحت الماء لسنوات عديدة!

وقد رصد الفريق القبر على ضفة نهر ينسي عند سد سايانو شاشينسكايا (Sayano-Shushenskaya)، والذي يغذّي محطةً لتوليد الطاقة الكهرومائية، إذ بقي تحت الماء لعدة عقود منذ بدأت خزانات السد بالامتلاء في ثمانينيات القرن الماضي.

يعتقد علماء الآثار في معهد سان بطرسبرغ لتاريخ الثقافة المادية أن المومياء دُفنت في وقتٍ ما من القرن الأول الميلادي، لكنّ دفنها لم يكن اعتياديًا؛ فقد وُضعت في تابوت حجري وهذا ما جعل بقاياها تنجو من الانجراف.

في شهري مايو ويونيو من كل عام، تنحسر مياه النهر مما يعطي علماءَ الآثار مدةً زمنية قصيرة للوصول إلى المواقع الأثرية التي كانت مغطاة بالكامل، وقد أضافت عالمة الآثار مارينا كيلونوفسكايا: "عُثر على مومياء امرأةٍ شابةٍ داخل قبرٍ في مقبرة تيريزن على ضفة خزان المياه، وقد حُفظ الجزء السفلي من الجسم جيدًا"

وقد عُثر على أنسجة طريةٍ وجلودٍ وملابس وأشياء أخرى بسبب حفظ المدفن جيدًا من الداخل، وتشير الملابس وغيرها مما اكتُشف داخل القبر إلى أن السيدة كانت من جماعات "الهون" الرُحّل وحظيت بتقديرٍ كبيرٍ من قبل شعبها.

وأضافت ناتاليا سولوفييفا Natalya Solovieva نائبة مدير المعهد: "نعتقد أن ثياب المومياء حريرية، وقد عُثر كذلك بالقرب من الرأس على صندوقٍ خشبيٍّ مستدير مغطى بلحاءِ شجر البتولة وبداخله مرآة صينية".

الجدير بالذكر وجود مُكتشفات مشابهة منها: مومياء أوتزي  (Otzi) أو ما يسمى بمومياء رجل الثلج؛ وهي جثة رجلٍ محنّطةٍ بجليد الجبل الجليدي والتي حُفظت حوالي 5000 عام، ومومياء جيبيلين (The Gebelein) والتي حُنطت طبيعياً بفعل حرارة وملوحة وجفاف الصحراء المصرية.

ولا بدّ من إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد كيفية الحفاظ على "الجميلة النائمة" بهذا الشكل، ومن المتوقع كذلك أن يكشف تحليل جسد المومياء وموجودات القبر الكثير عن ثقافتها و حياتها على وجه الخصوص.

المصدر: 

هنا