التعليم واللغات > اللغويات

اكتشاف لغة جديدة في شرق آسيا - لغة الجيديك

وجد علماءُ لغويات من جامعة (لوند) في السويد لغةً في شبه جزيرة الملايو لم تكن معروفة من قبل، وأُطلقوا عليها اسم (جيديك). تقول (جوان ياغر)، الطالبة في مرحلة الدكتوراه في جامعة (لوند): "إن توثيق اللغاتِ المهددةِ بالاندثار مثل لغة (جيديك) لهو أمرٌ في غاية الأهمية، كما أن هذا يمنحنا رؤيةً جديدة للوعي والثقافة البشريتين". ويقول (نيكولاس بورينهولت)، الأستاذ المشارك في اللغويات العامة في جامعة (لوند): "إن لغة (جيديك) ليست لغةً كانت تتحدث بها قبيلةٌ غيرُ معروفة في الأدغال، كما قد يتخيل البعض، بل إن متحدثيها كانوا يسكنون في قرية سبق أن درسها علماءٌ مختصون في علم الإنسان (الأنثروبولوجيا)، وبصفتنا علماء لغة، كان لدينا تساؤلات من نوع آخر وقد وجدنا شيئًا أغفله أولئك العلماء". وجدير بالذكر أن الأستاذ (بورينهولت) جمع الأساساتِ اللغويةَ الأولى من متحدثي لغة (جيديك).

 إن هذه اللغةَ مشتقةٌ من اللغات الأسلية Aslian المشتقة بدورها من اللغات الأستروآسيوية Austroasiatic ويتحدث بها 280 شخصًا من الصيادين الرُحّل في شمال شبه جزيرة الملايو. اكتشف الباحثون هذه اللغةَ خلال مشروع توثيق اللغة يدعى "لغات شعب السيمانج" حين زاروا قرىً متعددةً لجمع بياناتٍ لغويةٍ خاصة بمجموعاتٍ مختلفةٍ من متحدثي اللغات الأسلية، واكتُشفت لغةُ (جيديك) أثناء دراستهم لغة (جاهاي) في المنطقة نفسها.

تقول (ياغار): "لاحظنا أن مجموعةً كبيرةً من سكان القرية يتحدثون لغةً جديدة، فهم يستخدمون كلماتٍ وأصواتٍ وتركيباتٍ لغويةً لا تُستخدم في لغة (جاهاي)، وكانت بعضٌ من تلك اللغات شبيهةً باللغات الأسلية المتحدثِ بها في مناطقَ أخرى بعيدةٍ في شبه جزيرة الملايو".

إن المجتمع الذي تُتحدث فيه لغة (جيديك) هو مجتمعٌ يتساوى فيه الجنسان أكثر من المجتمعات الغربية، ولا يوجد فيه عنفٌ مجتمعي ودائمًا ما يشجعون أطفالَهم على عدم التنافس، ولا يوجد عندهم قوانينٌ أو محاكم، ولا يوجد وظائفُ أيضًا عدا أن الجميع لديهم المهاراتُ المطلوبة في مجتمعات الصيادين الرُحّل، كما لا توجد مصطلحاتٌ محليةٌ تتعلق بالمهن أو المحاكم والقوانين، وليس هناك أفعالٌ محليةٌ تُعبِّرُ عن الملكية مثل "يقترض" أو "يسرق" أو "يبيع" أو "يشتري"، بل لديهم بدلاً منها مفرداتٌ غنيةٌ للتعبير عن التبادل والمشاركة.

ويوضح (بورينهالت): "هناك عدة طرق لتصبح إنسانًا، ولكن عادة ما تكون مجتمعاتُنا الحديثة والحضارية هي المعيار لما يمكن أن نعدَّه بشريًا على مستوى العالم. لدينا الكثير لنتعلمه -ولا سيما عن أنفسنا- من الثروات اللغوية والحضارية الهائلة غير الموثقة والمهددة بالانقراض".

قضى (ياغار) و(بورينهالت) وقتًا طويلًا يعملان مع متحدثي اللغات الأسلية وهذا ضروري من أجل دراسة اللغات وملاحظتها وتسجيلها بمنهجية، فإجراء المقابلات فقط لن يكون كافيًا، إن هذا العمل يعتمدُ على عمالٍ ميدانيين مخلصين ذوي شغفٍ عظيمٍ باكتشاف المزيد عن التنوع اللغوي.

يوجد حاليًا ما يقرب 6000 لغةٍ حيةٍ في العالم، ويتحدث ما يقرب من 80% من سكان العالم إحدى اللغات الأساسية، بينما يتحدث 20% واحدة من 3600 لغةٍ ثانوية، ويتوقع العلماءُ انقراضَ نصف لغات العالم بعد مئة عام من الآن.

يمكنكم الاستماع إلى نموذج من هذه اللغة هنا

المصدر: 

هنا