منوعات علمية > الطب البديل حقائق وخرافات

الوخزُ بالإبر: ماهيَّتُه، مبدأُ عمله ومدى جدوى فعاليَّته.

ما هو الوخزُ بالإبر؟

هو علاجٌ مستمدٌّ من الطب الصيني القديم، ينطوي على استخدام الإبر أو الحرارة أو الضغط أو التيار الكهربائي لتحفيز نقطة أو عدة نقاطٍ من الجسم لأهدافٍ علاجيَّة أو وقائيَّة.

يعتمدُ التقليديُّ منه على أنَّ هذا العلاج يساعدُ على تدفُّق "طاقةٍ داخلية" تُسمَّى Qi (تُلفَظُ Chee) خلال قنواتٍ في الجسم تُسمَّى Meridians، فيما يُستخدم في الطِّبِّ الغربي كعلاجٍ لاحقٍ لتشخيصٍ طبي.

مبدأ عمل هذا العلاج:

يشتملُ على تحفيز أعصابٍ حِسِّيَّة تحتَ جلد وعضلات الجسم، ممَّا ينتجُ عنه إفراز موادٍّ طبيعيةٍ مثل الإندروفينات التي تساعد على تخفيف الآلام. يُتوقَّعُ أنَّ هذه المواد المُفرَزة هي المسؤولة عن التأثيرات المفيدة المُصاحبة للوخز بالإبر.

عن الإبر و"النّقاط" :

تُدخَل الإبر الدقيقة - وحيدة الاستخدام، والتي تملك طولاً من عدّة سنتيمترات - في مناطقَ محددةٍ من الجسم تُعرف بـ "نقاط وخز الإبر"، إذْ تُختَارُ تبعاً لحالة المريض ويمكنُ أن يصل عددُها إلى ١٢ نقطة وأحياناً أكثر من ذلك اعتماداً على عدد الأعراض التي يملكها المريض.

تُدخَلُ الإبرُ تحتَ الجلد فقط أو أعمق من ذلك حتى تصلَ نسيجَ العضلات.

ما إن تُدخل حتى تُترك في مكانها لفترةٍ من الزمن تتراوحُ بينَ عدَّة دقائق وقُرابَة نصف ساعة، ويقومُ المعالجُ في بعض الحالات بتدوير الإبر أو استثارتها بتيارٍ كهربائيٍ خفيف (ما يُسمَّى الوخز بالإبر الإلكتروني).

عن الجلسات:

عادةً ما تستغرق جلسة علاج أولية ٢٠ـ٤٠ دقيقة يتخلّلها تقييمٌ عن صحّة المريض العامة، وتاريخه الطبي وفحصٌ فيزيائي متبوعٌ بإدخال الإبر، إذ يُطلَب من المُعالَج أن يجلس أو يستلقي وأحياناً أن يخلع بعض الملابس ليتمكّن الممارس من الوصول إلى أماكن محدَّدة من الجسم.

قد تستلزم بعض الحالات جلساتِ علاجٍ مستمرٍّ من أجل تحقيقِ تأثيرٍ طويلِ الأمد.

في أيّ الحالات يُعتَمَد؟

ممارسو هذه المهنة يعالجون نطاقاً واسعاً من الحالات الصحيّة، ومن الأعراض المُثبَت أنَّ الوخز بالإبر يساعد على تخفيفها -حسب تقارير المرضى- عندما يُمارَسُ من معالجين مختصّين:

الآثار الجانبية:

يُعَدُّ العلاجُ بالإبر آمناً بشكلٍ عام عندما يُمارَس من مزاولين متمرِّسين، ولكنّه كأيّ علاجٍ آخر قد يصاحبه بعض النتائج غير المُحبَّبة، إذ ظهرت لدى بعض الأشخاص آثارٌ جانبية قصيرة الأمد مثلَ:

- ألم في أماكن دخول الإبر.

- نزيف أو كدمات في أماكن إدخال الإبر.

- نعاس.

- شعور بالدوار أو الإغماء.

- تأزُّم أعراضٍ موجودة مسبقاً.

مضادات استطباب العلاج بالوخز

هناك عدّة حالاتٍ يُشطَبُ فيها اللجوء للوخز بالإبر من قائمة المعالَجات المتاحة للمرضى، نذكرُ منها:

- في حالة انخفاض تعداد الكُريَّات البيض أو تعداد الصَّفيحات الدموية أو سوابق التهاب شغاف القلب .

- في حالة استخدام منظّم القلب: لا يُنصَح بالتحفيز الكهربائي للمرضى الذين يستخدمون الأجهزة الطبية الكهربائية.

- خلال الحمل: العلاج بالإبر آمنٌ للنساء الحوامل على نحوٍ عام، ولكن قد تتسبَّبُ بعض النقاط المُستخدمة في جلسات المعالجة بتقلّصاتٍ رحميّة، إذ يُنصح النساء الحوامل بإخبار المعالِجين قبل البدء بالمعالجة.

- إن كان المريض مصاباً باضطراباتٍ نزفيّة مثل النّاعور.

- في حالة كان المريض لديه حساسية ضد المعادن أو عدوى في أماكن إدخال الإبر.

هل الوخز بالإبر مُثبَت علميّاً؟ وإن كان كذلكَ هل يمكن الاعتماد عليه كلِّيَّاً؟

إنّ الدراسات الطبية التي تتضمن قياس درجة الألم عند المرضى شيءٌ معقّدٌ، فهي تعتمد على تقاريرٍَ عن تجاربَ شخصيةٍ للمرضى عن مدى إحساسهم بالألم، وهذا ما جعل الدراسات التي حاولت وصف آلية عمل هذا العلاج تتفاوت في تقرير مقدار جدواه.

على الرّغم من ذلكَ فقد قامت الكثير من الدراسات بمراقبة آثار العلاج بالإبر وحاولت تسليط الضوء أكثر على مدى جدوى هذا العلاج. ما تمّ التوصل إليه هو أن الوخز بالإبر يساعد على التخفيف من أعراض بعض الأمراض وليس على التعامل مع الأسباب الكامنة وراءَها، وكما لاحظنا عندما ذكرنا استخدامات هذا العلاج فإنّ مجال فعاليته يتمحورُ عن تخفيف الآلام أو الآثار الجانبية المُصاحبة لمرضٍ أو علاجٍ ما.

المصادر :

هنا

هنا

هنا