الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

تتحدّث الدلافينُ فيما بينها؛ فهل نفهمُ ما تقوله؟

قد لا تعني أصوات الدلافين شيئاً لك، لكنّها على ما يبدو الوسيلة التي يقدّم بها الدلفين نفسه. فبسبب محدوديّة الرؤية تحت الماء وفي أعماق المحيطات، تصدر الدلافين أصواتاً للتواصل مع بعضها وللتعريف عن نفسها بين أفراد مجموعاتها، لكنّ هذه الأصوات ليست ببساطةٍ لمجرّد التعرُّف على الصوت كما هو الحال عند معظم الحيوانات، إنّما هي أصواتٌ بتردُّداتٍ مختلفة يمكن لها التمييز بينها.

كشفَ العلماء منذ مدّةٍ طويلةٍ أنّ الدلافينَ تُعرِّف نفسها بأسماء، ولكنْ ساد الاعتقاد أنّ صوت هذه الحيوانات مثله مثل بعض القرود، هو العنصر الأساسيّ في المكالمة، إلى أن أسر فريقٌ من الباحثين من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا سبعة ذكور وسبع إناثٍ من الدلافين في خليج ساراسوتا في فلوريدا وإجراء دراسةٍ عليها.

سجّلَ الباحثون نداءات صوت كلّ دلفين، ثمّ أزالوا الخصائص الصوتيّة لكلِّ نداءٍ رقميّاً، وشغّلوا هذه الأصوات المُحَوسَبة والنسخ الرقميّة لنداءاتٍ أخرى عشوائيّة من خلال مكبّرات الصوت تحت الماء حيث التقطت الدلافين، وفي تسع حالاتٍ من مجموع الحيوانات التي اختبرت؛ أبدت الدلافين تجاوباً مع الأصوات التي تشبه النداءات الخاصّة بأقربائها أو أفراد مجموعتها. ممّا يدلُّ على أنّ الدلافين تتنبّه إلى هذه النداءات كنغماتٍ تتغيَّرُ مقاماتها وطبقاتها وليست كمجرَّد أصوات، فكلُّ دلفين له صوته الخاصّ، لكنْ عند إزالة الميّزات الصوتيّة تبيّن أنّ الدلافين في الواقع تولي اهتماماً للنغمات لا الصوت.

يصعبُ التواصلُ بصريّاً تحت الماء لذلك تختار الدلافين لنفسها أسماء منذ فترة حضانتها، بواسطة تعلُّمها من الأصوات المحيطة بها ومن أفراد مجموعتها، لتستخدمها خلال حياتها لطلب المساعدة من الأفراد الآخرين أو في حال ابتعادها والضياع عن المجموعة.

ومن نتائجِ الدراسة أيضاً أنّ الدلافين تملك المئات من النداءات، تستخدم بعضها عند تناولها الطعام والكثير غيرها لم تُحَدَّد أسبابها بعد. وبذلك تكون الدلافين إحدى أكثر الحيوانات التي تتحدّث فيما بينها على الرغم من أنّنا لا نعرف ما يقولونه.

المصدر:

هنا