الطب > طب الأسنان

ثورةٌ علاجيّة ضد الآفات الفموية

يُصابُ مرضى كثيرون -من فئاتٍ عمريةٍ مختلفةٍ ومن كلا الجنسَين- بآفاتٍ فمويةٍ مزعجةٍ نتيجةً لأسبابٍ لا مجال لحصرِها وعلى رأسها التهابُ الفم القُلاعي (هنا ) -أو ما يُعرف بالقُلاع- والحزاز المُسطَّح الفموي (هنا ).

استُخدِمت المضامضُ الفمويةُ المطهرةُ أو الكريمات أو المراهم بوصفها علاجًا أساسيًّا لهاتَين الآفتَين حتى الأمسِ القريبِ، وافتقرَ ذلك إلى الفعالية المناسبة لعدم فهم العامل المُمرِض في كليهما، وقد اعتُمِد على ستيروئيداتٍ معدِّلةٍ للمناعة -لتقليل الالتهاب والألم المرافقَين لهما- وفقَ أحدَ الطريقين الآتيين:

أ – جهازيٍّ: وهو على الرغم من فعاليّته؛ فإنّه يؤدِّي بسرعةٍ إلى آثارٍ جانبيةٍ غير مقبولة تقودُ إلى وقف العلاج.

ب – موضعي: عن طريق غسول الفم أو المواد الهلامية.

تُعَدُّ طرائقُ التطبيق الموضعي السابقة دون المستوى المطلوب نظرًا للتدفُّق المستمر للُّعابِ والضغط الميكانيكي داخل التجويف الفموي، الذي يؤدي إلى انحلال المادة الفعالة للدواء في اللُّعاب، ومن ثمَّ فتراتُ تعرُّضٍ أقصرَ للمادة الفعالة مع الآفات وفقدانِ قيمتها المرجوَّة.

ومن هنا جاءت الفكرة لباحثِين متعاونين؛ من جامعة شيفيلد (بريطانيا) وشركة (Dermtreat A/S) الدانماركية؛ بإبقاءِ الدواء فتراتِ تعرُّضٍ أطولَ مع الآفات المرضية للحصول على نتائج أفضل.  وبدأتِ الفكرةُ بالتَّطوُّرِ في بداية عام 2013 على يدِ الباحث (Jens Hansen) من جامعةِ (sheffield) البريطانية بالتعاونِ مع باحثين آخرين؛ لتُبصِرَ النُّورَ عام 2014 بتجاربَ مخبريةٍ ناجحةٍ لاقت استحسانًا كبيرًا من كثيرٍ من الباحثين المشهورين.

أُجريَت التَّجاربُ السريريةُ الأوَّليةُ على عددٍ من المتطوّعين عام 2015، وكانت الشركة (Dermtreat A/S) قد صرّحت أنّها ستُخضعُ الرُّقعة (Rivelin Clobetasol) لاختبارِ تحمُّلٍ قبل بدء المرحلة الثانية من الدراسة السريرية في منتصف هذا العام 2018 على المرضى المُصابين بأمراضِ الغشاءِ المخاطي المؤلمة.

أُنتِجَت الرُّقَع البلمرية القابلة للالتصاق على الغشاء المخاطي (Polymeric mucoadhesiva patches) وعُدِّلَت خصائصُها الفيزيائية وسُميَّتُها الخلوية قبل إجراء دراسة على الإنسان لتقييم بقائها وتقبُّلها وفائدتها، وأظهرت النتائج قدرةَ الرُّقَع على الالتصاق المديد بالغشاء المخاطي دون إحداثِ ضررٍ نسيجي، وتحرير الجرعة العلاجية المناسبة من المادَّة الدوائية في الأوقات المحددة.

يقولُ الدكتور (Craig Murdoch) المؤلِّفُ الرئيسيُّ للبحث "شعرَ المرضى المُختبِرين للرُّقَع براحةٍ كبيرةٍ لدى استخدامِها، وفرحوا كثيرًا بامتداد زمن التصاقها والذي يجعلها فعَّالةَ ونافعةً".

المصدر:

هنا

هنا

هنا

هنا