الفيزياء والفلك > أطلس الكون المصوّر

الأرض، منزلنا الفضائي العائم.

الأرضُ هي ثالثُ كواكبِ المجموعةِ الشمسيَّة بعد عطارد والزهرة، والكوكبُ الوحيد الذي نعرف أنَّ عليه حياة؛ و أيُّة حياة! بل و تدعم أيضًا ملايين الأشكال المختلفة من الحياة.

هي أكبر الكواكب الصَّخريَّة في النِّظام الشَّمسي من ناحية الكتلة والكثافة والقطرِ بعد الزهرة و المريخ ثم عطارد، و قد ظهرت الحياة على سطحها حسب التقديرات في المليار سنةٍ الأخيرة، ومنذ ذلك الحين أدَّى النظام البيئي (الإيكولوجي) للأرض إلى تكوُّن الغلاف الجوي والذي يُعدُّ درع حمايةٍ للحياة على الكوكب وسطَ الفضاء المتوحِّش.

 

 

معلوماتٌ عامَّة عن الكوكب الأزرق:

بعض الأرقام المُهمَّة عن الأرض:

•    القطر: 12756.3 كم

•    الكتلة: 5.972 × 10²⁴ كغ

•    متوسط المدار: 149،600،000 كم عن الشمس (1.00 وحدة فلكية - AU)

•    متوسِّط السُّرعة المداريَّة: 107،200 كم/س

•    الميل المداري: 7.155° بالنِّسبة لخطِّ الاستواء.

•    مِساحة السَّطح:

148،940،000 كم² من اليابسة (29.2%)

361،132،000 كم² من الماء (70.8%)

•     عدد أيام السنة: 365.3 يوم

•     طول اليوم: 23س 56د 4.100ث

•     درجة الحرارة : من -89 إلى +57 درجة مئوية (-128 إلى +134 درجة فهرنهايت)

 

 

الغلاف الجوي الأرضي:

هو طبقةٌ من خليط غازاتٍ تحيط بالكرة الأرضيَّة مُنجذبة إليها بفعل جاذبية الكوكب، و يحتوي على:

78.09% من غاز النيتروجين

 20.95% من الأكسجين

 0.93% من الآرغون

 0.04% من ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، والهيدروجين، والهيليوم، والنيون، والزينون.

يحمي الغلافُ الجويُّ الأرضَ من امتصاص الإشعاعات الخطيرة، و هو من يحافظُ على إعتدالِ و حفظِ درجات الحرارةِ و ملاءمتها لظروف العيش بها، فالأرضُ والقمرُ على نفسِ البُعد عن الشَّمس تقريبًا، لكنَّ حرارة القمر تتراوح ما بين +127° نهارًا  و-173° ليلًا، عكس الأرض التي تحافظ على حرارتِها بسبب غلافها الجوي كما ذُكر سابقًا.

 

 

طبقةُ الأوزونِ -الأوزون عنصرٌ كيميائيٌّ مكوَّن من ثلاث ذرَّات أكسجين، ورمزه الكيميائيُّ: O3- هي جزءٌ من طبقات الغلاف الجويِّ وليست الغلاف الجوي بأكمله كما يظنُّها البعض، إذ تُعدُّ إحدى مكوِّنات طبقة "الأستراتوسفير" وهي تعمل إضافةً إلى المجال المغناطيسيِّ للأرض على حجب الإشعاعات الضَّارَّة وإبعاد الجسيمات الأوليَّة المشحونة القادمة من الشَّمس، بل وتعمل طبقةٌ أخرى تسمى "الأيونوسفير" من الغلاف الجوّي على إستغلال تلك الجسيمات و استعمالها في عكس الموجات الراديوية كالمرآة مما يجعل الاتصالات اللاسلكيَّة و البثَ الإذاعي ممكنًا على الأرض.

 

خمسةُ أشياء يجب معرفتها عن الأرض:

1- الحجم:

إذا كانت الشمس بطول البابِ النموذجي، فإنَّ الأرض ستكون بحجم ذرَّة النيكل.

2- الصخرة الثالثة:

الأرض هي الكوكب الثالث بُعدًا عن الشمس، و أثناء هذه الثانيَّة دارت الأرض حولها 29.78 كيلومتر ضمن مدارٍ متوسِّط بعده عن الشَّمس 149،6 مليون كم (94 مليون ميل).

3- القمر:

للأرض قمرٌ "طبيعي" واحد. و مؤكَّدٌ أنَّك قد رأيته! و قمر كوكب الأرض هو خامسُ أكبر قمرٍ في النِّظام الشَّمسي، ويترتَّب على دوران القمر حول الأرض بروزُ ظاهرة المدِّ والجزر الذي يحدث في المسطَّحات المائيَّة، والحفاظُ على ثبات ميل محور الأرض والبُطء التدريجيُّ في دورانها.

4- الأرض ليست كروية!:

في الحقيقةِ شكلُ الأرض ليس كرويًا وإنما هي بيضاويَّة (شبه كروية)، ويرجع ذلك إلى قوَّة الطَّرد المركزي في كوكب الأرض، وهذا لأنَّها تدور حول محورِها مما يجعلُها تبدو أكثر انتفاخًا (منبعجة) عند خط الاستواء،

وأعلى نقطة فوق مستوى سطح البحر على الأرض هي قمَّة (جبل إيفرست) بـ 8848 متر، وأدنى نقطة هي خندق (ماريانا) في المحيط الهادي (11،3 كم تحت سطح البحر).

5- المياه الصَّالحة للشُّرب:

يوجد فقط ما نِسبته 3٪ من الماء على سطح الكوكب مياهٌ عذبةٌ والتي يُمكن شربُها في حين أنَّ 97٪ منها مياه مالحة وثلثي الكمية العذبة الضئيلة هي عبارةٌ عن جليدٍ وأنهارٍ جليديَّة في القطبين.

 

قشرة الأرض أو السَّطح الخارجي للأرض:

يحتوي باطنُ الأرض النَّشط على طبقةٍ وُسطى سميكة، تصل في سمكها قرابة 4000 كيلومتر، وهي تشكِّل مايسمى بـ "الغلاف الأرضي"، وهو سائلٌ صلبٌ نسبيًّا، ومقسَّم إلى لبٍّ خارجي سائل عالي اللزوجة، يخرج أحيانًا في صورة صهارة إلى سطح الأرض عندما تنشط البراكين، ويوجد ذلك اللبُّ الخارجي في حركةٍ دائمةٍ ينشأ عن حركته المجال المغناطيسي للأرض، أما اللبُّ الداخلي فصلبٌ شديد الكثافة، وتزداد نسبة كثافته مع ازدياد الاقتراب من النَّواة المركزيَّة للأرض.

مكونات الكوكب (حسب الكتلة):

34.6% Iron (حديد)، 29.5% Oxygen (أكسيجين)، 15.2% Silicon (سليكون)، 12.7% Magnesium (منغنيز)، 2.4% Nickel (نيكل)، 1.9% Sulfur (كبريت)، 0.05% Titanium (تيتانيوم)، 3.65% كميات قليلة من عناصر أخرى.

 

 

تَسمح البيئة على الأرض بالحياة بسبب بُعدها المناسب عن الشَّمس، ووجود عناصر كالماء والأكسجين والكربون والنيتروجين التي تكوِّن المادَّة الحيَّة هو ما جعلها بيئةً متكاملةً تحتاج الحفاظ عليها وعدم الاضرار بها كي لا تفقد حياةُ البشر نضارتها وقوتها على البقاء، وقد تختفي أيضًا بعض الأحياء الأخرى بسبب استغلال الإنسان لثرواتِ الأرض دون حساب.

هذا وقد ظهر في الثَّقافة البشريَّة تعابير مختلفة عن الأرض، فبعض الحضارات القديمة جسدتها كآلهة، والبعض اعتقدها مسطَّحة، وقال آخرون أنَّها مركز الكون، بينما أجمع الاتجاه السائد حاليًا وأدرك أخيرًا مثاليَّة بيئة عيش هذا الكوكبِ و التي تتطلَّب إشرافًا عالميًا عليها لصيانتِها من الأخطار التي تهدِّدها، والتي من شأنها أن تهدِّد الإنسان ذات نفسه في نهاية المطاف.

 

 

وثائقيُ "HOME – بَيتُنا" هو فيلمٌ مترجمٌ إلى أربع عشرة لغة (أدَّى النَّسخة العربيَّة الفنان الفلسطيني محمود سعيد)، إذ بدأ بسردِ بدايات الأرضِ وانطلق في إظهار أعجوبة الكوكب الأزرق و ما مدى تنوُّع وغنى الحياة على سطحِه، ليخاطب البشر في نهايته برسالة؛ أن حافظوا على منزلنا الذي لا نملك بديلًا آخر عنه.

وقد تميَّز الفيلم بابتعاده عن النَّظرة الكارثيَّة لمستقبل الأرض على الرغم من كلِّ ما آلت إليه الأمور من سوء، وذلك برسالةِ الأمل التي يدعو عبرها العالمَ إلى التَّحرك قبل فوات الأوان لإنقاذ ماتبقى إنقاذه.

الفيلم مجاني وليس له أيّ أغراضٍ تجاريَّة أو ربحيَّة مستقبلية. و ننصح نحن الباحثون السوريون بمشاهدته.

 

 

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا

4 - هنا

5 - هنا